* كانت حكمة شم النسيم هذا العام هى أنه مهما حاولت تلوين البيض يظل بيضاً، وأياً كانت مهارتك فى التعامل مع الفسيخ، فلن تصنع منه «شربات»، وفى هذه الأجواء المليئة بالبيض والزفارة جاء التعديل الوزارى الجديد. * أول ما يلفت نظرك فى التعديل هو الإصرار الرئاسى على وجود هشام قنديل نفسه، كما هو، رئيساً للوزراء، رغم اتفاق المعارضة مع المؤيدين، فى مرة نادرة، على فشل هذا الرجل وعلى وجوب الإطاحة به، لكن يبدو أنه عامل ل«مرسى» عمل، أو ممضّيه على كمبيالات، وليس هناك تفسير ثالث. * ليلة التعديل الوزارى أعلن رئيس الوزراء أن التعديل سيطول 11 وزارة، وعند الجد عدّل 9 وزارات فقط، مما يجعلنا نسأل: هل هو بليد فى الحساب، أم أنه «مالقاش حد يجيبه وزير»، أم أن الرئيس صالحه على وزيرين كان سيغيرهم ومعلهش انتو اخوات العبوا مع بعض كويس؟ * لو سألت أى عيل صغير عن أهم الوزارات التى كان يجب أن يتم تغيير وزرائها سيقول لك: الداخلية والإعلام. الأول «ملاكى مرسى»، والثانى «ملاكى هرموناته الذكورية»، ومع ذلك ظلا فى منصبيهما، وكأنهما واخدينه إيجار جديد. * حاتم بجاتو هو الاسم الأبرز فى الوزارة.. هو هو نفسه الذى كان الإخوان يشتمونه أيام معركة «الدستورية». هو نفسه الرجل الذى طالما شككت فيه التيارات الإسلامية بعد استبعاد «أبوإسماعيل» بسبب جنسية الحاجة، وإبان إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية، وها هو الآن -خير اللهم اجعله خير- أصبح وزيراً من اختيار «مرسى».. فهل هناك احتواء، أم أنه رضا سامٍ رئاسى، أم أنهم طبطبوا عليه؟ * يحيى حامد هو وزير الاستثمار الجديد.. يحيى حامد يا سادة كان متحدثاً رسمياً فى حملة مرسى (آدى مؤهل)، عضو فى «الحرية والعدالة» (آدى مؤهل تانى)، سنه 35 عاماً ومكتوب فى السيرة الذاتية التى أرسلتها الرئاسة للصحف أن له خبرة 13 سنة فى مجالات المبيعات والشركات متعددة الجنسيات (نحن أمام فلتة يعمل من سن 22 سنة)، ليسانس ألسن!! بس عامل دبلومة فى المبيعات، دبلومة فى إدارة المشروعات، وله دراسات فى تطوير المؤسسات (صباح الكدب). أما وظيفته فكانت مستشاراً لرئيس الجمهورية لإدارة المشروعات والمتابعة (منسق يعنى). ما كفاءة السيد يحيى غير الولاء مع قلة الخبرة والعمل فى «فودافون» كمندوب للمبيعات فى فترة سابقة؟ الإجابة هى: لا يوجد. طيب، لماذا هو بالذات؟ الإجابة أن الرجل إخوانى.. سيمسك بالاستثمارات التى تريد «الإخوان» التحكم بها، والأهم أنه مسئول عن هيئة الاستثمار صاحبة الحق قانوناً فى إعطاء وسحب تراخيص القنوات الفضائية (سيطرة سيطرة يعنى)، ومع ذلك فهناك أمل يعطيه الرجل لكل بائع عسلية أو ولاعات فى أنه يمكن أن يصير وزيراً بكام دبلومة وبكارنيه «الحرية والعدالة». «بالمناسبة: يحيى على المستوى الشخصى شخص دمث الخلق ومجتهد.. لكن والدى أيضاً على المستوى الشخصى دمث الخلق ومجتهد.. أقوم أخليه وزير؟». * د. علاء عبدالعزيز، وزير الثقافة، اسم غير معروف، مدرس المونتاج بمعهد السينما (هل تحتاج ثقافتنا إلى مدرس مونتاج؟!) لكن هواه الإخوانى ومقالاته على بوابة «الحرية والعدالة» جعلت منه الرجل المناسب فى المكان المناسب، وسيكون الرجل على موعد مع مواجهات لن يستطيع مونتاجها مهما فعل. * د. فياض عبدالمنعم، وزير المالية الجديد، بقراءة السيرة الذاتية الخاصة به سنجد أنفسنا أمام نزعة قوية ناحية الاقتصاد الإسلامى، سيتولى تطبيقها رجل يعطّش الجيم حين ينطقها، ويقوم بتشكيل القسم الذى ألقاه بالكامل فى نزعة كلاسيكية قديمة لم يكن يتخيل معها الرجل (مهما كانت أحلامه أو علاقته بالخيال العلمى) أنه سيأتى يوم ويمضى على الجنيه. * طيب هل الصورة بهذه القتامة؟ إطلاقاً سعادتك.. هذا رأيى الذى يحتمل الصواب والخطأ، ووارد جداً أن يخيب هؤلاء ظنون معارضيهم ويقدموا شيئاً لمصر. فاللهم خيب ظنوننا عشان خاطر مصر.. ونجنا من البيض ما تلون منه، وما تولى منصب الوزير.