«لامبالاة وتبلد انفعالى» ثلاث كلمات شخّص بها خبراء علم النفس الحالة النفسية للرئيس المخلوع، وردود أفعاله خلال الجلسة الأولى لمحاكمته بأكاديمة الشرطة أمس التى استغرقت ما يقرب من ثلاث ساعات ظهر خلالها مستلقيا على ظهره. الخبير النفسى الدكتور محمد المهدى قال إن مبارك بدا كأنه غير مبال بما يحدث، وذلك لأحد سببين إما أنه استسلم للواقع لأنه لم يعد صانعا له ولا يملك السلطة لتغييره، وإما لأنه مطمئن للحكم وواثق بهيئة الدفاع عنه. إصابة الرئيس المخلوع باكتئاب، خدعة يكشفها المهدى، ويوضح أن «أهم أعراض الاكتئاب هى انعدام التركيز وضعف الصوت والبطء فى الرد والامتناع عن الطعام والحركة الجسدية الساكنة، وهى المظاهر التى لم يلحظها أحد على مبارك، بل بدت قوة تركيزه عالية، بدليل أنه كان يهمس من وقت إلى آخر لأحد نجليه، لإخباره بما يحدث أو ما يفوته، كما أن صوته بدا مسموعا وسريعا، ولم يفقد وزنه أيضا». ويضيف الخبير النفسى « بدا حليق الذقن وهو ما يدل على اهتمامه بمظهره». أستاذ الصحة النفسية فى جامعة قناة السويس، الدكتور يوسف إسماعيل أوضح أن الرئيس السابق «بدا مصابا بحالة تباين فى الرغبات، بشأن الصورة الذهنية التى يريد أن يرسمها فى أذهان الجماهير. دخوله على نقالة ووضع يديه فوق رأسه لتحاشى الكاميرا أوحى برغبته فى استعطاف الجمهور، بينما عناده وشخصيته العسكرية رفضا هذا الاستعطاف، فجاءت نظرات استكشاف ما يحدث فى القاعة ثاقبة وصلبة، إلى جانب ثبات رنة صوته فى الرد على القاضى، مما انتفى معه أى علامات قلق أو ترقب داخل القفص، رغبة منه فى إظهار اطمئنانه». جمال كما رآه الدكتور إسماعيل، كان متعاليا متغطرسا وصلبا كالعادة، نظراته للقاعة والكاميرا كانت حادة جدا، وظهرت هذه التعبيرات فى الطريقة التى أخذ بها جمال الميكروفون من نجله، بعد إدلائه برده على سؤال القاضى، كان عنيفا بخلاف علاء الذى بدا متوترا قلقا، وظهر ذلك فى حركته المستمرة داخل القفص وحركة إصبعى الإبهام حول بعضهما. الدكتور هاشم بحرى أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر قال إن مبارك حاول أن يكون ثابتا فأفقد الجميع التعاطف معه. مؤكدا أن حالته الصحية جاءت مخالفة تماما لما قيل عنه خلال الأيام الماضية من أن الرئيس لديه ثبات انفعالى عال وحركات جسده طبيعية جدا.