التقى الرئيس محمد مرسي، مساء اليوم، رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي، هيرمان فان رومبي، بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، حيث ناقشا خلال اللقاء، سبل دعم التعاون الثنائي الاقتصادي بين الطرفين. حضر اللقاء، الدكتور محمد كامل عمرو، وزير الخارجية، والدكتور عصام الحداد، مساعد رئيس الجمهورية للعلاقات الخارجية والتعاون الدولي. وقال الرئيس محمد مرسي، خلال مؤتمر صحفي عقب اللقاء، إن هذا يوم مهم وسعيد، وهو يوم من أيام القاهرة السعيدة التي نستقبل فيها رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي مرافقيه، قائلا: "يطيب لي أن أرحب بالسيد هيرمان فان رومبي، في زيارته الأولى لمصر للتباحث حول تقييمنا المشتركة لسبل تطويرنا للعلاقات واستكمال الحوار البناء الذي بدأناه في بروكسل سبتمبر 2012 الماضي". وثمّن مرسي، دور الدول الأوروبية ومواقفها الواضحة التي اتخذت لدعم عملية التحول الديمقراطي في مصر وفي دول الربيع العربي. وتابع قائلاً: "أود أن أنتهز الفرص كي أؤكد على التزامنا لاستكمال مابدأناه نحو استكمال الدولة الدستورية وصولا إلى الحكم الرشيد ودولة القانون في إطار الدولة المدنية الحديثة التي نطمح كلنا إليها فجميعنا حريصون على ذلك". وأوضح أن السجل المشرف للتعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي والآفاق الواعدة بيننا يجعلنا نطمئن إلى قدرتنا المشتركة على العمل من أجل تخطي العقبات التي تعترض لنا. وأشار مرسي، خلال المؤتمر الصحفي إلى أن هناك تقاربا كبيرا في الرؤى بيننا وبين الدول الأوروبية، مضيفا: "نحن نحرص على أن نصل مرحلة الاستقرار الحقيقي وإيجاد حلول عاجلة وعادلة لحل الأزمات السورية والفلسطينية". من جانبه، قال هيرمان فان رومبني، رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي، إنه أتى برسالة واضحة منذ أن بدأت التغيرات في العالم العربي، وهي أننا نريد للديمقراطية أن تنجح. وأضاف رومبني "لقد انبهرنا بتلك البداية وشهدنا كيف أن الشباب والنساء حريصون على الديمقراطية دون أي خوف. واستطرد أنه اتفق مع الرئيس مرسي على ضرورة تنحي الرئيس السوري بشار الأسد، بعدما وصل عدد القتلى في الثورة السورية إلى 60 ألف مواطن، فضلا عن ضرورة العمل علي إيجاد حل عاجل وعادل للقضية الفلسطينية، انطلاقا من دور مصر المحوري في المنطقة. وأبدى رومبني، استعداد الاتحاد الأوروبي على إرسال بعثة مراقبي الانتخابات، مشددا على ضرورة استعادة الثقة السياسية والاقتصادية في مصر، مؤكداً أن العملية الاقتصادية تسير بشكل صحيح. وأوضح أن الاتفاق مع صندوق النقد الدولي سيفتح مجالات جديدة لمصر لتخطي معدلات البطالة وتحقيق النمو، وأنه في الحقيقة يرحب بتلك المناقشات الهامة مع الصندوق التي مازالت مستمرة إلا أن تأجيل العمل ليس خيارنا، وفي السياق نفسه خصص الاتحاد الاوروبي تقديم 5 مليارات يورو كمنحة لدعم مسيرة التحول الديمقراطي. وطالب رومبني، الرئيس مرسي بإجراء حوار بناء مع المعارضة، خاصة بعد الاستفتاء علي الدستور، موضحا إنه هيومان إنه سيطالب المعارضة أيضا خلال لقاءه بهم بضرورة الحوار، مؤكدا أن الاستقرار السياسي والتشريعي أمرا هاما لاستعادة المستثمرين مرة أخرى، فكلهم يريدون أن تسير العملية الديمقراطية على الطريق الصحيح، ويحترم حقوق الإنسان والمرأة وحرية التعبير والعقيدة. وأضاف رومبني، "لقد ساند الاتحاد الأوروبي تلك التغيرات، كما أننا نعي الاختلافات العميقة بين المجتمعات التي تعيش زخم تلك الأحداث، والعالم كله يضع نصب عينيه الإصلاح والديمقراطية في مصر باعتبارها محورا فاعلا في المجتمع الدولي.
