أمام زخم الأحداث وتلاحق الدعوات للاحتشاد ومحاولات التعبئة ضد السلطة الجائرة والمتعنتة آثر الحزب اليمينى لنفسه الصمت والخرس و«الفُرجة»، تفجرت عيون الدم والحزب لا يزال بمكانه، هبَّ الناس من كل فج عميق ولا حراك من طرفه.. رغم ذلك دعاه رئيس الجمهورية المؤقت ضمن من تمت دعوتهم لتخطيط خارطة المستقبل فلبّى الحزب الحضور -رسمياً- بينما تشارك «قواعده» فى اعتصام رابعة العدوية، لكن الحزب له مصالحه التى لا حِوَل عنها. حزب النور الذى أنشئ صيف 2011، بعد شهور قليلة من ثورة 25 يناير، رفض الأسماء الأكثر قبولاً لدى القائمين بثورة 30 يونيو، خرج قياديو الحزب يصرحون فى وسائل الإعلام: «اختيار البرادعى مخاطرة بأزمة اقتصادية جديدة ولا يحظى بشعبية لدى كل القطاعات الشعبية.. وزياد بهاء الدين ينتمى لذات التيار الذى ينتمى له البرادعى وهو جبهة الإنقاذ التى تفتقر إلى تأييد الشارع». انسحب الحزب الذى أحدث تصدعاً فى طاولة الاتفاق. بعدما كان الرفض -دون تفاوض- رده على الأسماء المطروحة. فى تغريدة على موقع «تويتر»، قال المتحدث الرسمى باسم الحزب نادر بكار، متذرعاً بالحادث الدموى الذى وقع أمام بوابات نادى الحرس الجمهورى: «قررنا الانسحاب فوراً من كل مسارات التفاوض كرد فعل أولى على مذبحة الحرس الجمهورى». انبثق «النور» عن كيان دينى دعوى هو «الدعوة السلفية»، فكان بديهياً أن يؤمِّن الحزب أوتوماتيكياً الحديث باسم الدين، وكان موقفه الرافض لتظاهرات يوليو 2011 وأحداث محمد محمود ومجلس الوزراء وماسبيرو سبباً فى رفضه لدى كثير من شباب الثورة.. شهد الحزب صراعات داخلية فى الآونة الأخيرة انسحب على أثرها عماد عبدالغفور، رئيس الحزب، ليشارك فى تدشين حزب الوطن ذى المرجعية الدينية كذلك. رغم كونه أحد الأحزاب الوليدة فى الخارطة الحزبية الجديدة التى أفرزتها ثورة الخامس والعشرين من يناير، فإن الحزب -ذا المرجعية الإسلامية- استطاع الاستحواذ على 20% من إجمالى مقاعد مجلس الشعب الذى تم حله لاحقاً بقرار من المحكمة الدستورية قبيل انتخابات الرئاسة.. «اللعب على وتر الدين وعوز المواطنين للسلع التموينية والأساسية كانا أبرز أداتين استغلهما الحزب لجمع الأصوات الانتخابية» يقول محللون. وصل «النور» إلى سدة التشريع فى برلمان الإخوان بلعبه على وتر الدين بعدما عرف «من أين تؤكل الكتف»، لكن ثمة فضائح لاحقت نوابه الذين أدين أحدهم بممارسة فعل فاضح بالطريق العام، تلك آداب الطريق! وآخر ادعى تعرضه لاعتداء ليُكتَشف خضوعه لجراحة تجميلية بأنفه، وذلك ليس تغييراً فى خلقة الله! فى ظل الخلاف على كتابة الدستور فى أواخر 2012، انتشر للدكتور ياسر برهامى، القيادى بالدعوة السلفية، مقطع فيديو يقول ما نصه: «هذا الدستور سيكفل التمكين للإسلاميين.. وفيه ما يكفى لتقييد الحريات»، ثم أعلن الحزب تأييده للدستور الذى هيمنت على كتابته الأحزاب الدينية.