أكد خبراء نفسيون أن الحالة النفسية والصحية الجيدة التى ظهر عليها الرئيس السابق حسنى مبارك خلال الجلسة الأولى لإعادة محاكمته بمقر أكاديمية الشرطة أمس، مبتسماً لكاميرات المصورين ملوحاً بيده لأنصاره الذين استقبلوه بهتاف «بنحبك يا كبير بنحبك يا ريس»، أنها ناتجة عن سوء الأحداث التى تمر بها مصر، موضحين أن الحالة النفسية للرئيس المخلوع تزداد تحسناً كلما ازدادت الأحداث سوءاً فى البلاد. قال الدكتور محمد المهدى، أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر، إن الرئيس المخلوع بدت عليه علامات «الشماتة» فى الشعب المصرى بسبب الأحداث التى تشتعل يوماً بعد يوم، مشيراً إلى أن ذلك اتضح من خلال ارتدائه «نظارة» أكثر شفافية وأظهرت عينيه مفتوحتين بشكل واضح، وكذلك وهو ينظر إلى القاعة ويحدق نظره فى جنباتها. وأضاف «المهدى» فى تصريحات ل«الوطن» أن «المثير فى جلسة إعادة المحاكمة، أمس، هو أن مبارك دخل القاعة جالساً وليس نائماً، كما كان يحدث فى جلسات المحاكمة الأولى، فضلاً عن تلويحه بيده اليمنى من وقت لآخر وكأنه يلقى التحية الرئاسية التى كان معتاداً عليها فى فترة حكمه»، محللاً ذلك بأن الرئيس السابق أراد بتلك التحية استعادة مكانته كرئيس مرة أخرى، بدليل تكراره للتحية أكثر من مرة. وأوضح أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر أن الابتسامة التى ظهرت على وجه مبارك أثناء دخوله القاعة تشير إلى الطمأنينة والراحة والرضا، ودليل على أنه فى صحة أفضل، لافتاً إلى أن تلويح المخلوع بيده كان إحساساً منه بالثقة والتفاؤل وتعبيراً عن الشماتة فيما يحدث الآن من جهة، وتعبيراً عن شعوره بالفخر والاعتزاز بالذات من جهة أخرى. وتابع «المهدى»: إن حركات مبارك كان فيها قدر من الحيوية، وتؤكد أنه أكثر تفاعلاً مع الأحداث عن ذى قبل، مشيراً إلى أن تغيير حالته ناتج عن تعثر مسار الثورة وحالة الارتباك والانقسامات التى تسود البلاد فى الوقت الحالى، وكأنه يذكر الشعب بعبارته الشهيرة «أنا أو الفوضى»، مستطرداً: أعتقد أنه كلما تزداد الأحداث سوءاً كلما تتحسن حالته الصحية، وكأنه يقول للشعب «هل عرفتم قيمتى».