قالت صحيفة " نيويورك تايمز " الأمريكية أن المؤسسة العسكرية في مصر تخلت عن تعهداتها التي سبق لها وأن قطعته على نفسها أمام الشعب المصري بتسليم السلطة كاملة للحكومة المدنية المنتخبة في أول يوليو القادم ، موضحة بأن المجلس العسكري استغل قرار المحكمة الدستورية العليا بحل المجلس واستحوذ على كافة صلاحيات السلطة التشريحية ، والتي تؤهله لتضييق الخناق على الدكتور محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة إذا فاز بأصوات غالبية المصريين المتعطشين الذين يراهنون به لإنقاذ الثورة . وأضافت الصحيفة في تعليقاتها اليوم على " حل مجلس الشعب " أن قرار القادة العسكريين للبلاد سوف يؤدي إلى إطالة المرحلة الانتقالية التي تشهدها مصر منذ سقوط النظام المصري السابق، في فبراير 2011، موضحة أن لعبة السلطة في مصر قد قوضت الأصوات المتفائلة التي أكدت من قبل على قدرة مصر أن تتحول بسرعة إلى نموذج للديمقراطية بمنطقة الشرق الأوسط؛ غير أن الخطوات التي اتخذها المجلس العسكري تشير إلى صراع مرير مع الرئيس القادم على السلطة والنفوذ .
وأكدت " نيويورك تايمز " إنه حتى إذا تمكن مرشح الجماعة محمد مرسي من الفوز بجولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية في مصر ووصوله إلى مقعد الرئيس، فإن المجلس العسكري سوف يعمل على تقليص صلاحياته إلى حد كبير من خلال الإعلان الدستوري المكمل والذي من المقرر أن يصدر في أعقاب انتهاء جولة الإعادة.
انقلاب عسكري وأضافت الصحيفة أن إحكام سيطرة العسكريين على السلطة في مصر، والذي اعتبره عدد من النشطاء بمثابة انقلاب عسكري، يعد تحديا جديدا لجماعة الإخوان المسلمين التي عاشت عقودا طويلة في الظل نتيجة لسيطرة التيار العلماني الديكتاتوري العسكري على مقاليد الأمور في مصر.
وأوضحت الصحيفة أنه وبالرغم من صعوبة التنبؤ بنتيجة الانتخابات الرئاسية، إلا أن الفريق أحمد شفيق يظل رقما صعبا في جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية، موضحا أنه حملته استطاعت أن تروج له باعتباره الشخص الوحيد القادر على استعادة الأمن بعد أن سادت الفوضى منذ سقوط مبارك ونظامه، بالإضافة إلى قدرته على احتواء خطر صعود الإسلاميين.
وأبرزت "نيويورك تايمز" البيان الذي أصدره مرشح الجماعة محمد مرسى، والذي اعتبر قرار الدستورية بمثابة انقلاب عسكري، موضحا أن الانتخابات الرئاسية تعد الورقة الأخيرة للحفاظ على الثورة ومكتسباتها، مطالبا أنصاره بتنظيم مسيرة مليونية لصناديق الاقتراع حتى يمكنهم إفساد أية محاولة قد تهدف إلى تزوير إرادة الناخبين.
غضب أمريكي من حل البرلمان وأشارت الصحيفة إلى الموقف القلق الذي تبنته الإدارة الأمريكية من جراء التطورات الحالية التي تشهدها مصر، موضحة أن وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا قد أجرى اتصالا هاتفيا بالمشير طنطاوي مطالبا إياه بتقديم الدعم للتحول الديمقراطي في مصر وكذلك إجراء الانتخابات الرئاسية في أقرب وقت ممكن.
وأضافت أن السيناتور الأمريكي باتريك ليهي قد أعرب عن غضبه نتيجة قرار حل البرلمان في مصر، مطالبا بالسعي نحو حجب المساعدات الأمريكية الممنوحة لمصر، موضحا أن مثل هذا القرار يثير التساؤلات حول مستقبل التحول الديمقراطي في مصر.