يُطلق على مدينة السويس دائما اسم «بلد الغريب»، وفى المدينة نفسها هناك «ميدان الغريب» و«مسجد الغريب»، فمن هذا الغريب؟ تشير المعلومات التاريخية إلى أن الغريب هو أبويوسف بن محمد بن يعقوب بن إبراهيم بن عماد، وهو من المغرب ومر بالسويس فى عهد الدولة الفاطمية، عندما قطع القرامطة كل الطرق المؤدية للحج، لمنع الحجاج من أداء الفريضة، وعندما علم بذلك «عبدالله المهدى» مؤسس الدوله الفاطمية فى بلاد المغرب، أرسل حملة عسكرية بقيادة أبويوسف إلى المدينة لحل المسألة، فأطلق عليه أهل المدينة اسم «الغريب»، لأنه كان غريباً عن المدينة وأهلها، واستشهد فى معركة مع القرامطة ودفن مع بقية الشهداء فى مكانه الحالى بالسويس. ويعتبر حى «الغريب» من أشهر وأقدم الأحياء فى السويس، ويحكى المواطنون أن أهل المدينة أثناء الحرب كانوا ينادون: «حامى السويس يا غريب»، تبركاً به. وتطور المكان خلال المائة عام الماضية أكثر من مرة؛ فقد قام الخديو عباس ببناء مسجد على قبر البطل الفاطمى، ثم قامت حكومة الثورة بتجديد المسجد وتوسعته. ويتداول أهل السويس قصة عن سيدى الغريب، هى أنه أثناء توسعة المسجد لم يجدوا لرفاته أثراً، وأخذ أهل المدينة يقولون إن «الغريب» حكاية خرافية لا أساس لها فى الواقع، وتروى الحكاية التى يتداولها العامة أن الشيخ حافظ سلامة رأى رؤيا فى المنام أنهم يحفرون بحثاً عن رفات الغريب فى المكان الخطأ، ورأى فى المنام المكان الصحيح، وبالفعل حفروا فى المكان الذى دلهم عليه الشيخ حافظ ووجدوا جثمانه.