واصلت السياسة هيمنتها على خطب الجمعة، اليوم، فى القاهرة والجيزة، فبينما طالب البعض بضرورة ابتعاد الإسلاميين عن العمل السياسى، طالب آخرون بالابتعاد عن المظاهرات والتركيز فى بناء الدولة، بينما هاجم خطيب مسجد الفتح ما سماه الصحف والقنوات الليبرالية واتهمها بنشر الأكاذيب ووصفها بالرويبضة، مطالباً بمعارضة «لا تخالف شرع الله». وطالب الدكتور سعيد عبدالعظيم، النائب الثانى لرئيس «الدعوة السلفية»، الدعاة بالعودة إلى العمل الدعوى فى المساجد كما كان الحال عليه قبل ثورة يناير بعيداً عن التحدث فى الشأن السياسى، منتقداً الوضع السياسى الحالى للإسلاميين بما سماه جور السياسة على الدعوة. واتهم «عبدالعظيم» خلال خطبة الجمعة أمس بمسجد الرحمة بالجيزة، جبهة الإنقاذ الوطنى بمحاولة إفشال المشروع الإسلامى، قائلاً: «اجتمع أكثر من 50 حزباً فى جبهة الإنقاذ لإفشال المشروع الإسلامى وصرحوا بهدفهم علانية، لكنه ليس من المستبعد زوال هذه الأحزاب والاتجاهات السياسية قريباً». وشدد على أن الدعوة فى حاجة إلى وقفة وعودتها مرة أخرى إلى عملها الأصلى والابتعاد عن السياسة، مشيراً إلى أن الأصل هو الدعوة، بينما السياسة الشرعية فرع، ولا يجوز أن يجور الفرع على الأصل. وأشار النائب الثانى لرئيس «الدعوة السلفية» إلى ضرورة تجنب التحزب والتفرق وتجنب تنفير المواطنين والغلظة عليهم، وأهمية العمل الجماعى، قائلاً: «علينا أن نجدد مفاهيم الدعوة مرة أخرى التى كادت تتبدد فى معترك الحياة السياسية ومشاهدة الفضائيات، ونحتاج إلى الرفق واللين للتعامل والحرص على عالمية الدعوة مثلما يفعل الفاتيكان وأمريكا». وفى مسجد الفتح، هاجم الشيخ عبدالله درويش، الإعلام والصحف الليبرالية، واتهمهما بنشر الأكاذيب وادعاء غير الحقيقة، ووصفها ب«الروبيضة»، واستشهد بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم، بأن الرويبضة هم أناس تافهون يتحدثون فى شئون العامة. وطالب «درويش» المصريين بالتوحد للخروج من الأزمة السياسية والاقتصادية الحالية، داعياً المواطنين بالتبرع بالصدقات لدعم الدولة والفقراء معاً، امتثالاً لأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن الصدقات لدعم الدولة الإسلامية، وشدد على أهمية وجود معارضة قوية للحاكم لا تخالف شرع الله، ولا تخرج عن الحاكم وقواعده، مؤكداً أهمية أن تكون جميع القوانين المقبلة متماشية مع الشرع والدين. وفى مسجد مصطفى محمود، طالب الدكتور محمد منسى، خطيب وإمام المسجد، «عباد الله» حسبما وصفه، بالانصراف عن «التظاهرات واللهو»، والعودة مجدداً للانتباه إلى «أعمال بناء البلاد»، قائلاً: «الذين يرتدون ثوب الحملان وهم فى الأصل شياطين لا يهدفون سوى لخراب البلاد.. لن يفلحوا». وانتقد الشيخ مظهر شاهين، إمام وخطيب مسجد عمر مكرم بالتحرير، فى خطبته أمس، الرئيسَ محمد مرسى وجماعة الإخوان بسبب قبولهم بوجود فلول داخل مجلس الشورى بالمخالفة للدستور، متسائلاً: كيف توجد مادة فى الدستور لعزل أعضاء الحزب الوطنى «المنحل»، ثم يعينهم الرئيس مرة أخرى فى مجلس الشورى، وانتقد إقصاء شباب الثورة الذين أتوا به إلى مقعد الرئاسة، قائلاً: «لو كنت تعلم أنك عينت أعضاءً من الحزب الوطنى فهى مصيبة وإن لم تكن تعلم فهى مصيبة أكبر»، مطالباً الرئيس بضرورة تحقيق مطالب الثورة وفى مقدمتها العدالة الاجتماعية والاهتمام بالفقراء والمساكين. وأضاف: «أتمنى أن تكون الأغلبية فى مجلس الشعب ليست إسلامية فقط، بل وطنية، وأن يكون هناك تعاون حقيقى بين السلطتين التنفيذية والتشريعية من أجل تحقيق مطالب الثورة التى لم يتحقق منها شىء حتى الآن». فى سياق آخر، شهد ميدان التحرير هدوءاً شديداً قبل أسبوعين من ذكرى الثورة، وفتح المعتصمون الحواجز الحديدية من مداخله أمام حركة المرور، مع وجود مراقبين من اللجان الشعبية تحسباً لتكرار الهجوم على خيامهم. أخبار متعلقة خطباء الجمعة يحذرون من مظاهرات 25 يناير ويصفون القوى السياسية ب«المخربين»