أعلن هيرمان فان رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي، تخصيص 5 مليارات يورو كمنحة لمصر، مؤكدا في الوقت ذاه على الشراكة المهمة بين مصر والاتحاد، في ظل معطيات الوضع الحالي بالمنطقة، فيما شدد الرئيس محمد مرسي على قوة ومتانة العلاقات بين مصر والاتحاد، وأن الزخم الذي تشهده العلاقات بينهما يعكس حرص أوروبا على تدعيم هذه العلاقات، وأيضا يعكس أهمية مكانة مصر لدى الاتحاد الأوروبي. على جميع المستويات السياسية والاجتماعية. وقال الرئيس مرسي، في ختام جلسة المباحثات التي عقدها مع رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة بعد ظهر اليوم، إن هذا يوم من أيام القاهرة السعيدة التي تستقبل المسؤول الأوروبي والوفد المرافق له للتباحث حول توسيع برامج التعاون بين البلدين واستكمال الحوار البناء الذي بدأ مع الاتحاد في بروكسل. وأضاف مرسي أن مصر من جانبها "تثمن المواقف الأوروبية الداعمة لعملية التحول الديموقراطي في مصر ودول الربيع العربي"، مشيرا إلى جهود مصر في بناء الدولة المدنية الحديثة في مصر، وإلى الشوط الطويل الذي قطعته مصر في هذا المجال، وأن المسيرة الديموقراطية لبناء المؤسسات في مصر ستكتمل بانتخاب مجلس النواب بعد أن تم إقرار الدستور. وأضاف مرسي "لانستطيع أن نغفل بؤرة صراع جديدة آخذة في التشكل في الساحل الإفريقي، والأوضاع، في مالي تحديدا، تقتضي التعامل بحكمة مع كافة الأطراف الدولية، ومصر تتطلع لتنسيق المواقف مع الاتحاد في هذا الشأن، وموقفنا الثابت أنه لايمكن أن تحل مشكلة مالي عسكريا ويجب علينا السعي للتنمية، ولا ننقل التوتر بين الدول الافريقية، والتدخل العسكري لن يمنع مثل هذه الصراعات أو الأحداث التي يصاحبها عنف أحيانا". وقال رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي "ناقشت مع الرئيس مرسي العديد من القضايا شملت التطورات في المنطقة كما سنواصل التناقش على الغداء". أضاف "لقد أتيت إلى القاهرة برسالة بسيطة، بأنه بدأت التغيرات في العالم العربي، ونحن نريد للديمقراطية في مصر أن تنجح، وتأتي رحلتي لمصر لتتبع زيارة الرئيس مرسي لبروكسل في سبتمبر الماضي، ولقد انبهرنا في أوروبا بشكل هذه البداية، ثم شهدنا كيف أن الشابب والنساء نادوا بالديمقراطية دون خوف في العالم العربي". وتابع "ساند الاتحاد الأوروبي هذه التغيرات منذ البداية، كما نعي أيضا الاختلافات العميقة بين المجتمعات التي تعيش زخم هذه التغيرات، والعالم ككل يضع نصب عينيه الإصلاح في مصر التي تلعب دورا رئيسيا في المنطقة". لهذا فإن التغيرات في مصر لها تأثير خارج حدودها، وللمرة الأولى يتذوق المصريون ثمار الديمقرطية، إلا أنني أعي أنه مازال هناك الكثير الذي يجب تحقيقه، ولقد ناقشت هذه المسائل مع الرئيس اليوم، وبعض المشاكل التي حدثت خلال الأسابيع الماضية والتي سبقت إقرار الدستور. ولقد خلصت من خلال تجربتنا إلى أنه من المهم جدا التوافق في الىراء والشمولية حول الأوضاع، ولقد شجعت الرئيس مرسي على تكثيف جهوده في هذا الشأن، وسأوصل هذه الرسالة لكل الفاعلين السياسين والاقتصاديين الذين سأقابلهم خلال هذه الزيارة". وأكد هيرمان أن الاتفاق مع النقد الدولي "سيساعد على كسب الثقة لدى المستثمرين والشركاء الدوليين، لذا أنا أرحب أن المناقشات الهامة مع النقد الدولي مازالت مستمرة إلا أن تأجيل العمل ليس خيارا". وكشف أنه أكد للرئيس مرسي دعم الاتحاد لتحول مصر الديموقراطي، "وفي هذا الشأن خصص الاتحاد، إلى جانب مؤسسات تمويل مشاركة، في تقديم منحة بمقدار 5 مليار يورو لدعم تحول مصر الديموقراطي، ونحن نتطلع من أجل تشريف التزامنا بذلك، كما يجب تشغيل جزء كبير من الأموال المخصصة جنبا إلى جنب مع صندوق النقد الدولي، كما أنه تم صياغة جدول أعمال مكثف للتفاوض من أجل تجارة حرة وعميقة، وناقشنا أيضا استعادة الأموال، ونعمل مع الدول العضاء لجعل تعاوننا أفضل، كما ناقشنا والرئيس الموقف في المنطقة، وأثنيت على دور مصر المهم لوقف إطلاق النار في غزة نهاية العام الماضي، والاتحاد الأوربي يرى أنه الوقت مناسب لأخذ إجراءات فاعلة لدعم الديمقراطية في العالم العربي". وأضاف هيرمان "اتفقت مع الرئيس مرسي على أن المذبحة في سوريا يجب أن تتوقف، وبالنسبة لنا نرى أنه لابد من تنحي الرئيس الأسد لخلق عملية تحول شاملة، وأنه من المؤسف أن يظهر النظام السوري عدم التزامه بحل سياسي للأزمة، ومن المؤسف أيضا أن تتسبب الأزمة في سوريا في وفاة 60 ألف شخص". واختتم قائلا "إنني أسعد لحضوري لتأكيد الشراكة بين مصر والاتحاد في هذه اللحظات التاريخية المهمة، والتحول الديمقراطي المصري مهم للعالم أسره، وبالتالي فإن هذا الجيل من السياسين المصريين يتحمل العبء الأكثر مما يشاهده العالم في القاهرة". وردا على أسئلة الصحفيين، قال الرئيس مرسي "الملف الرئيسي الذي يتم مناقشته في الزيارات الإيرانية لمصر هو سوريا، وهو يسيطر على كل هذه اللقاءات، ونريد أن يتحقق لسوريا الأمن والاستقرار، ونحن نفعل ذلك من خلال الرباعية والأشقاء العرب والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، وقف إطلاق النار ونزيف الدم، ولا مجال للنظام الحالي، ثم دور الشعب السوري، ونحن ضد استخدام العمل العسكري من خارج سوريا لحسم الصراع هناك، ومبدأنا الخامس أننا ضد تقسيم سوريا بأي شكل من الأشكال، سوريا واحدة تضم كل الشعب السوري". بينما قال رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي "ينبغي تنسيق كل الأعمال الداعية للسلام في المنطقة وفلسطين، بين كافة الأطراف الفاعلين مثل مصر والجامعة العربية والأمم المتحدة والضغط لاستعادة المفاوضات، وقلنا ستكون هناك عواقب وخيمة ستقع على إسرائيل إذا استنمرت في بناء المستوطنات".
