في وسط الصحراء، وفي قلب واحة سيوة، يستقر مسجد "الجامع العتيق" الأثري، والذي يعود تاريخه إلى القرن الثاني عشر، ويعتبر أقدم جامع في الصحراء الغربية، يمثل نموذجًا فريدًا في المعمار، وبعد مرور قرون عدة لم يعد المسجد كسابق عهده، ليحين دور المهندسين عماد فريد ورامز عزمي، اللذين قاما بترميمه وإعادته إلى عصره الذهبي. وحصل المهندسان على جائزة الدولة التشجيعية للعام الحالي، حسبما أعلن المجلس الأعلى للثقافة، قبل قليل، عن ترميمهما للمسجد الأثري. وتحدث عماد فريد ل"الوطن"، عن قصة ترميم المسجد، فيقول إن الجامع كان مبنيًا بطريقة غريبة وفريدة، وخامة غريبة حتى شكل مئذنته مميزة أيضًا، وقبل البدء في ترميمه كان منهارًا والمئذنة شبه منهارة، وكان التحدي الأصعب والذي فشل فيه عدد من الخبراء الأجانب، هي ترميم المسجد بنفس المواد التي تستخدم في سيوة، وبأيدي العمال المهرة في الواحة. على الفور بدأ فريد وصديقه رامز، بتكليف من وزارة الآثار، في عملهما، الذي يمارسانه في واحة سيوة منذ عام 1994، ليتم على وجه السرعة عمل مجموعة من الترميمات، لمنع تسرب أي مياه جوفية، وإعادة استخدام المسجد مرة ثانية، ونجحا في تسليم عملهما كاملًا على أتم وجه في ديسمبر 2015. يروي "عماد" تفاصيل ترشيحه هو وزميله إلى جائزة الدولة التشجيعية: "تم ترشيحنا إلى الجائزة، وطلبوا مننا إرسال تفاصيل المشروع، وفكرة الترميم وصور أثناء أعمال الترميم، وتقديم شرح تفصيلي لعملية الترميم"، ليتكلل نجاحهما في النهاية بالفوز بالجائزة. لا يرى عماد وزميله أن ديانتهما كمسيحيين وقفت عائقًا في ترميم المسجد: "دي حاجة إضافة في حياتنا، إحنا بنتكلم في مكان ديني بعد ما كان المكان منهار إحنا أعدنا له الحياة، ده مكان في النهاية بيذكر فيه اسم ربنا". ويعمل عماد ذو ال55 عامًا، مهندسًا معماريًا متخصصًا في العمارة البيئية والتراثية، وهو الأمر الذي سهل من مأموريته: "أتاح لنا التعرف على المواد التي تم استخدامها في المسجد بعكس الخبراء الأجانب".