تسيطر على أجواء زيارة الرئيس المصرى اليوم إلى البرازيل تشكيلة غريبة ومتناقضة من مستثمرين، ينتمى معظمهم إلى جماعة «الإخوان»، وتم تطعيمهم بمجموعة من رجال أعمال «فلول»، كما يحلو للبعض تسميتهم، على خلفية تعاملهم مع رموز النظام السابق. ويصطحب الدكتور محمد مرسى إلى العاصمة البرازيلية «برازيليا» فى زيارة هى الأولى من نوعها لرئيس مصرى، وفد رجال أعمال يضم 24 مستثمراً، وتنفرد «الوطن» بنشر القائمة الكاملة من المستثمرين المرافقين له. وأعربت الغرف التجارية المصرية عن استيائها من القائمة التى تضم حيتان السكر والدواجن، الذين يسعون إلى إغراق السوق المحلية، من خلال التوسع فى الاستيراد من البرازيل بمباركة «الإخوان»، وبحسب الدكتور عبدالعزيز السيد رئيس شعبة الثروة الداجنة، فإن الزيارة إذا لم يتم التعامل معها بحرص شديد فسوف يكون لها مردود عكسى على السوق المصرية، خاصة أسواق اللحوم والدواجن. وتضم القائمة التى تنفرد بنشرها «الوطن» كلا من عبدالحميد أحمد بدوى دمرداش، شقيق هشام دمرداش عضو مجلس الشعب السابق عن الحزب الوطنى بكفر الشيخ، «المغربى الزراعية» التى يرأس مجلس إدارتها شريف أمين عبدالمقصود المغربى شقيق أحمد المغربى وزير الإسكان الأسبق، وقام عمال الشركة بتحرير محاضر ضدها بعد الثورة للمطالبة بحقوقهم فى الشركة. إضافة إلى عبدالهادى الشربينى، نائب رئيس جمعية مستثمرى أكتوبر وصاحب شركات «أمان وسيفتى جروب» وهى مجموعة متخصصة فى صناعة زجاج السيارات فى مصر منذ أكثر من 15 عاما، وتعمل فى مجال الزجاج وتقوم بمد السوق المحلية والخارجية، ويسافر مع الرئيس أيضاًً المهندس أحمد محمد أحمد طه مكى، الذى اختير ضمن أقوى 100 شخصية عالمية فى مجال الاتصالات، ويمثل فى الزيارة مجموعة جلف بريدج إنترناشيونال «GBI» وتستثمر نحو 500 مليون دولار لتعزيز الاتصالات الدولية التى تتوافق مع النمو الاقتصادى فى منطقة الخليج، وتوفر الاتصالات من أوروبا إلى الشرق الأوسط إلى آسيا. كما يرافق الرئيس المحاسب أحمد مصطفى محمود سليم، ممثلا لمجموعة «نايل جروب» للاستيراد والتصدير والتجارة، وبحسب بلاغ تقدم به لنيابة عابدين العاملون بشركة السكر للصناعات التكاملية برقم 691 لسنة 2011، تحقيق رقم 221 لسنة 20011، كشف عن واقعة تربح ارتكبها رئيس مجلس إدارة الشركة وقتها، حسن كامل حسن، الذى باع بالأمر المباشر مولاس وفيناس من منتجات الشركة إلى شركة محمد سليم تربح من خلالها 4 ملايين جنيه، غير أن العمال انتظروا نتائج التحقيقات طويلاً لتزداد حالة الاحتقان بين العاملين بالشركة، خاصة بمصانع قنا وأسوان والأقصر وسوهاج فدخلوا فى اعتصام مفتوح، وأكد العمال أن «إمبراطور السكر» وهو رئيس مجلس الإدارة تواطأ مع شركة مصطفى محمود سليم ويرأسها محمد سليم عضو مجلس الشعب السابق لتقوم الأخيرة بنقل ورص آلات بمصنع كوم أمبو، وأن العملية أسندت للشركة منذ 15 عاماً وكان يتم التجديد للعقد بالأمر المباشر وبزيادة الفائدة التى تصل إلى 40%، وأخيراً فإن شركة ورثة مصطفى سليم ونايل جروب ومقرها مصر الجديدة مرتبطة أيضاًً بقضية رشوة المتهم فيها العضو المنتدب لشركة الفيوم للسكر، والقضية نظرت أمام محكمة أمن الدولة العليا. وفى نفس الوفد يوجد المهندس على عوض الله على هلال رئيس مجلس إدارة شركة المنصورة «ريتشلاند» صاحبة أول توكيل لتدوير القمامة وتحويلها إلى طاقة فى مصر فى عهد الإخوان، كما يرافق الرئيس رجل الأعمال المحسوب على الإخوان على فهمى طلبة حسن رئيس شركة دلتا القابضة التى استحوذت على سلاسل «كمبيومى» فى أغسطس 2012، لتضمها إلى سلسلة فروع «كومبيوتر شوب وموبايل شوب» لتسيطر على أبرز نقاط بيع التجزئة فى السوق المحلية. واستمراراً لاستغلال «الفلول» يرافق الرئيس إلى البرازيل المحاسب على محمد سعد الدين الطاهرى، العضو المنتدب لشركة «كاتاليست بارتنرز» المتخصصة فى أسواق المال، إضافة إلى جمال عبدالقادر عبدالبصير عبدالقادر، الشهير بجمال الجارحى، رئيس مجلس إدارة مجموعة صلب مصر، صاحبة العلامة التجارية «السويس لحديد التسليح»، الجارحى بدأ فى تجارة حديد التسليح وشارك فى شركات الحرمين فى مصنع «الوطنية للصلب» ثم «السويس للحديد والصلب» وثم «المصرية للصلب» لتندمج فى مجموعة البحر الأحمر، ودخل مناقصات على شراء شركة السويس للصلب لسداد