سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مظهر شاهين: إيقافى عن العمل على هوى مكتب الإرشاد بسبب رفضى ل«أخونة» الدولة الرئيس مرسى «ضيّع الأمانة» ونجح بامتياز فى شق الصف الوطنى.. وقراراته تزيد الوضع سوءاً
قال الشيخ مظهر شاهين، خطيب الثورة وإمام مسجد عمر مكرم، إن قرار إيقافه عن العمل مخالف للقانون وجاء على هوى مكتب الإرشاد، بسبب اعتراضه المستمر على «أخونة» مؤسسات الدولة، وعلى رأسها الأزهر والأوقاف، علاوة على فضح مخططات النظام الحاكم، مؤكداً أنه سيقاضى وزير الأوقاف وسيخطب الجمعة المقبلة فى التحرير. وأكد فى حواره ل«الوطن» أنه مستمر فى مواجهة الأخونة حتى لو كلفه ذلك حياته، لافتاً إلى أن الرئيس محمد مرسى «ضيّع الأمانة»، ونجح بامتياز فى شق الصف الوطنى، وخالف أفعال الرسول، صلى الله عليه وسلم، ويسبح عكس الإسلام، مطالباً بإقالة الحكومة ووقف أخونة الدولة. * بداية ما سبب إيقافك عن العمل؟ - فوجئت بقرار من الدكتور طلعت عفيفى، وزير الأوقاف، أبلغنى به مفتش الأوقاف بأنه تقرر وقفى عن العمل وإحالتى للتحقيق، بدعوى تقديم شكوى ضدى. * وما فحوى هذه الشكوى؟ - أبلغونى أن أحد المواطنين تقدم بشكوى ضدى، وهى كيدية، يتهمنى فيها بإثارة البلبلة؛ لأننى رافض لأخونة مؤسسات الدولة، وعلى رأسها الأزهر والأوقاف والجيش والقضاء وجهاز المخابرات، ودعوت للتصدى لهذا من فوق المنبر، كما أعترض باستمرار على قرارات الرئيس مرسى. * وكيف تقبلت الأمر؟ - سأقاضى وزير الأوقاف، وأطالب بوقف القرار، وسأستمر فى رفض الأخونة حتى لو كلفنى ذلك روحى. * تعتقد ما الهدف من إيقافك؟ - الإخوان يريدون تكميم فمى، وأنا لن أصمت عن كلمة حق، وسألقى خطبة الجمعة المقبلة فى ميدان التحرير، بعدما عين الإخوان أحد الأئمة التابعين لهم من إدارة النزهة لتولى إمامة مسجد عمر مكرم. * لماذا؟ - لأن الإخوان يريدون السيطرة على المسجد وعلى ميدان التحرير، والقضاء على المعارضة، وذلك يبدأ من مسجد عمر مكرم. * هل أنت راضٍ عن قرارات الرئيس محمد مرسى؟ - ما يفعله الرئيس مرسى لا يتماشى مع أفعال الرسول، صلى الله عليه وسلم، فالرسول آخى بين المهاجرين والأنصار، وأصلح بين قبيلتى «الأوس والخزرج»، أما «مرسى» فكل قراراته تزيد الوضع سوءاً وانقساماً وتحزباً، حتى إن حزب النور، الحليف القوى ل«الإخوان»، اعترض على سياسات الجماعة، وهو ما يؤكد أننا نسير فى الطريق الخطأ. * لماذا؟ - لأن الرسول، صلى الله عليه وسلم، بنى دولته على العدل بين المسلم وغير المسلم، وعلى المساواة فى الحقوق والواجبات بينهما، لكن ما يحدث حالياً هو صدور قرارات تصب كلها فى اتجاه «أخونة» مفاصل الدولة، وتفضيل فصيل بعينه على الآخرين، وهذا يتم على قدم وساق وبما لا يتماشى مع العدل. * فهل هذا هو سبب الأزمة الراهنة فى تقديرك؟ - هذا أحد الأسباب التى تزيد الوضع انقساماً واشتعالاً، فالأمانة تقتضى إسناد الأمر إلى أهله حتى لا تضيع، وإذا أُسند الأمر لغير أهله بفعل المحسوبية والتمايز فانتظروا الساعة، ومن المؤسف أن التعيينات والترقيات فى هيئات الدولة لا تقوم على الكفاءة والتخصص، وإنما على أساس الانتماء والولاء، وهذا أكثر ما نخاف منه؛ لأنه يتعارض مع أسس بناء الدولة. * وما هذه الأسس فى رأيك؟ - أعتقد أن بناء دولة قوية ينبغى أن يقوم على أساس العلم والأمانة والقوة، أما ممارسة الإقصاء ضد قطاع كبير من الناس وتقريب البعض ممن ساندوا «مرسى» و«الإخوان» فى الانتخابات، سواء من الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح أو غيرها وتعيينهم وزراء أو وضعهم فى مناصب مهمة بالدولة، فكل هذا تضييع للأمانة وسباحة عكس التيار الإسلامى. * كيف؟ - ما يحدث حالياً من جانب «الإخوان» يؤكد أنهم يتبنون المشروع الإسلامى على «أسس شيطانية» وليست إسلامية، فكل ما يحدث يؤكد أننا نسير فى الطريق الخطأ، والرئيس نجح للأسف فى تفريق أبناء الأمة بامتياز، وعليه مراجعة نفسه والتخلى فوراً عن هذه الأطماع الحزبية. * كيف ترى «الحوار الوطنى» الذى دعا إليه الرئيس؟ - الرئيس «يجر» العربة كيفما يريد ووقتما يشاء، فالحوار إذا كان جاداً فلابد أن يسبق القرار، وهذا من المنطقى، فالاتفاق على تفاصيل الزواج بين العروسين يتم قبل إتمام الزواج، وليس العكس. * هل تبرر بذلك موقف المقاطعين للحوار؟ - أنا ألتمس لهم العذر أحياناً؛ لأن الحوار لا قيمة له بهذا الشكل، فالقرارات التى صدرت عن هذه الحوارات لم يُعتد بها فى مجلس الشورى، بل ضرب بها رئيس المجلس عرض الحائط. * وماذا عن مساعى «الأخونة»؟ - للأسف «الأخونة» تتم تحت عباءة التطهير، وذلك هو أسوأ استخدام لمبادئ الثورة المصرية، فالثورة تقصد بالتطهير كل من تثبت ضدهم إدانة أو فساد، أما الآن فيتم الإطاحة بالجميع فى مقابل الإتيان بأشخاص كل مؤهلهم هو انتماؤهم ل«الإخوان».