مقتطفات من تصريحات لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، نُقلت على الشريط الإخباري على شاشة التليفزيون القطري، حملت تحاملًا على دول عربية، عملت وكالة الأنباء القطرية على نفيها فيما بعد، إلا أنها شهدت تناقضًا كبيرًا أيضًا فيما احتواه الخطاب من رسائل. بين القوة والمتانة والتوجهات غير الإيجابية، جاء في نص خطاب تميم أن "العلاقة مع الولاياتالمتحدة قوية ومتينة رغم التوجهات غير الإيجابية للإدارة الأمريكية الحالية"، ألحقه بنص زاد الأمر تناقضًا بقوله: "مع ثقتنا أن الوضع القائم لن يستمر بسبب التحقيقات العدلية تجاه مخالفات وتجاوزات الرئيس الأمريكي". وفي الوقت الذي أكد فيه تميم خلال خطابه أن "قطر لا تتدخل بشؤون أي دولة مهما حرمت شعبها من حريته وحقوقه"، دعا "إلى ضرورة الاهتمام بالتنمية ومعالجة الفقر، بدلا من المبالغة في صفقات الأسلحة، التي تزيد من التوتر في المنطقة، ولا تحقق النماء والاستقرار لأي دولة تقوم بذلك"، وذكر أن "الخطر الحقيقي هو سلوك بعض الحكومات التي سببت الإرهاب بتبنيها لنسخة متطرفة من الإسلام لا تمثل حقيقته السمحة، ولم تستطع مواجهته سوى بإصدار تصنيفات تجرم كل نشاط عادل"، وهو إبداء لرأي في قضايا لا تخص دولته على عكس ما يزعم في تأكيده على عدم التدخل في شؤون الأخرين. وجاءت إيران كعلامة على شق الصف الخليجي، الذي يحمل موقفا معاديا لتلك الدولة، حيث أعلن أمير قطر أن "إيران تمثل ثقلا إقليميًا وإسلاميًا لا يمكن تجاهله"، وأن "بلاده تحتفظ بعلاقات قوية مع الولاياتالمتحدةوإيران في وقت واحد، وكذلك الجمع بين حماس وإسرائيل، وأنه يملك علاقة قوية مع الطرفين، وإعلانه أن حماس الممثل الشرعي للفلسطينيين". "خطاب التناقضات"، الوصف الذي أطلقه الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة خبير العلاقات الدولية، على حديث أمير قطر، لجمعه بين كل الأمور وما تحمله من الأصل ونفيه، مثل جمعه بين حماس وإسرائيل وإيران وأمريكا، على اعتبار أن إيران قادرة على جمع كل الأطراف، وهو ما يراه "غير صحيح". 4 أشياء يعول عليها أستاذ العلوم السياسية، في حديثه ل"الوطن"، بشأن خطاب أمير قطر، أولها الخلافات داخل الأسرة، "حيث يريد تميم أن يخرج من الأزمة الداخلية، وهو يمثل واحد من تيارات الأسرة"، وثاني اعتبار هو "منكافته" لدول مجلس التعاون الخليجي دون أن يهاجم بشكل مباشر المملكة العربية السعودية، وثالثًا توظيف قناة الجزيرة لاعبا مركزيا في سياسته، و"الأمر بالنهاية مستهدف تشويش سياسي على القمة العربية الإسلامية". أما عن إعلان تميم بعلاقاته مع إسرائيل وغيرها، قال "لم يكن من باب الإخبار فالجميع يعلم، لكنه يريد أن يسجل حضور قطري مباشر في القضايا، ويجب أن يتعامل الجميع مع قطر على أنها دولة قوية في الإقليم".