واصلت تداعيات تفجيري بوسطن هز أرجاء الولاياتالمتحدة, فقد دخلت التحقيقات أمس يومها الثالث وسط جهود حثيثة لمعرفة المتورطين في الاعتداء والدوافع وراءه وذلك بعد أن أكدت أجهزة الأمن الأمريكية أن العبوتين الناسفتين اللتين انفجرتا في ماراثون بوسطن يدويتا الصنع تم ملؤهما بالمسامير والقطع الحديدية التي وضعت علي الأرجح في أوان للطهي تعمل بالضغط، وأنه قد يكون تم نقل القنبلتين إلي مكان الحادث داخل حقائب مصنوعة من النيلون الداكن,وذلك في الوقت الذي أعلن فيه مكتب التحقيقات الفيدرالي إف.بي.آي أنه ليس لديه حتي الآن معلومات قاطعة حول مدبري هذه الجريمة. وصرح رئيس مكتب ال إف. بي. آي في بوسطن ريتشارد دي لورييه المكلف بإدارة التحقيق بأنه من بين الاشياء التي تم العثور عليها قطع من النايلون الأسود قد تكون من حقيبة ظهر, وما بدا كشظايا ومسامير يحتمل أنها كانت في آنية ضغط.ووضعت كل من العبوتين في كيس نايلون أو حقيبة ظهر قاتمة اللون بحسبه, ومشط خبراء تفكيك القنابل والكلاب البوليسية المنطقة في شارع بويلستون حيث خط نهاية ماراثون المدينة فيما أرسلت السلطات الاثباتات من مكان الانفجارين الي مختبر مكتب الاف بي آي في كوانتيكو في ولاية فرجينيا لتحليلهابدقة. وأظهرت صور التقطت لمسرح الجريمة ونشرتها أمس قوة العمل المشتركة لمكافحة الارهاب في بوسطن بقايا جهاز للتفجير ضم قطعا ملتوية من وعاء معدني واسلاكا وبطارية وما يبدو كلوحة صغيرة لدائرة كهربائية. ولم تعلق السلطات الأمريكية بعد علي الصور الملتقطة من مسرح الهجوم. جاء ذلك في الوقت الذي أكد فيه مكتب التحقيقات الفيدرالي أنه لم تعلن أي منظمة مسئوليتها عن الانفجارين وأنه ليس لديه حاليا معلومات قاطعة عن مشتبه بهم, وقال رئيس التحقيقات رتشارد دي لورييه في بوسطن لم يعلن أحد المسئولية حتي الآن, لاتزال لائحة المشتبه بهم المحتملين والدوافع الممكنه واسعة جدا وتابع قائلا: لا نملك أي معلومات قاطعة فيما يتعلق بمشتبه به أو مشتبه بهم, فقد يكون شخصا وقد يكون أشخاصا. ومن جانبها, أكدت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية جانيت نابوليتانو أنه لا دليل علي أن انفجارات القنابل في بوسطن, جزء من مؤامرة أكبر, وقالت نابوليتانو إنه لتوخي مزيد من الحذر ستبقي السلطات علي الإجراءات الأمنية المشددة- مرئية وغير مرئية- سارية في مراكز حركة النقل, وحثت الوزيره الأمريكيين علي البقاء حذرين والإبلاغ سريعا عن أي علامات علي نشاط مريب لمسئولي إنفاذ القانون المحليين. وفي الوقت الذي مازلت فيه12 مجموعة سكنية في مدينة بوسطن محاطة بطوق أمني, وصف مفوض الشرطة إد دافيس الهجوم بأكثر جريمة معقدة تعاملنا معها في تاريخ إدارتنا, وتم تشديد إجراءات الأمن في العديد من المدن الأمريكية الكبري, ومن بينها نيويوركوواشنطن. وفي سياق متصل, صرح جورج فيلماهوس رئيس قسم جراحة الرضوض في مستشفي ماساتشوستس بأن العبوتين كانتا علي الارجح تحويان قطعا معدنية متنوعة وحادة, لقد ازلنا مسامير من أجسام الضحايا.واضاف إن العبوتين وضعتا علي الارجح في مكان متدن علي الارض ولذلك يتوقع ان تكون الاصابات في الاطراف السفلي. وفي سياق متصل, دعا وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل إلي عدم القفز إلي استنتاجات فيما يتعلق بتفجيري بوسطن قبل انتهاء التحقيق, وقال هاجل في شهادته أمام لجنة الاعتمادات بمجلس النواب كما قال الرئيس باراك أوباما مازلنا لا نعلم من فعل ذلك ولماذا.. ويتعين علينا انتظار نتائج التحقيق المفصل الذي سيقرر ما إذا كانت جماعة ارهابية خارجية أم داخلية وراءه, ومن الضرورة عدم التسرع والقفز إلي استنتاجات قبل ورود نتائج التحقيق. ومن جهتها, أكدت السفارة السعودية في واشنطن مجددا نفيها تورط سعودي في الحادث قائلة: إن رجلا وامرأة سعوديين أصيبا في الاعتداء ولكن أيا منهما ليس مشتبها به, وكانت الشرطة الأمريكية قد أعلنت أن شابا سعوديا في العشرين من العمر أصيب بجروح في الاعتداء ونقل الي مستشفي في بوسطن حيث وضع تحت حراسة أمنية, مشددة في الوقت نفسه علي أن هذه الحراسة ليست توقيفا احتياطيا, ولكن السلطات الأمريكية سارعت بعد ذلك بإبلاغ السفارة السعودية إنه ليس هناك أي سعودي مشتبه به في الاعتداء وأن الشاب السعودي المذكور هو شاهد وليس مشتبها به, كما اكد المتحدث باسم السفارة نائل الجبير. وفي غضون ذلك, أعلن البيت الأبيض أن الرئيس باراك أوباما سيتوجه اليوم- الخميس- إلي بوسطن لإلقاء كلمة خلال موكب ديني مخصص لضحايا التفجيرين المتزامنين اللذين استهدفا ماراثون بوسطن من قتلي و مصابين. وعلي الصعيد الشعبي, تجمع سكان بوسطن مساء أمس الأول وسط الأغاني والدموع والصلوات في مختلف أنحاء المدينة لتكريم ضحايا الهجوم الذي استهدف ماراثون المدينة الشهير, واحتشد أكثر من ألف شخص في حديقة في دورتشيستر في ضاحية بوسطن علي مقربة من منزل الطفل مارتن ريتشارد-8 سنوات- الذي قتل في الانفجارين أثناء ركضه لمعانقة والده.
