نفى محمد أبو سمرة، أمين عام الحزب الإسلامي، الذراع السياسية لتنظيم الجهاد، انتماء "خلية كوم الدكة" الإرهابية إلى التنظيمات الجهادية، وقال إن المجموعة التي اتهمتها الأجهزة الأمنية بالإعداد لتنفيذ عمليات إرهابية قبل أحداث 30 يونيو لا علاقة لهم بالجهاديين. وانتقد "أبو سمرة"، ما وصفه بمحاولة التصوير أمام الرأي العام بأن التنظيمات الجهادية تحاول القيام بعمليات تستهدف تصفية عناصر من قوات الشرطة، والمتظاهرين في 30 يونيو، مؤكدًا أن عقيدة الجهاد لا تحث سوى على التخلص من رأس السلطة في حالة معاداته للإسلام، ولا تتطرق لقتل مواطنين عاديين أو سياح أو غيره. وأضاف أبو سمرة، ل"الوطن"، أن الجماعة الإسلامية هي التي كانت تنتهج هذا الأسلوب من قتل للسياح وغيره، قبل أن تعلن مراجعاتها الفكرية، وبخاصة أن عناصر محددة فيها هي من كانت مقتنعة بجدوى هذا الأسلوب وليس أعم أعضائها، مواصلًا: "بينما الجهاد لم يتورط في ذلك أبدًا". وكانت مصادر أمنية أكدت أن العناصر المضبوطة كانت على وشك تنفيذ العملية الإرهابية، وبحوزتهم أسلحة نارية وقنبلة خرشوفية، وكتيبات دينية تؤكد جواز قتل السياح والنساء والأطفال منهم باعتبارهم أهل كفر وتابعين إلى دول كافرة محتلة للدول الإسلامية، بالإضافة إلى جواز التخلص من المعترضين على تحكيم الشرع في الأرض. وأبدى أبو سمرة، تشككه الشديد في كل ما يصدر عن وزارة الداخلية من معلومات أو اتهامات، مضيفًا: "وليس أدل على ذلك من واقعة إعلان اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، عن ضبط مجموعة من أعضاء تنظيم القاعدة في مصر، ثم اعتذاره وإعلانه خطأ معلوماته بعد الضغط عليه". وواصل القيادي بتنظيم الجهاد، "نحن نبلغ القوات المسلحة بكل ما نراه خطرا على الأمن القومي لثقتنا الشديدة فيها، ولا نتعامل مع الشرطة لأنها لازالت فاسدة ولا تعمل لصالح الوطن"، وفق تعبيره. وعلى الجانب الآخر، علق النشطاء السياسيين على الواقعة قائلين: "سقطت الأقنعة وظهرت حقائق المليشيات المسلحة والبؤر الإجرامية للإسلاميين". وقال محمد سمير، عضو المكتب التنفيذي للحملة الشعبية لدعم مطالب التغيير "لازم"، إن قوى الإسلام السياسي لا تعترف بحق المواطنين في التظاهر السلمي والمطالبة بتغيير النظام الحاكم أو إدخال أي إصلاحات عليه، وتعتبر أن ذلك من قبيل الكفر بالله أو المعاداة لدين الإسلام، ما يسهل خروج أتباعهم وأنصارهم بالسلام للقضاء على المتظاهرين السلميين. وأضاف محمد سمير، أن دعوى التكفير التي يطلقها الإخوان وأتباعهم من أعضاء الجماعة الإسلامية وغيرها، كانت مجرد بدايات، ليأتي دور "الإرهابيين" في التصفية الجسدية لمتظاهري 30 يونيو، معتبرًا أن أي دماء ستسيل بسبب عنف الجماعات الإسلامية ومخالبهم من الجهاديين، ستكون وبالًا على النظام الحاكم وجماعات الإسلام السياسي في الوقت الحاضر والمستقبل. وانتقد محمد سعد خير الله، المتحدث باسم الجبهة الشعبية لمناهضة أخونة مصر، ما وصفه بإصرار الرئيس محمد مرسي وجماعته على تحويل الدولة إلى بحيرات من الدماء، والاستمرار في الحكم على جثث المصريين. وتابع محب عبود، رئيس نقابة المعلمين المستقلة، أن أفكار الجماعات المسلحة التي تتخذ من الإسلام ستارًا لأعمالها العنيفة، لا تتغير مع الزمن، وأساليبهم لا تتطور، بل يستخدمون نفس الحيل بذات الحجج والمبررات، مشيرًا إلى أن الأزمة والخطر يتفاقم عندما يكون النظام الحاكم على توافق شديد معهم مثلما يحدث في عهد الرئيس محمد مرسي، محملًا إياه مسئولية تجبرهم وتغولهم إلى هذا الحد، على حد قوله.