حاول منذ اليوم الأول لتوليه مهام منصبه فى شهر أغسطس الماضى إتقان فن إمساك العصا من المنتصف، لكن توالت الأحداث عاصفة، لتطيح بالرجل والعصا معاً، وبكل ما أتى به من أفكار لقطاع الأمن المركزى الذى رأسه. قال اللواء ماجد نوح، إنه أقدم على تصرفات صائبة وأخرى فاشلة، لكن ما إن توالت الأحداث، حتى تم إعفاؤه من منصبه كمدير لقطاع الأمن المركزى وتعيينه مساعداً أول للوزير لشئون مكتب وزير الداخلية لمدة 13 يوماً، هى الفترة المتبقية له قبل بلوغه سن التقاعد. تولى اللواء نوح منصبه فى شهر أغسطس الماضى، حيث جاء بعد شهر واحد من تسلم الرئيس محمد مرسى منصبه رسمياً، وإقالة سلفه اللواء عماد الوكيل على خلفية فوضى جنازة شهداء رفح، لكن استمرار الجنازات وضجيجها لم ينقطع فى ربوع مصر كلها وظل الرجل وقواته متهمين محتملين دائماً فى الأحداث التى نتجت عن احتجاجات واسعة النطاق ضد حكم الإخوان المسلمين، وهو ما دفع بمتغيرات جديدة إلى دائرة حسابات الداخلية، لترتفع مطالب التسليح من قبل المجندين، المطالب التى كانت أشبه بقنبلة انفجرت فى وجه قيادات الداخلية وتحمل مسئوليتها نوح بمفرده، وعندما خرجت المظاهرات مطالبة برحيل وزير الداخلية محمد إبراهيم، تم تنحية نوح. «نوح» الذى اعتبر منصبه بمثابة «لعنة» يقول إنه لم يذق طعماً للنوم لمدة 5 أيام، لكنه يعتبر أن ما حدث فرصة للبرهنة على أنه ليس رجل الإخوان فى الأمن المركزى خلال الفترة الماضية، ولم يأت إلى المنصب بتزكية أو ترشيح إخوانى. يؤكد نوح أن همه الوحيد كان حماية مصر وشعبها، ومن أجل ذلك بذل جهوداً مضنية خلال الفترة الماضية حتى لا يتم المساس بقطاع الأمن المركزى والخروج به عن الصراعات السياسية والحزبية والحفاظ عليه بعيداً عن أى انتماءات أو أداء أى أدوار تخدم أى فصيل سياسى معين. يشعر الرجل بأنه تحمل فى سبيل ذلك ما لا يطاق لدرجة أن يتحمل قطاع الأمن المركزى كل خطايا الدولة والشرطة، ودائماً ما يؤكد أن التسليح «مش مجرد بندقية» فهو يعتبر أن الأمر يتطلب سلسلة من الإجراءات التشريعية التى تحمى رجل الشرطة الذى يستخدم هذا السلاح. يعرف نوح فى أوساط قطاع الأمن المركزى بالخبرة، حيث عمل ماجد بالقطاع منذ تخرجه فى كلية الشرطة قبل 38 سنة، إذ ولد فى 23 مارس عام 1953 وتخرج فى كلية الشرطة فى دفعة عام 1975 وطوال هذه الفترة تنقل فى كافة قطاعات الأمن المركزى. طلبات من قبل رجال الأمن بإقالة وزير الداخلية محمد إبراهيم، لكن القرار يجىء ليقال نوح، ليصبح بمثابة كبش فداء الوزير.