استجابة لرغبة كثيرات وكثيرين ممن ألتقيهم هذه الأيام فى نقاشات حول هموم الوطن وحملة تمرد و30 يونيو، أعيد تجميع وصياغة الأسباب التى سُقتها خلال الأشهر الماضية وأراها كافية للتأكيد على الطبيعة الديمقراطية للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة عبر الضغط الشعبى السلمى. 1- لأن الشعب المصرى عندما انتخب بأغلبية الدكتور محمد مرسى رئيساً للجمهورية لم يوقع على صك تنازل عن الوطن لمدة أربع سنوات أو بيان استقالة من الشأن العام، ويحق من ثم لقطاعاته غير الراضية عن أداء الرئيس المنتخب والمقتنعة بفشله المطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة بحثاً عن التغيير. 2- لأن الشعب المصرى فى مجموعه يحق له ديمقراطياً المطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة بعد أن عصف الرئيس المنتخب الحالى بالقواعد الدستورية والقانونية المحددة لصلاحياته (قبل تمرير دستور 2012) بإعلان الاستبداد الرئاسى فى 21 نوفمبر 2012 وتحول بذلك إلى رئيس منتخب خارج على القانون وسيادته، أى إلى ديكتاتور منتخب. 3- لأن الشعب المصرى فى مجموعه يحق له ديمقراطياً المطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة بعد أن تكررت انتهاكات حقوق الإنسان خلال العام المنقضى من رئاسة الدكتور محمد مرسى وتكرر الإفلات من العقاب على قتل وتعذيب وإهانة وتعقب المصريات والمصريين. حرمة دماء المصريات والمصريين وحماية كرامتهم هما مصدرا الشرعية الأخلاقية للرئيس المنتخب وحين ينهاران تنهار الشرعية الأخلاقية هذه ويحق للشعب المطالبة بتغيير الرئيس ديمقراطياً، وهذا هو حال مصر اليوم. 4- لأن القطاعات الشعبية المقتنعة بفشل الرئاسة تستطيع أن تقدم أدلة موضوعية ومتنوعة على الفشل هذا، تبدأ من شق المجتمع واستعداء اليمين الدينى على معارضى الدكتور محمد مرسى، وتتواصل مع الإخفاق فى تفعيل الوعد بالدستور التوافقى والعدالة الانتقالية ومكافحة الفساد وتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وتنتهى عند فرض الأخونة على أجهزة الدولة التنفيذية والإدارية. وأدلة الفشل هذه توفر شرعية ديمقراطية للمطالبة بالانتخابات المبكرة على أرضية التغيير فى الرئاسة للإخفاق ولغياب الإنجاز. 5- لأن القطاعات الشعبية المقتنعة بفشل الرئاسة، شريطة التزامها بالسلمية وعدم تورطها فى فاشية عكسية لمواجهة الفاشية المقيتة التى تصدر عن جماعات وقوى اليمين الدينى وشريطة ابتعادها عن مقولات إقصائية باتجاه الإخوان وحلفائهم والتأكيد المستمر على الاعتراف بوجودهم المجتمعى والسياسى فى إطار احترام الديمقراطية، تستطيع أن تخاطب الضمير الجماعى للمصريات وللمصريين من موقع أخلاقى وقيمى متماسك فى ذاته وحريص على المصلحة الوطنية. المنشود هو التغيير الديمقراطى عبر انتخابات مبكرة وتعديل قواعد السياسة، المنشود هو سيادة القانون وحقوق الإنسان، المنشود هو مواجهة التكفير والطائفية السياسية والمجتمعية والأخونة. ولأن المنشود متماسك أخلاقياً وقيمياً ويبتغى وجه المصلحة الوطنية، يحق للقطاعات الشعبية الباحثة عن التغيير فى 30 يونيو الإصرار على المطالب والعمل على التعبئة المستمرة للضغط الشعبى. 6- لأن القطاعات الشعبية المقتنعة بفشل الرئاسة، وبعد أن أضفت عليها استمارات تمرد مضموناً كمياً واضحاً، يحق لها ومن موقع ديمقراطى المطالبة برحيل الدكتور محمد مرسى بعد أن اختزل رئاسته فى السعى للحصول على تأييد «الأهل والعشيرة» وتورط فى تمرير تكفير معارضيه ولم يواجه الشحن المذهبى والطائفية برمزية وسياسة وممارسة تنتصر لمواطنة الحقوق المتساوية. الرئيس المنتخب، وبعد أن صار رئيساً منتخباً للتكفيريين وللمذهبيين ولدعاة التطرف والطائفية والتحريض على العنف، آن أوان رحيله بعد عام كارثى على الوطن وتهديد كيان دولته ومجتمعه.