ودعنا الحديث عن «هموم» الدنيا وبدأنا الحديث عن «هدوم» العيد، فمنذ العدوان الثلاثى وحتى التطعيم الثلاثى ونحن نعطى للملابس رمزاً دينياً أو سياسياً أو اجتماعياً من أيام الميكروجيب حتى أيام الميكروباص، فقد أضعنا ربع قرن فى الجدل حول الحجاب والنقاب، وانشغلنا أعواماً بفستان «هيفاء وهبى» وبنطلون «محسن السكرى». وفى التراث منديل «أم كلثوم» وبيريه «توفيق الحكيم»، وأخيراً حذاء «عباس» ومايوه ابنة «البرادعى».. والمتغطى بالدنيا عريان، وكان الرئيس «عبدالناصر» يرتدى فى الشتاء البدلة، وفى الصيف قميصاً أبيض نصف كم، بينما الرئيس «السادات» كان يحدد ملابسه طبقاً للمناسبة، فهو مع الفلاحين يرتدى الجلابية، ومع العمال العفريتة، ومع الجنود ملابس الضباط، ومع الرسميين البدلة، بينما الرئيس «مبارك» يرتدى البدلة صيفاً وشتاء. وكان الرئيس «السادات» فوق مدمرة فى زيارة لميناء حيفا، عندما صعد إليه الإسرائيليون وطلبوا منه أن يغير الملابس العسكرية ويرتدى زياً مدنياً قائلين: (فخامتكم لم تأت إلينا غازياً)، وقد لفت البالطو الذى يرتديه «رفيق الحريرى» أنظار حراس البيت الأبيض وطلبوا منه أن يخلعه للتفتيش. واضطر «عرفات» أن يرتدى زى النساء ليهرب من «عمان»، وأنا كنت أرتدى بيجامة جديدة يوم الوقفة حتى الخامسة مساء موعد تسليمها إلى أخى ليحضر بها العيد. وتقول زوجة لزوجها: (هنعمل إيه فى هدوم العيد؟ إوعى تقول لى زى كل سنة من لا يتغطى بالفضيلة عريان). فيرد الزوج: (أنا ماقصرتش، أنا كل ما أروح عمر أفندى وأتفق على الهدوم ألاقيهم باعوه لمستشمر جديد). هذا العام لم يذهب القماش إلى «الملابس» ولكنه ذهب إلى «اللافتات»، وكل ساعة مندوب دعايتى يبلغنى أنهم «أسقطوا لنا خمسين لافتة» ثم «أسقطوا لنا سبعين لافتة» ثم «أسقطوا لنا مائة وثلاثين لافتة» وأخيراً قلت له (إنت بتفكرنى ببيانات 1967). فيرد بسرعة: «خلاص حاول تنسحب». [email protected]
