تبادل الوفدان الأمريكي والروسي لدي الأممالمتحدة، اليوم، الاتهامات بشأن المسؤولية عن أزمة المدنيين المحاصرين في مدينة "حلب" شمال سوريا. وطالبت مندوبة واشنطن الدائمة لدي الأممالمتحدة السفيرة سامنتا باور، خلال الجلسة غير الرسمية لمجلس الأمن الدولي في نيويورك، حول المحاصرين في حلب، روسيا بالتوقف عن حصار المدنيين في حلب وعدم استخدام معاناة المدنيين كورقة مساومة سياسية أو تكتيك حرب. وفقا لما ذكرته وكالة"الأناضول" التركية وأوضحت باور، في إفادتها خلال الجلسة التي شارك فيها ممثلين عن المنظمات الإنسانية غير الحكومية فضلا عن ممثلي جميع الدول الأعضاء بالمجلس، أن "الهدف من اجتماع اليوم هو تركيز الاهتمام على الأزمة المتفاقمة الناجمة عن الحصار المستمر المفروض من قبل نظام بشار الأسد والاتحاد الروسي منذ شهور علي حلب الشرقية". وأضافت "باور": "بدلا من أن تعمل روسيا والنظام السوري على نزع فتيل العنف وخلق مساحة للعملية السياسية، فإنهما يقومان مرارا وتكرارا بمهاجمة جماعات المعارضة وقطع طريق الكاستيلو آخر طريق لوصول المساعدات الإنسانية والحركة التجارية من وإلي حلب". من جانبه، رفض نائب المندوب الروسي الدائم لدي الأممالمتحدة السفير فلاديمير سافرونكوف، اتهامات المندوبة الأمريكية لبلاده بمحاصرة المدنيين في حلب، وقال إن الدعاية وإثارة العواطف والاتهامات العشوائية لن تسهم أبدا في إيجاد حل للمشكلة ونحن نأسف لما سمعناه خلال هذه الجلسة. وأضاف "سافرونكوف": "لقد أنقذت روسيا أكثر من 400 من المدنيين في حلب وإن الإمكانية الوحيدة لوضع نهاية لهذه المأساة يتمثل في توحيد الهجوم الرامية إلى مكافحة الإرهاب وبعث الزخم في الحوار السوري الهادف إلى إيجاد حل بقيادة سوريا"، مؤكدا غالبية أعضاء المجلس والمشاركين في الجلسة على مخاطر استمرار السماح لروسيا باستخدام "الممرات الآمنة" للقضاء على معارضي النظام السوري ووصف المشاركون في الجلسة، ومن بينهم المندوب السعودي لدي الأممالمتحدة عبد الله المعلمي، تلك الممرات بأنها "ممرات للموت". جدير بالذكر، أن الجلسة غير الرسمية لمجلس الأمن لا يصدر عنها أي قرارات أو بيانات، وهي جلسة من الممكن أن يشارك فيها ممثلون من خارج المجلس مثل منظمات العمل المدني وأطباء وغيرهم، وتعقد بدعوة من إحدي دول المجلس البالغ عددهم 15 دولة.