انتقدت روسيا، اليوم، نشر منظومة أمريكية مضادة للصواريخ تستهدف كوريا الشمالية، معتبرة أنها خطوة تنطوي على "مخاطر جدية" للمنطقة. وبدأت الولاياتالمتحدة هذا الشهر نشر منظومة الدرع الأمريكية المتطورة المضادة للصواريخ "ثاد" في كوريا الجنوبية، ردا على تكثيف بيونج يانج عمليات تطوير صواريخها البالستية وإجرائها عددا من الاختبارات. وتصر واشنطن وسيول على أنها لدواع محض دفاعية إلا أن بكين تخشى من أنها قد تقوض قدرتها على الردع النووي. وقد ردت بغضب وقامت بفرض سلسلة من الإجراءات اعتبرتها كوريا الجنوبية انتقاما اقتصاديا. ومن ناحيتها، استغلت روسيا المحادثات في مجالي الدفاع والدبلوماسية مع اليابان حليفة الولاياتالمتحدة، لانتقاد التحرك الأخير. وأوضح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، للصحافيين: "لفتنا النظر إلى المخاطر الجدية التي يشكلها نشر عناصر من منظومة الدفاع الأميركية العالمية المضادة للصواريخ في آسيا والمحيط الهادئ". وأضاف أن موسكو طرحت المسألة خلال المحادثات. وأضاف في إشارة واضحة إلى منظومة "ثاد" أنه إذا كان الهدف من تحرك واشنطن "مواجهة المخاطر الآتية من كوريا الشمالية، فإن نشر هذه المنظومة وتراكم الأسلحة في المنطقة هو رد غير متكافئ". وعبرت موسكو العام الماضي عن قلقها بشأن خطط نشر المنظومة. وتأتي تصريحات لافروف بعد المحادثات بين وزراء خارجية ودفاع روسياواليابان. وجاءت كذلك عقب زيارة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، إلى المنطقة والذي حذر من أن تحرك عسكري ضد كوريا الشمالية هو "خيار وارد". ولم تتعرض كوريا الشمالية إلى أي انتقادات خلال الاجتماع الروسي الياباني بسبب تطويرها للأسلحة النووية والصاروخية. وأوضح وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا "لدينا رؤية مشتركة بدعوتنا كوريا الشمالية بشدة إلى ضبط النفس بشأن التصرفات الاستفزازية والانصياع إلى قرارات مجلس الأمن الدولي". ويحظر المجتمع الدولي على كوريا الشمالية الاستمرار في تطوير برامجها النووية والصاروخية. إلا أن الدولة الشيوعية واصلت تحدي المجتمع الدولي وأجرت تجربتين نوويتين العام الماضي وأجرت اختبارات مؤخرا على صواريخ اعتبرت تدريبا على شن هجمات على قواعد أمريكية في اليابان. وحاولت اليابانوروسيا حل خلافات على أراض تعود إلى الحرب العالمية الثانية دون إحراز أي تقدم كبير. واستولى الاتحاد السوفياتي على أربع جزر قرب ساحل اليابان الشمالي عام 1945 في آخر أيام الحرب في نزاع منع التوصل إلى اتفاق سلام. ويأتي الاجتماع بين وزراء الخارجية والدفاع، وهو الأول منذ أواخر 2013، بعد قمة بين رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ديسمبر ركزت على النزاعات بشأن الأراضي. وأعلن كيشيدا أن آبي سيزور موسكو في أواخر أبريل ليكمل النقاشات المتعلقة بالتوصل إلى اتفاق سلام ينهي الحرب بشكل رسمي.