نشر الجيش المصري قوات في مدينة السويس في ساعة مبكرة من صباح اليوم، بعد مقتل تسعة أشخاص بالرصاص خلال احتجاجات وقعت في شتى أنحاء مصر، أمس، ما يؤكد عمق الانقسامات في الذكرى الثانية للثورة التي أسقطت حسني مبارك. وقال مسعفون إن ثمانية من القتلى، من بينهم شرطي، سقطوا في السويس، في حين قتل آخر بالرصاص في مدينة الإسماعيلية. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية عن وزارة الصحة قولها إن 456 شخصا أصيبوا في 12 محافظة هي القاهرة والإسكندرية والبحيرة والأقصر وكفر الشيخ والإسماعيلية والغربية والشرقية والسويس والمنيا ودمياط والدقهلية في الاحتجاجات التي تناويء أيضا جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي. وقال مرسي في بيان إن "أجهزة الدولة لن تتوانى عن ملاحقة المجرمين وتقديمهم للعدالة في الوقت الذي تبذل فيه قصارى جهدها لحماية وتأمين المظاهرات السلمية". ودعا أيضا "جميع المواطنين إلى التمسك بالمبادئ النبيلة للثورة المصرية في التعبير عن الرأي بحرية وسلمية ونبذ العنف قولا وفعلا." ونشر الجيش قوات في السويس في ساعة مبكرة من صباح السبت بعد أن طلب مدير أمن السويس تعزيزات. ووزع الجيش منشورات على السكان تؤكد لهم أن نشر قوات الجيش عملية مؤقتة وتهدف إلى تأمين المدينة. وقال عادل رفعت، مدير أمن السويس، للتلفزيون الرسمي "طلبت دعما من قوات الجيش حتى نعبر هذه الفترة والمرحلة الصعبة والتي تستهدف أمن مصر كلها." وكشفت الذكرى الثانية للخامس والعشرين من يناير عمق الخلاف بين الإسلاميين ومعارضيهم من العلمانيين. ويعرقل الانقسام جهود مرسي الذي انتخب في يونيو لجذب المستثمرين والسائحين من جديد لدفع الاقتصاد الراكد وإنقاذ العملة المتراجعة. وساعدت ثورة مصر التي استلهمت الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي في اشتعال المزيد من الانتفاضات في العالم العربي مثلما حدث في ليبيا وسوريا. لكن شعور الهدف المشترك الذي جمع المصريين وقت الثورة تبدد وسط الانقسام المتزايد حول رسم المستقبل السياسي للبلاد وتحقيق أهداف ثورتها مما أشعل معارك شوارع الشهر الماضي سقط فيها قتلى ومصابون. وفي السويس قال شهود ومصادر أمنية إن الجيش نشر عربات مدرعة لحماية المباني الحكومية بعد استهداف رموز الحكومة في شتى أنحاء البلاد. وتفجرت معارك في شوارع مدن من بينها القاهرة والإسكندرية والسويس وبورسعيد. وأشعل أشخاص النار في مبنيين حكوميين على الأقل. وأحرق أيضا مكتب يستخدمه حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان. وقال حمدين صباحي، المرشح الرئاسي السابق، وهو يدخل التحرير "نعلن أن ثورتنا مستمرة ونرفض هيمنة أي طرف على هذه الدولة ونقول لا لدولة الإخوان." ولم تدع جماعة الإخوان المسلمين أعضاءها للاحتشاد، أمس، خشية اتساع نطاق الخلاف بينها وبين المعارضين بعد عنف الشهر الماضي تسبب فيه قرار مرسي الإسراع بإجراء استفتاء على مشروع دستور مثير للجدل. وترفض جماعة الإخوان اتهامات بأنها تسعى للهيمنة على مصر وتقول إن الاتهامات تمثل حملة لتشويهها. ومثلت أخبار القتلى ذروة يوم من العنف بدأ في الساعات الأولى من الصباح باشتباكات على أطراف ميدان التحرير رشق خلالها محتجون الشرطة بالحجارة وقنابل المولوتوف وردت الشرطة بقنابل الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش بحسب شهود عيان. وملأت رائحة الغاز المسيل للدموع جو الميدان. وشاركت سيارات إسعاف عديدة في نقل المصابين. وردد المتظاهرون الشعارات التي أطلقوها ضد مبارك ومنها "ارحل" و"الشعب يريد إسقاط النظام".