جاء المشهد السياسى المصرى فى صدارة الصحف الأمريكية الصادرة أمس، حيث أعربت عن قلقها من غموض تحركات المجلس العسكرى الأخيرة التى وصفتها بمحاولة منه لتوسيع نفوذه حتى بعد انتخاب رئيس مدنى، وأشارت إلى احتمالية أن تشهد الفترة المقبلة تحدياً بين العسكر وجماعة الإخوان المسلمين. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» فى تقرير لها تحت عنوان: «بعد الفوز: إسلاميو مصر يتحدون العسكر»، إن جماعة الإخوان المسلمين تسعىالآن إلى تحدى جنرالات العسكر عن طريق التهديد باللجوء إلى الشوارع وتصعيد الاحتجاجات ضدهم بعد تمكن مرشحها مرسى من الفوز فى الانتخابات الرئاسية طبقا لما أعلنته حملته الانتخابية. وجاءت الصحيفة على لسان المتحدث الرسمى باسم جماعة الإخوان المسلمين قائلاً: «إن المجلس العسكرى ليس لديه الحق فى أية سلطات تشريعية أو رئاسية الآن، وإذا كان يرغب بجدية فى تسليم السلطة عليه التخلى عن قراره بحل البرلمان وتسليم الصلاحيات الكاملة لرئيس الجمهورية المنتخب». وأضافت الصحيفة قائلة: إن كلاً من المجلس العسكرى وجماعة الإخوان المسلمين يسعون الآن إلى الصراع على السلطات والصلاحيات على الرغم من عدم الإعلان رسمياً عن الفائز النهائى فى الانتخابات الرئاسية. وفى ذات السياق، أشارت صحيفة «وال ستريت جورنال» إلى سعى جماعة الإخوان المسلمين لجمع الغنائم والمكاسب السياسية بعد إعلان فوز مرشحهم فى الانتخابات وذلك من خلال توجهها صوب القوى والحركات السياسية ومطالبتهم بالضغط على العسكرى لاستعادة السلطة والعدول عن قراره بحل البرلمان مما ينذر بصدام وشيك بين الطرفين. ومن جانبها وصفت صحيفة «واشنطن بوست» قرارات المجلس العسكرى الأخيرة خاصة الإعلان المكمل وتعيين عدد من لواءاته فى رئاسة الجمهورية بأنه سعى للاستيلاء على السلطة، وأضافت الصحيفة أن وعود العسكر بتسليم السلطة أصبحت هراء وجوفاء، فبمجرد غلق صناديق الاقتراع، سارع بإصدار إعلان دستورى مكمل والذى فى حقيقته تجريد لكافة صلاحيات الرئيس القادم المنتخب مدنياً. أما عن صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» التى قالت فى تقرير لها إن جماعة الإخوان المسلمين حاليا فى حالة بين الفرح والغضب بعد أن تمكن مرشحهم مرسى من الاقتراب من كرسى الرئاسة فى مصر وتفوقه على غريمه شفيق طبقاً للمؤشرات غير الرسمية لنتائج الانتخابات يسعى المجلس العسكرى جاهدا لفرض سطوته واتساع صلاحياته على مقاليد السلطة فى البلاد فى وقت لم يستطع الرئيس القادم تحديد دوره الحقيقى فى الفترة المقبلة. وفى تحليل آخر بالصحيفة نفسها يقول إن الثورة فى مصر تعانى ضربات مميتة من العسكر بعد أن اقتربت الديمقراطية من رؤية النور بانتخاب أول رئيس مدنى بحرية ونزاهة، يسعى العسكر حاليا لتفريغ الثورة من محتواها عن طريق زيادة السيطرة والنفوذ على مقاليد السلطة والنفوذ فى البلاد الأمر الذى يتنافى مع مطالب الثورة التى خرجت ونادت بالتغيير وتسليم السلطة كاملة إلى المدنيين. أما عن صحيفة «كريستيان ساينس منتور» فقالت إن نتائج الانتخابات المصرية طبقاً للمؤشرات الأولية تشهد نوعا من الغموض، فكلا المرشحين يدعى الفوز والتغلب على الآخر والعسكر يقوم بتجريد الرئيس القادم من صلاحياته بقرارات تهدد مرحلة التحول الديمقراطى التى تشهدها البلاد. وقالت الصحيفة على لسان الخبير المتخصص فى شئون الشرق الأوسط بجامعة سان جونز الأمريكية عز الدين لاشى: «إن احتمالية خروج المجلس العسكرى من السلطة ستأتى بعد جولة من المفاوضات الشاقة بين الإسلاميين وجبهة المعارضة العلمانية من أجل حماية مصالحه وامتيازاته»، وأضاف: «العسكر سيلعبون دوراً مؤثراً فى الحياة السياسية فى مصر فى الفترة المقبلة ولكن الإشكالية تكمن هنا حول استمرار لعب هذا الدور بطريقة مباشرة أو لعبه بطريقة غير مباشرة خلف واجهة من حاكم مدنى».