أكد حمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبي، أن قطر تسعى لأن يكون لها نفوذ في مصر، عبر مالها، الذي تدفعه للنظام، من أجل هذه الغاية، مشيرًا إلى أنها غير معنية بمساعدة الشعب، وهو ما جعل المصريين يكرهون مساعداتها. وشدد خلال حواره مع الإعلامية لميس الحديدي، في برنامج "هنا العاصمة" على ضرورة ألا يُشترى قرار مصر السياسي بالمال، مثمنًا قرار ليبيا بدفع 2 مليار دولار كوديعة في البنك المركزي المصري، لكن هذا لا يعني تسليم أحمد قذاف الدم للسلطات الليبية. وقال صباحي، إن مصر لا يجوز أن تصبح دولة متسولة، لأن لدينا موارد كافية يمكن أن تغنينا عن سؤال اللئيم أو الكريم، لكن نحتاج إدارة جيدة؛ لأن حكومة مرسي لا تملك رؤية أو برنامج اقتصادي واضح، ولأن النظام يعيش في عشوائية وغياب للشفافية أدى لعدم ثقة المصريين، في ما يتم صرف هذه الأموال. وأضاف: "أن بعثة صندوق النقد الدولي كانت صاحبة الدعوة للقاء المعارضة المصرية؛ لأنها تهدف للتعرف على كافة الآراء المجتمعية وليس الإخوان المسلمين فقط، بينما لم يقابله مجلس الشورى لاقتناعها بعدم اختلاف المجلس عن السلطة الحاكمة، موضحا أن القرض يشترط التوافق المجتمعي. وأكد صباحي، أنهم أوضحوا رفض القرض، في حالة أن الفقراء سيتحملوان أي أعباء جديدة، لأن أحد شروط القرض هو رفع الدعم، كما اقترحنا أن نعطي القرض للفلاحين والشباب، في الصعيد وسيناء، على أن يقوموا بتسديده من عائد مشاريعهم. قال مؤسس التيار الشعب: إنه إذا طلبت الحكومة الحالية أي مساعدة، فنحن على استعداد لتقديم خبرة وأبحاث صالحة للتطبيق، ولكن مصر الآن تحتاج حكومة جديدة، ونائب عام جديد، وقانون للانتخابات يتمتع بالشفافية ويعيد بناء الثقة. وأضاف: أن التيار الشعبي، الآن، يعمل على مشروع للنظافة، ويتم تطبيقه بمشاركة نقابة الزبالين، موضحا أنه سيبدأ قريبا على نطاق ضيق، وإذا نجحت التجربة، سيطبق على نطاق أوسع، بجانب مشروع آخر وهو تشكيل سلسلة من الجمعيات، تقدم المنتجات بأرخص من الأسواق. وأشار صباحي، إلى أن التيار الشعبي، منتشر في كل المحافظات والقرى المصرية، ولكن دون مقرات، وأنهم حركة مجتمعية تضم العديد من الأعضاء المستقلين، ولكنها ليست جمعية، لأن قانون الجمعيات، لا يسمح بالعمل السياسي، ولو بدأ القانون في السماح بالسياسة، من أجل جمعية الإخوان، فالتيار الشعبي أيضا سيستفيد من القانون. قال حمدين: إن الدولة رخوة وضعيفة، وتنشر مناخًا يساعد على الاحتقان الطائفي، لافتا إلى أننا نحتاج وقفة جادة، بطريقة جديدة يتبعها رئيس الدولة والإعلام، مشيرًا إلى أن التيار الشعبي لديه مبادرة لتجديد الاندماج الوطني في مصر. وأضاف، في برنامج "هنا العاصمة": أنه لا يريد أن يتهم مرسي، بالفتنة الطائفية، لأنه فشل في كل شؤون الدولة وليس الوحدة الوطنية فقط، وأنه كان متوقعا من رئيس ينتمي لجماعة إسلامية، أن يقدم صورة للإسلام الحضاري. وعلّق صباحي، على خبر عودة المتهمين بالتبشير في ليبيا، أنه خبر جيد ولكن عدد المسجونين المصريين في ليبيا والسعودية والإمارات وكل الدول العربية يحتاج إلى جهد حقيقي من الدولة، ولذلك يدرس التيار الشعبي وفد دبلوماسي شعبي يعمل تفاوضات جدية للإفراج عن المصريين في كل الدول العربية. وأشار صباحي، إلى أنه انزعج من خبر إخلاء سبيل مبارك، الذي ثار أمامه الشعب، بينما شباب السويس الثوار يتم محاكمتهم عسكريا، وأن هذه مفارقة غريبة أن يخلى رأس النظام الذي ثار ضده الشباب بينما يحاكم الثوار. وأوضح أن شرعية مرسي تآكلت أخلاقيا وسياسيا وقانونيا ولم تبق غير شرعية الصندوق فقط، وأن سياسة مرسي، هي إزالة البسمة عن وجوه المصريين، وهو الذي سيحكم على نفسه، إذا كان سيكمل مدته أو لا ورضا الشعب هو المقياس، لذلك يجب عليه تصليح سياساته. وأكد صباحي، أنه إذا أجريت انتخابات رئاسية مبكرة، سيسقط الرئيس مرسي، دون أدنى شك، وكذلك الانتخابات البرلمانية لن يحصل الإخوان على أي مقعد، مشيرا إلى أن جبهة الإنقاذ الوطني يمكن أن تعيد النظر في قرار مقاطعة الانتخابات، في حالة تغيير مرسي لتوجهه، وتنفيذ مطالبهم التي تتلخص في حكومة من كفاءات وطنية مستقلة، ونائب عام وقانون انتخابات، وأن وقتها ستكون أولوياتهم في البرلمان، التوافق على مواد الدستور، والعدالة الاجتماعية والقصاص للشهداء. وأشار إلى أن الجيش، هو أقوى المؤسسات المصرية في البنيان، وأن ما انتشر عن اتفاقيات بين الجيش والرئاسة، غرضها تشويه صورة الجيش عند الشعب المصري، ولكن الجيش هو المؤسسة الأكثر وطنية، ومستعصية على مشروع "أخونة الدولة"، وإذا كان مشروع الإخوان هو السيطرة على الدولة، فلا يمكنهم أن يسيطروا على الجيش. وجّه مؤسس التيار الشعبي، رسالة إلى الرئيس مرسي، قال فيها: إن الرئيس عليه أن يدرك أخطاءه، وأن يصححها أو يعتزل، مضيفا "كثر شاكوك وقل شاكروك". وأضاف: أنه على جماعة الإخوان المسلمين مراجعة موقفهم، لأن الثورة لن ترحم من يطعنها. وأكمل موجها حديثه للشعب المصري، "باقي بيننا وبين النصر صبر ساعة، فلنصبرها". الأخبار المتعلقة: صباحي ل"مرسي": كَثُر شاكوك وقل شاكروك صباحي: قطر تساعد نظام مرسي وليس الشعب المصري.. وتشتري نفوذها بالمال "صباحي": "مرسي" فشل في كل شؤون الدولة.. ولم يبق له غير شرعية الصندوق "صباحي": نحتاج حكومة ونائب عام جديد وقانون للانتخابات