استكمل محققو الشرطة الفيدرالية الأمريكية التحقيق فى الانفجارين اللذين وقعا خلال ماراثون بوسطن، أمس الأول، وتركزت الشبهات حول شخص أو أشخاص كانوا يحملون حقائب ثقيلة أو حقائب ظهر مصنوعة من النايلون الداكن، وذلك على الرغم من أن المحققين لم يخلصوا بعد إلى ما إذا كان منفذ الهجوم الذى أوقع 3 قتلى و176 مصابا هو جماعة أو أفرادا، وما إذا كانوا أجانب أو أمريكيين. وأشارت وكالة أنباء «رويترز» إلى أن مكتب التحقيقات الاتحادية جمع أدلة من مسرح الجريمة، ضيّقت زاوية البحث إلى حد ما، وقال مسئول أمنى كبير فى المكتب الأمريكى: إن القنبلتين اللتين استخدمتا البارود كمادة ناسفة كانتا مليئتين بكرات صلبة وشظايا أخرى لزيادة عدد الإصابات. وقالت السلطات الأمريكية، أمس: إنه من المرجح أن تكون القنبلتان اللتان انفجرتا خلال ماراثون بوسطن ثقيلتين، وأن يكون قد جرى نقلهما إلى مكان الحادث داخل حقائب، أو أن تكون مصنوعة من أوانى الطهى التى تعمل بالضغط ومليئتين بشظايا لجعلهما أكثر فتكا. وأكد عدد من المحققين أن القنبلتين خُبئتا فى أوانٍ للطهى تعمل بالضغط، وأنه لا يزال هناك 17 مصاباً فى حالة حرجة، وقال ريتشارد ديسلوريرز، مسئول مكتب التحقيقات الاتحادى فى بوسطن: إن الأدلة التى عُثر عليها فى مكان الهجوم سيتم تجميعها فى مختبرات المكتب فى «كوانتيكو» بولاية فيرجينيا. وأضاف: «من بين الأدلة التى جمعها المحققون قطع من النايلون الأسود، يمكن أن تكون قطعا من حقائب ظهر وقطعا من كرات صلبة ومسامير، وربما تكون بقايا جهاز من الحلل التى تعمل بالضغط»، وأظهرت صور التُقطت لمسرح الهجوم، ونشرها أمس الأول الفريق المشترك لمكافحة الإرهاب فى بوسطن، بقايا جهاز تفجير ضم قطعا ملتوية من وعاء معدنى وأسلاكا وبطارية، وقطعة صغيرة تبدو أنها لوحدة صغيرة لدائرة كهربائية. وفى إحدى الصور الملتقطة، ظهر جزء من سلك محترق متصل بصندوق صغير وصورة أخرى بها مسمار طوله 1٫3 سنتيمتر، وسحّاب (سوستة) عليه بقع دماء. وفى لقطة أخرى بطارية مثبتة بأسلاك باللونين الأسود والأحمر عبر غطاء بلاستيكى مكسور. وتظهر عدة لقطات غطاء معدنيا مثنيا به مسمار بصامولة. وأكدت وكالة الأنباء الفرنسية «فرانس برس» أن السلطات الأمريكية لم تعلق على الصور الملتقطة من مسرح الهجوم، مشيرة إلى أن جامعة بوسطن أكدت أن أحد القتلى طالب دراسات عليا بها، وقالت القنصلية الصينية فى نيويورك، فى بيان لها: إن الضحية مواطن صينى لم يُكشف عن هويته بناءً على رغبة أسرته، مؤكدة أنه طالب متخرج فى إحدى كليات جامعة بوسطن، وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما سيتوجه اليوم إلى بوسطن لتأبين قتلى التفجيرات. وأكد ريتشارد دى لورييه، المكلف بإدارة التحقيق فى تفجيرى بوسطن، أمس الأول، أنه لم تعلن أى منظمة مسئوليتها عن التفجيرين حتى الآن، مؤكدا أن مكتب التحقيقات الفيدرالى ليس لديه حاليا «معلومات قاطعة» عن المشتبه بهم. وقال دى لورييه: «لم يعلن أحد المسئولية حتى الآن، لا يزال نطاق المشتبه بهم والدوافع واسعا، لا نملك أى معلومات قاطعة فيما يتعلق بمشتبه به أو مشتبه بهم، قد يكون شخصا أو أشخاصا». من ناحية أخرى، قال نايل الجبير، المستشار الإعلامى للسفارة السعودية فى واشنطن: إن السلطات الأمريكية أبلغت السفارة رسميا بأنه لا يوجد أى سعودى موضع اتهام فى التفجيرين اللذين وقعا فى بوسطن، مشيرا إلى أن المصاب السعودى فى الحادث جرى استجوابه بصفته شاهدا وليس متهما. وكشف «الجبير»، فى حوار لصحيفة «عكاظ» أمس، عن أن هناك سعوديين اثنين من الطلبة يدرسان فى بوسطن، أصيبا فى التفجيرات وما زالا يتلقيان العلاج فى مستشفى بوسطن، مشيرا إلى أن إصابتهما فى الأقدام وليست مهددة لحياتهما. وأكد عدم صحة التقارير الأمريكية التى تفيد بوجود مواطن سعودى قيد الاحتجاز. من جانبهم، أعلن منظمو ماراثون بوسطن، مساء أمس الأول، أنهم يخططون لإقامة النسخة 118 من السباق للعام المقبل، مؤكدين نيتهم الاستمرار فى العمل بعد يوم واحد من التفجيرين. وقال توماس جريلك، المدير التنفيذى لاتحاد ألعاب القوى فى بوسطن، فى بيان له: «إن ماراثون بوسطن من التقاليد العريقة، وجزء متكامل من تاريخ مجتمعنا».