تظاهر عشرات الآلاف فى ميدان التحرير، أمس، ضمن مليونية «الجلاء»، للمطالبة برحيل الرئيس محمد مرسى، وتولى رئيس المحكمة الدستورية السلطة لحين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، بعد وصول عدد توقيعات حملة «تمرد» لأكثر من 22 مليون توقيع. واستقبل ميدان الثورة، -أثناء مثول الجريدة للطبع- مسيرات حاشدة من مسجدى مصطفى محمود بالمهندسين، والاستقامة بالجيزة، ومنطقة السيدة زينب، وعدد من المناطق الشعبية، رافعين الكروت الحمراء وشعارات تطالب الرئيس مرسى والإخوان بالرحيل عن السلطة. ورفع المتظاهرون، صور الرئيس عليها «علامة إكس»، ومكتوباً عليها «ارحل»، مرددين هتافات تطالب الرئيس بالرحيل عن السلطة، منها: «الشعب يريد إسقاط النظام»، و«ارحل»، و«الشعب يريد إسقاط الإخوان»، و«اصحى يا مرسى صحى النوم النهاردة آخر يوم»، و«إحنا الشعب الخط الأحمر». وجابت المسيرات التحرير وشوارع وسط البلد، رافعين علماً ضخماً تعدى ال10 أمتار حاملين «البرسيم»، وسط هتافات: «ارحل يا خروف»، و«يسقط يسقط حكم المرشد». وتوافد إلى ميدان التحرير منذ فجر أمس، الآلاف قادمين من شتى المحافظات، حاملين حقائبهم وأغراضهم الشخصية، معلنين اعتصامهم حتى إسقاط حكم الإخوان، وقال الحاج درويش محرز أحد القادمين من المنوفية ل«الوطن»، «جئت للاعتصام فى التحرير لأننا نريد رئيساً نعرف نفهم كلامه»، مؤكداً أنه لن يرحل من الميدان إلا بعد إسقاط حكم الإخوان. ونصّب المتظاهرون مئات الخيم، فى صينية الميدان وحديقة المجمع وأمام تمثال عمر مكرم، وافترشوا الأرض أمام مداخل الميدان وجوانبه، كما نصبوا المظلات و«صوانات الاستراحة»، لتفادى الشمس. وعلق المتظاهرون «فانوس رمضان»، وعدداً من صور شهداء ثورة يناير، والمرحلة الانتقالية وحكم مرسى، فضلاً عن عدد من اللافتات التى تطالب مرسى بالرحيل منها: «مش هييجى رمضان وإنت موجود يا مرسى»، و«يسقط كل جبان مش هنسيبها للإخوان»، و«اصحى يا مصرى للاحتلال الإخوانى باعوا الدين جوا القصر»، فضلاً عن صور لفراعنة يطالبون الرئيس وجماعته بالرحيل حفاظاً على تاريخ مصر، ولافتات مكتوب عليها: «أوباما يدعم الإرهاب»، و«يوم 30 نهاية الإخوان»، و«يا أبودقن وجلابية الثوار هما الشرعية»، و«مصر مقبرة الإخوان». وشهد التحرير مشاركة كبيرة من الفلاحين وأبناء الوجه القبلى، الذين جاءوا للميدان بالجلباب وأعلنوا الاعتصام حتى إسقاط النظام. وتولت اللجان الشعبية تأمين مداخل ومخارج الميدان، ونصبوا حواجز حديدية وحبالاً، مع تفتيش القادمين بشكل ذاتى لمنع دخول أى أسلحة أو آلات حادة، أو مندسين، فيما طاردوا بعض الصبية فى شارع محمد محمود، بعد محاولتهم دخول الميدان ومعهم مولوتوف، كما طاف بعض أفراد اللجان الشعبية أنحاء الميدان للمتابعة ولمنع أى حالات للتحرش أو الاحتكاكات بين المتظاهرين. وألقت اللجان الشعبية القبض على شخصين يحملان فى طيات ملابسهما سلاحاً محلى الصنع «خرطوش»، وسلموهم لقوات الشرطة المكلفة بحماية المتحف المصرى. ووجدت سيارات الإسعاف أمام مسجد عمر مكرم بكثافة، تحسباً لأى اشتباكات أو إصابات، فضلاً عن أن المتظاهرين نصبوا مستشفى ميدانياً، فيما انتشرت بشكل ملحوظ أعداد كبيرة من الباعة الجائلين للترويج لبضائعهم والمقاهى والاستراحات. واستجاب الموظفون فى مجمع التحرير لدعوة المتظاهرين لهم بالإضراب عن العمل، وغادروا المجمع بعد أن هتفوا لهم «انزل»، ثم أغلقه المتظاهرون. وأعلن عشرات المعاقين الاعتصام داخل الميدان، ونصبوا خيمتهم أمام مجمع التحرير مكتوباً عليها «ذوو الإعاقة»، وقال سيد عبدالعال أحد المعتصمين ل«الوطن»، إنهم قرروا الاعتصام بسبب عدم تنفيذ الرئيس مرسى لمطالب الشعب المصرى ولوعوده لهم والمعاملة السيئة التى تلقوها فى اعتصامهم أمام الاتحادية من حرسه، مؤكداً أنهم لن يتركوا الميدان إلا بعد إسقاط النظام. وأطلق عدد من المتظاهرين الشماريخ والألعاب النارية، مع قدوم عدد من الحافلات من مختلف المحافظات خصوصاً، الشرقيةوالمنوفية والدقهلية ودمياط. ونظم أعضاء حزب الوفد وجبهة ثوار مصر مناظرة سياسية داخل خيمة حزب الوفد أمام مجمع التحرير، وناقشوا خلالها مستقبل مصر ومرحلة ما بعد مرسى.