لم يكتف بدور المشاهد الذى يجلس أمام التليفزيون يدير مؤشر الريموت كنترول فقط؛ إذ قرر أن يخرج من عباءة المواطن المستمع إلى المواطن المتحدث الذى يشارك ضيوف الفضائيات فى تحليل المشهد السياسى. «إحنا هنا علشان كل اللى بيقولوا إننا شعب جاهل وغير واع، قررنا إننا نكون كلنا محللين، ونقول لكل اللى بيشتغلونا: لأ إحنا فاهمين».. بهذه الكلمات عبر «أدمن» صفحة «أنا كمان محلل سياسى» عن الهدف الذى دفعه لتخصيص صفحة على «فيس بوك»، ليطرح من خلالها تحليل الشعب للأحداث السياسية، خاصة بعد أن تحولت كل وسائل الإعلام إلى منابر سياسية تتسارع فيها كل الشخصيات العامة على طرح رؤيتها وتفسيرها للمشهد السياسى بشكل أصاب الشعب بالحيرة والملل. «أحمد حسن الجاويش»، مؤسس الصفحة، عبَّر عن استيائه من التحليلات السياسية المتناقضة التى نسمعها من وسائل الإعلام كل لحظة بقوله: «ممكن تلاقى المذيع جايب واحد صاحبه، ويقعدوا يشتغلوا الشعب»؛ لذا حاول أن يصرف الشعب من خلال صفحته عن الإنصات إليهم، لكنه يحتاج إلى من ينضمون إليه لنشر الفكرة على نطاق أوسع. الجديد الذى حاول الجاويش طرحه هو أن يحلل كل شخص الوضع السياسى بعد أن يختار لنفسه الشخصية التى تناسبه من بين شخصيات كرتونية رسمها واختار لها أسماء لتعبر عن كل الاتجاهات، لكن دون تخوين. فعلى سبيل المثال شخصية «لب» تنتمى إلى الاتجاه الليبرالى، و«طبنجة» محلل عسكرى و«كنبة» تنتمى إلى حزب الكنبة، أما «إخ» فهى شخصية إخوانية. تحت اسم «بيان الشعب المصرى» يوجه «أدمن» الصفحة رسائل موقَّعة باسم الشعب إلى جهات متعددة للتعليق على حدثٍ ما أو لتحذير فصيل سياسى معين من موقف يتبناه، آخرها كان البيان الموجه لجماعة الإخوان المسلمين الذى قال فيه: «الشعب المصرى عمل اللى عليه، ويا ريت تعملوا اللى عليكم عشان الشعب جاب آخره». روح الدعابة التى لا تفارق «أدمن» الصفحة اتضحت من خلال تعريفه لنفسه: «كنت فى حزب الغد عام 2005، وبعدين حملة البرادعى، وبعدها حملة حازم صلاح أبوإسماعيل، وانتخبت أبوالفتوح، وفى الآخر مرسى».