شهدت مدينة الخصوص بالقليوبية قيام وفد لجنة تقصي الحقائق الخاصة بالمجلس القومي للحقوق الإنسان، والتي شكلها المستشار حسام الغرياني، رئيس المجلس، بزيارة للمدينة لتفقد الأوضاع عقب الأحداث التي وقعت بها مؤخرا وراح ضحيتها 5 أشخاص وأصيب أكثر من 22 مصابا. رأس الوفد محمد الدماطي، نائب رئيس المجلس، وضم في عضويته كلا من محمد البلتاجي، رئيس لجنة الحقوق المدنية والسياسية بالمجلس، وهدى عبد المنعم، وماريان ملاك، وأسامة رشدي، وإميل مليك، أعضاء المجلس، وكان في استقبالهم اللواء مليجي فتوح، مساعد مدير الأمن للأمن العام، والعميد محسن زكي، مأمور قسم الخصوص، بينما تغيب عن اللقاء الأنبا سوريال، راعي كنيسة مار جرجس بالخصوص، لتواجده في الكاتدارئية بالعباسية. قام الوفد بمعاينة موقع الأحداث والتقى بعدد من الأهالي لجمع شهاداتهم حول الأحداث وتم توثيق كافة المعلومات تمهيدا لإعداد تقرير مفصل عن الأحداث في إطار اهتمام المجلس بقضايا الوطن المختلفة ونشر وتعزيز ثقافة حقوق الإنسان وتحقيق مبدأ العدالة والمساواة وعدم التمييز بين المصريين. ومن المنتظر أن يرفع الوفد ولجنة تقصي الحقائق نتائج أعمالهما لرئيس المجلس لاتخاذ التوصيات التى يراها في هذا الشأن. كما عقد الوفد مؤتمرا صحفيا دخل كنيسة مارجرجس أكد خلاله محمد الدماطي، نائب رئيس المجلس، إدانته الكاملة للأحداث التي وقعت بالمدينة، مشيرا إلى أنها لا تعبر عن حقيقة الشعب المصري المسالم. وقال "تلك المشاجرات التي وقعت تحدث كثيرا سواء بين مسلمين ومسلمين ومسيحيين ومسيحيين، وليس لها علاقة مطلقا بأي فتنة طائفية"، مطالبا الجميع بعدم الزج بوحدة أبناء الوطن في هذه الخلافات وإعلاء مصلحة مصر العليا على مثل هذه الأمور. أضاف الدماطي أنه يتعين على المجلس القومي والمؤسسات المدنية والحكومية العمل على إزالة الاحتقان الطائفي، الذي لا يمكن إنكار وجوده، موضحا أن الزيارات والقبلات غير كافية، مشيرا إلى أنه لابد من حلول جذرية تتمثل في ضرورة ترسيخ العدالة الاجتماعية، ونشر الثقافة المصرية التي حلت محلها بعض الثقافات الفجوية التي حلت علينا من الخارج. ولفت الدماطي إلى أنه لابد لكل ثورة في تاريخ البشرية أن تنجب بالضرورة ثورة مضادة، تستخدم كل الملفات لإسقاطها، ومنها أخطر ملف وهو ملف الطائفية. من جانبه، أكد الدكتور محمد البلتاجي، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، أن مصر ليست لبنان وليست الجزائر، نحن لدينا مشكلات وجرائم سيتم حلها ومحاسبة المسؤول عنها، وفي كل الأحوال سنظل يدا واحدة. وأكد البلتاجي أن كل من راهن على فتنة بين المسلمين والمسيحيين، فشلوا وسيفشلون دائما، مشددا على أن مصر ستحيا بحياة المسلمين والمسيحيين، مشيرا إلى أن المجلس قادر على أن يميز جيدا بين أحداث فردية جنائية سيحاسب من ارتكبها سواء كان مسلما أو مسيحيا.