ديون بنك القاهرة، وتقدم للمناقصة عدد كبير من رجال الأعمال من دول العالم، وكانت المنافسة قد احتدمت لشراء الشركة، ووصل عدد المتنافسين إلى 24 شركة، تتصدرها «الوطنية للصلب» التى يمتلكها جمال الجارحى، و«بشاى للصلب»، و«آل عطية للصلب»، بخلاف أحمد عز الذى أعلن انسحابه وقتها باتفاق غير معلن مع الجارحى، كما تقدمت إحدى كبريات شركات إنتاج البيليت فى العالم «إيتال» بعرض للشراء، وكذلك عرض آخر لإحدى الشركات الهندية، ورست المناقصة على جمال الجارحى بمليار و200 مليون جنيه وتم تسديدها لبنك القاهرة وقتها، ويشارك فى الزيارة ممثلاً ل«السويس للصلب» أيضاًً المهندس إبراهيم غريب فارس إبراهيم. وتضم القائمة المرافقة للرئيس، الدكتور حسن درويش، وهو رجل أكاديمى لا يمتلك شركات إلا أنه، بحسب مقربين من لجنة «تواصل» الرئاسية، أحد الأشخاص الذين يثق فيهم الرئيس مرسى، أضف إلى قائمة المقربين أيضاًً حسن عزالدين مالك، الذى يشارك فى الزيارة بصفته رئيس مجلس إدارة «مالك جروب» المتخصصة فى صناعة النسيج، ولم تقف قائمة المقربين عند مالك فقط، بل يشارك فى الزيارة أيضاًً المهندس هشام الحداد رئيس مجموعة «جرانتك جروب» المثبت فى بيانات الزيارة أنها شركة متخصصة فى التخطيط الاستراتيجى، الحداد هو رئيس مجلس إدارة شركة «قرطاج للتنمية العقارية والسياحية» التى تعاونت كثيراً مع فلول الوطنى وكانت الشركة حريصة دائما على دعوة سوزان مبارك قرينة الرئيس السابق فى افتتاح أغلب مشروعاتها. وما زالت القائمة تتجمل للمقربين من الرئيس وأهله وعشيرته، خاصة مع وجود أسامة محمد فريد عبدالخالق، صاحب شركات «بيكو للتنمية العقارية وإلإنشاءات». أسامة هو نجل فريد عبدالخالق أحد أعضاء الرعيل الأول لجماعة الإخوان المسلمين وأحد المرافقين الأوائل للإمام حسن البنا، وفريد عبدالخالق، من القلائل الذين عاصروا جميع كبوات جماعة الإخوان، بداية من معاركها مع الملك ثم الإنجليز ثم الصراع مع الضباط الأحرار، وما حدث فى 1954 و1965 كان أحد الشهود عليه، وحينما بدأ الصراع مع أنور السادات كان فريد عبدالخالق من الذين يقودون دفة الأمور فى الجماعة، لكنه ونتيجة لكبر سنه، التى وصلت الآن إلى 93 عاما، لم يعد مشاركا فى إدارة شئون الجماعة وترك نجله أسامة متوغلا فيها، عن طريق رعاية خاصة من محمد مهدى عاكف المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين، الذى يقول عنه عاكف بأنه «أستاذى» ولهذا يحظى أسامة فريد بمعاملة خاصة داخل الجماعة، نظرا لكونه من أكبر رجال الأعمال ذى الوزن الثقيل بالجماعة، فإن هذا يؤدى إلى تقدمه الصفوف ليتولى المتحدث الرسمى باسم جمعية «ابدأ» وأحد القائمين على تقديم المشورة لرئيس الجمهورية محمد مرسى. وكانت مؤسسة الرئاسة قد أتقنت الدرس عقب زيارة الصين، التى رافقت الرئيس خلالها كل كوادر الحزب الوطنى المنحل، واعتمدت فى زيارة الصين على دعوة الأسماء غير المعروفة وأبناء أعضاء لجنة السياسات فى الوطنى المنحل، إذ يرافق الرئيس مصطفى شريف الجبلى نجل الدكتور شريف الجبلى عضو لجنة السياسات فى الوطنى المنحل، وعمه الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة السابق فى حكومة نظيف، إضافة إلى سامح محمد يوسف يوسف العويسى، ممثلا لشركة «يونيفرسال للإنشاءات» التى يساهم فيها عدد كبير من أعضاء الوطنى أيضاًً. كما تضم القائمة التى تنشرها «الوطن» عددا من الأسماء المتأرجحة سياسيا بين الوطنى المنحل وحزب النور والحرية والعدالة الحزب الحاكم، وهم حازم سعيد أحمد الليثى رئيس شركة «بيتروكونسلت للاستشارات الهندسية» ودكتور مجدى عبدالله محمود محمد مشرف من أكاديمية الجزيرة والمهندس محمود التابعى إبراهيم، من شركة «بى جى إيجيبت» المتخصصة فى البترول والغاز، ومحمود محمد إبراهيم الشهرى ويمثل «إنسبكتا إنترناشيونال جروب» العاملة بقطاع البترول والبتروكيماويات، والمهندس محمد حسن العنانى شركة «أنانيا إنترناشيونال لهندسة البناء»، ومصطفى عبدالرازق صالح نصار، ممثلا لمجموعة «إيجيبت جولد» محمد الدمرداش الخبير فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية سمير جويد محمد راشد، رئيس مركز التحكيم ECITA المتخصص فى الدراسات الزراعية، سيد راغب جيوشى محمد، رئيس شركة «الجيوشى للصلب» وأحد كوادر «النور» السلفى.