فى حوادث القطارات المتتالية ابحث عن الإهمال، وورش الصيانة لم تمتد إليها يد التطوير منذ سنوات طويلة، فى قلب مدينة المنيا تقع ورشة صيانة العربات المطورة «الدرجتين الثانية والثالثه العادية» التى تضم عشرات من المهندسين والفنيين والعمال والشيالين والملاحظين، والخراطين وهى مخصصة لإجراء الصيانة والعمرات للعربات، وبجوارها تقع ورشة المصرية المخصصة لإجراء أعمال الصيانة والإصلاح للجرارات المختلفة، «الوطن» دخلت الورش، وسمعت من العاملين المشاكل التى تواجههم، وطبيعة ما يقومون به من أعمال. يقول عمال الورش إن جميع عربات قطارات الدرجة الثالثة والمميزة التى يستقلها الغلابة والمعدمون يتم إجراء الصيانة لها فى ورش الصعيد، وأغلبها مهملة بينما تتم صيانة العربات المكيفة فى ورش الفرز فى القاهرة، وأوضحوا أنهم يحصلون على أجور ورواتب متدنية رغم مشقة العمل مقارنة بالمهندسين الذين يحصلون على رواتب كبيرة. وأضاف العمال «الورش تتعرض لعمليات سرقة، ونهب شبه منظم من جانب اللصوص، خاصة فى ظل حالة الفوضى الأمنية التى تعيشها المحافظة، وعدم وجود تأمين كاف للورش، ووجود مداخل، ومخارج كثيرة لها غير مؤمنة جيدا». وأوضحوا أن اللصوص والبلطجية يسرقون مهمات السكك الحديدية من العربات أثناء توقفها فى الورش لإجراء العمرات، ومنها أسلاك نحاسية بالفرامل والصواميل، وجزرة العربة والبنزات، والمسامير، وأطقم الكراسى أسفل جسم العربات واللمبات والحنفيات ويترتب على ذلك حدوث خلل بالعربات ينتج عنه فى أحيان كثيرة وقوع حوادث. وكشف «أحمد. ف» عامل بورش المنيا عن أن هناك سائقى قطارات يعطلون جهاز يعرف بال«atc» الذى يعد صندوقا أسود بالجرارات. وقال إن هناك عدة عقبات ومشاكل تواجههم فى العمل ومنها عدم اهتمام الهيئة برفع كفاءة المهندسين والاستعانة بعدد من محدودى الخبرة، ووجود تمييز واضح فى المعاملة بين فئة المهندسين وفئة الفنيين والعمال والخراطين، وعدم عقد اجتماعات دورية بالفنيين للاستماع إلى آرائهم حول الصعوبات التى تواجههم، وسبل الارتقاء بمستوى الأداء وتطوير العمل فى الورش وتعرضهم للتنكيل فى حالة إبلاغهم عن أى مخالفات أو ملاحظات تظهر لهم أثناء العمل والاعتماد على أردأ أنواع الخامات، وقطع الغيار. وقال «مجدى. أ» فنى «نجرى عمليات الصيانة لجميع عربات القطار بعد نهاية كل رحلة ذهابا وإيابا، ونجرى عمرات كاملة للعربات المعروفة «بالاستوكات» كل عامين أو 3 أعوام، وتشمل تجديد السباكة فى دورات المياه وتنجيد الكراسى، والكهرباء والإنارة والدهانات الخارجية، والأبواب والنوافذ والزجاج فضلا عن التأكد من وجود طفايات بالورش، أما صيانة الجرارات فتتم بورشة المصرية المجاورة، وتقتصر على أعمال طفيفة تشمل تغيير الزيت بعد كل رحلة، والكشف عن بلف الفرامل والتيل والتشحيم وتموين الجرار بالوقود، أما العمرات الكاملة، والأعطال الخاصة بالجرارات فتتم بورش الفرز فى القاهرة. ويقول «محمد. ص» عامل بورشة المصرية لصيانة الجرارات «80% من أعباء العمل بالورشة تسند للعمال، والفنين، والخراطين، ورغم ذلك لا يحصلون على دورات تدريبية فى الخارج مثل المهندسين الذين يقتصر دورهم على الإشراف على أعمال الصيانة، وهناك جرارات حديثة دخلت الخدمة فى السنوات القليلة الماضية، ولذلك يجب الاهتمام بالعنصر البشرى، وتأهيله للتعامل مع الماركات الجديدة مثل الجرار الأمريكى موضحاً أن هناك ما يقرب من 20 مهندسا فى ورش المنيا يشرفون فقط على أعمال الصيانة، ويتم تدريبهم فى الخارج بشكل دورى، وأغلب الفنيين مدربون، ولديهم خبرة كبيرة للتعامل مع الموديلات القديمة من الجرارات مثل هنشل الألمانى المخصص لقطر المسافات الطويلة، والبضائع، والعربات المكيفة، والمطورة، وأيضا جرار يسمى خنفس الكندى وماركته قديمة جدا، ويحتاج إلى أعمال صيانة مستمرة نظرا لقدمه وتهالكه. أخبار متعلقة: «الوطن» فى ورش «السكة الحديد»: صيانة «معدومة».. وفوضى «دائمة» ورش الإسكندرية: قطارات «خردة».. ولا تصلح إلا ل «التكهين»