س: كيف لمصر أن تتقدم وبها شيوخ تطرف يحرمون تهنئة الأقباط فى الأعياد، كأعياد الميلاد وعيد القيامة الذى يحل هذه الأيام؟ ج: تتقدم مصر بمواجهة صناعة التطرف وكراهية الآخر التى يوظفها تجار الدين وتستجيب لها النوازع الدنيا لدى صغار الضمير والعقل، المواجهة بتجريم التطرف وتطبيق القانون لمحاسبة شيوخه وتجار الدين، المواجهة بتجريم التمييز المادى أو اللفظى عبر إصدار تشريع متكامل وتفعيله، المواجهة بضمان الحريات الدينية وحقوق المواطنة المتساوية لكافة المصريات والمصريين دون اضطهاد أو تفرقة، المواجهة بإعادة غرس قيم التسامح واحترام التنوع والتعددية فى مجتمعنا وتمكين المؤسسات التعليمية والتربوية والاجتماعية من دمج الحياة اليومية للأطفال وللشباب فى المدارس والجامعات ودور الرعاية دون فصل بين مسيحية ومسلم أو مسلمة ومسيحى. س: كيف لمصر أن تتقدم وبها أحزاب وتيارات يمين دينى ترفض، وبتطرف، تمرير تشريعات تناهض التمييز كإسقاط خانة الديانة من البطاقات الشخصية أو كقانون تجريم التمييز وقانون موحد لبناء دور العبادة أو كقوانين ترفع معدلات تمثيل الأقباط فى المؤسسات التشريعية والتنفيذية والإدارات العامة؟ ج: تتقدم مصر بالضغط الشعبى والسياسى السلمى على أحزاب وتيارات اليمين الدينى، وفى مقدمتها حزب الحرية والعدالة، كى تغير موقفها السلبى من تشريعات مناهضة التطرف والتمييز، يتعين كذلك الضغط على الأحزاب والتيارات هذه كى تتوقف عن خطابها المزدوج ومعاييرها غير الشفافة حين تناول حقوق وقضايا الأقليات، فاليمين الدينى ولدواعى التصدير إلى الخارج يروج لخطاب «الأقباط فى أعيننا وحقوقهم أمانة والعنف والتمييز ضدهم مرفوض ورفع معدلات تمثيلهم شغلنا الشاغل»، بينما خطاب الداخل يرتكز إلى الادعاء الزائف بأن «الأقباط يصنعون من أنفسهم ضحايا ولا يوجد تمييز ضدهم، بل هم يحملون السلاح ويمارسون العنف ويتغولون على المسلمين»، إلى نهاية هذه المقولات التى يرددها بعض رموز وسياسيى اليمين الدينى، والضغط الشعبى والسياسى السلمى هو ضرورة إن أردنا وضع مسار على مسار تقدم حقيقى بتشريعات جادة تناهض التمييز وبخطاب واضح المعالم ينتصر للمساواة ولحقوق المواطنة والعدالة والتسامح دون مواربة ودون فوارق بين ما يكتب بالإنجليزية وما يكتب بالعربية! س: كيف لمصر أن تتقدم وبها وزارة داخلية تعجز عن حماية دور العبادة وحكومة تتلكأ فى التحقيق فى أحداث العنف الطائفى ورئيس جمهورية يمتنع عن زيارة دور عبادة مواطناته المسيحيات ومواطنيه المسيحيين لا للتهنئة فى الأعياد ولا للعزاء بعد عنف واعتداءات وقتل؟ ج: تتقدم مصر بتفعيل مبدأ المسئولية السياسية والجنائية للوزراء والوزارات ومحاسبتهم على إخفاقاتهم بعلنية وشفافية، تتقدم مصر بمحاسبة وزارة الداخلية على عدم حماية دور العبادة وعدم تطبيقها القانون بجدية إزاء المتورطين فى العنف الطائفى، ومن ثم إنهاء متوالية العنف والإفلات من العقاب المستمرة منذ السبعينات وإلى اليوم، تتقدم مصر بالإعلان عن نتائج التحقيقات القضائية فى العنف ضد الأقباط والكنائس على مدار العامين الماضيين من أطفيح وإلى الخصوص والكاتدرائية، تتقدم مصر بإدراك رئيس الجمهورية لأهمية رمزية المواطنة والمساواة والوحدة الوطنية فى مصر، وبمسئوليته المباشرة عن طمأنة الأقباط ومواجهة مخاوفهم إزاء صناعة التطرف والتمييز الذى يدفع الكثير منهم إلى مغادرة البلاد أو البحث عن سبل مغادرتها، وبضرورة زيارته للكاتدرائية للتدليل على التزامه العملى بالمواطنة والمساواة ورفضه لابتزاز اليمين الدينى، وإن لم يفعل، ولا أظنه يفعل مع الأسف لمصر، سيضيف بهذا سبباً مختلفاً لليأس منه ومن تحسن إدارته لشئون البلاد ويرفع، من ثم، حدة الضغوط الشعبية المطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة.