«لكل عملة وجهان» هكذا الحال مع الرئيس التركى الذى امتلأت صفحات مواقع التواصل الاجتماعى بصوره؛ مرة واقفاً يشترى طلباته بنفسه من أحد محال السوبر ماركت، وأخرى يزور أسرة تركية فى منزلها لأنها دعته لتناول الشاى أثناء مرور موكبه تحت منزلها، وثالثة وهو يحاور طفلة صغيرة أتت إليه لإجراء حوار صحفى لمجلتها المدرسية، هكذا تحدثت صور أردوغان عنه وصار «النموذج التركى» هو المثال الأقرب لأذهان المصريين عن «حكم الإخوان» حتى انقلبت العملة وظهرت صورة «الملك». مظاهرة سلمية خرج فيها مئات يدافعون عن حديقة عامة بعد أنباء عن بيعها لتتحول لمول تجارى، وما هى إلا ساعات قليلة وتحولت تركيا الجميلة إلى ساحة حرب بين قوات الشرطة التركية والمتظاهرين فى ساحات ميادين أنقرة فى مشاهد أعادت للمصريين ذكرى أحداث الثورة المصرية فى 25 يناير حيث طاردت مدرعات الشرطة المتظاهرين بخراطيم المياه واقتلعت عين أحدهم بينما امتلأت الميادين التركية بفوارغ الخرطوش والقنابل المسيلة للدموع ووقعت 4 حالات وفاة والسبب «حديقة». «مصر جت تطبق النموذج التركى راحت تركيا مطبقة النموذج المصرى.. عاش المصريون ملهمو الثورات» ما حدث فى تركيا لم يكن مفاجأة، هكذا اعتبره د.وحيد عبدالمجيد، أستاذ العلوم السياسية والقيادى بجبهة الإنقاذ: «تركيا تحتل الدرك الأعلى من قوائم الدول التى تضطهد حرية الرأى والتعبير»، مؤكداً أن الصورة الزائفة التى روجها الإعلام الإخوانى عن أردوغان والنموذج التركى كان عملية تضليل فى المقام الأول «دى صورة زائفة، فأردوغان هو صاحب أكبر عملية قمع حدثت فى التاريخ التركى فكمم أفواه المعارضة وقيد حقوق التظاهر والاحتجاج وخنق حريات الصحافة والرأى»، مؤكداً أن تركيا من بين أكثر خمس دول فى معدلات حبس الصحفيين وقمعهم، برغم قوة الاحتجاجات فى تركيا يؤكد عبدالمجيد أنها لن تستمر وسيتم احتواؤها «رغم القمع الذى يتعرض له الأتراك فإنهم يفتقرون للعوامل الاقتصادية والاجتماعية السيئة التى هى فى الأغلب المقود الأساسى لثورات الشعوب، وفى الحالة التركية فقد نجح أردوغان فى بناء اقتصاد قوى وأسس لعدالة اجتماعية، ما جعل الأتراك لا يبالون بالقهر والقمع، خاصة أنهم اعتادوا هذا من عصور الدولة العثمانية». أخبار متعلقة: صيف الغضب التركى يحرق «أردوغان».. والآلاف يتظاهرون لإسقاطه إسرائيل: بداية النهاية باحث بمركز تركى: المعارضة ليست مندسة .. واستفادت من الاحتجاجات «الحرية والعدالة» يشيد بحكومة «أردوغان».. ويقلل من المظاهرات ضدها «فانديتا» يطارد «أردوغان» فى تركيا