سيحتاج المنتخب الأيرلندى إلى معجزة كروية فى بطولة كأس الأمم الأوروبية بنسختها الرابعة عشرة، وهو العائد للمشاركات الكبرى بعد عشر سنوات من الغياب منذ مشاركته فى بطولة كأس العالم 2002 التى أقيمت فى كوريا الجنوبية واليابان، وأوقعت القرعة المنتخب الأيرلندى فى مجموعة صعبة مع إسبانيا حاملة اللقب وإيطاليا وكرواتيا، وهو ما دفع الخبراء لتوقع خروج أيرلندا من الدور الأول للبطولة. وأكد الإيطالى جيوفانى تراباتونى، المدير الفنى للمنتخب الأيرلندى، أن البطولات الكبرى لا تعرف التوقعات، وأنه سيكون لديه طموح لتحقيق إنجاز كروى على غرار ما حققه المنتخب اليونانى عندما فاز ببطولة عام 2004، وأشارت شبكة «سكاى سبورتس» البريطانية إلى أن مجرد تحقيق إنجاز بتأهل أيرلندا إلى الدور التالى من البطولة سيكون تغييرا لخريطة كرة القدم فى العالم. ويتسلح المنتخب الأيرلندى بروح الفريق التى يحرص على بثها روبى كين، قائد الفريق لاعب لوس أنجلوس جالاكسى الأمريكى، فضلا عن مهارات شان لونج، لاعب وست بروميتش ألبيون الإنجليزى، الذى وصفته معظم وسائل الإعلام فى تصنيفها لنجوم البطولة بأنه نجم يستحق المشاهدة خلال مباريات البطولة. وفشل المنتخب الأيرلندى فى تحقيق أى إنجاز فى البطولة منذ بدايتها، وكان أكبر إنجاز له عام 1988 عندما تأهل للبطولة وخرج من دور المجموعات، إلا أنه حقق نتائج مميزة فى التصفيات المؤهلة إلى كأس الأمم الأوروبية وتأهل كأحد أفضل الثوانى وفاز فى الملحق الأوروبى على أستونيا بخمسة أهداف مقابل هدف. وخاض المنتخب الأيرلندى معسكرا فى إيطاليا لعب خلاله مباراة واحدة فقط أمام البوسنة والهرسك وفاز فيها بهدف نظيف، ويلعب اليوم ثانية مبارياته الودية أمام المجر فى العاصمة المجرية بودابست. وتعتبر المباراة الأولى لأيرلندا مع كرواتيا المحك لتراباتونى (72 عاما) الذى بدأ الإشراف على المنتخب الأيرلندى عام 2008، ومواطنيه ماركو تارديلى وفاوستو روسى، قبل المواجهتين، الصعبة مع إسبانيا فى الجولة الثانية، والأصعب مع إيطاليا فى الثالثة الأخيرة فى الدور الأول التى تكون فيها الحسابات معقدة ومركبة بالنسبة إلى جميع المنتخبات. وكان تراباتونى ومواطناه مددوا عقودهم بعد التأهل على أن تكون المهمة الرئيسية لهم تأهيل أيرلندا إلى نهائيات مونديال 2014 فى البرازيل، وكل ما يتحقق من نجاحات حتى ذلك التاريخ أمر مرحَّب به من قبل الاتحاد الأيرلندى. وقال تراباتونى: «إذا فُزنا على كرواتيا فى المباراة الأولى، وهذا محتمل، ستكون الثانية مع إسبانيا. إذا فزنا فى المباراة الأولى، ستكون الثالثة ضد إيطاليا هى الحاسمة». وتمسك المدرب الإيطالى المخضرم بالأمل فى البطولة بقوله: «الجميع كانوا يعتقدون أن برشلونة سيحرز دورى أبطال أوروبا لكنه خسر. الدنمارك مثلا كانت فى إجازة وبعد أن استدعيت للمشاركة أحرزت كأس أوروبا عام 1992، وأنا شخصيا لعبت ضد أفضل لاعب فى العالم يوما ما وهو البرازيلى بيليه، كنت أعتقد يومها أنى قد أموت ولا أملك الفرصة، لكنى فى النهاية فزت فى المباراة».