أعرب مركز سواسية لحقوق الإنسان ومناهضة التمييز عن استنكاره الشديدة لعمليات العنف والبلطجة التي تكررت في الآونة الأخيرة، والتي كان آخرها حرق مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة من قبل مجهولين، ألقوا زجاجات مولوتوف على المقر من جهة ميدان التحرير، ما أدى لتهدم الجدار الأمامي الملاصق لمكاتب المراسم والمؤتمرات بالجامعة، وهو ما يعنى أن هناك حالة من الغياب والخلل الأمني الكبير، الذي يسأل عنه الجميع وعلى رأسهم وزارة الداخلية. وقال المركز، فى بيان له، "إن حالة الانفلات الأمني التى تشهدها البلاد لم تعد تحتمل، وتحتاج لتحرك أمنى سريع وعاجل من قبل وزارة الداخلية لتأمين البلاد، والقبض على الخارجين على القانون، الذين يروعون الآمنين، ويضرون بأمن واستقرار البلاد. وأشار إلى أن تكرار هذا الأمر في الآونة الأخيرة، يكبد البلاد خسائر اقتصادية فادحة، ويدفع المستثمرين الأجانب للهروب باستثماراتهم إلى خارج البلاد، ويشعر العالم بأن مصر تعاني خللاً أمنياً فادحاً، وأن البلاد في وضع غير مستقر. وأضاف أن ما يحدث يؤكد أن هناك عناصر تسعى لنشر العنف والفوضى في البلاد، للتأثير على عملية التحول الديمقراطي، والقضاء على منجزات الثورة المباركة، التى وضعت حد للفساد المستشري في مؤسسات وهيئات الدولة المختلفة. وأكد المركز أن تحقيق الأمن في مصر مسؤولية الجميع الحكومة والشعب، إضافة إلى وسائل الإعلام التي عليها حشد الجماهير للتصدي لتلك الظاهرة الخطيرة، والضرب بيد من حديد على يد كل من تسول له نفسه الإضرار بمصالح البلاد. وأشار إلى أن الشعب المصري البطل قد أثبت في ثورة 25 يناير أنه قادر إذا ما أراد على تحقيق المستحيل، وأنه إذا ما أراد وتوحد وعادت إليه روح 25 يناير من جديد لقادر على وضع حد لهذه الشرذمة الفاسدة التى تحاول جاهدة العودة بمصر إلى الوراء. وطالب المركز وزارة الداخلية بسرعة القاء القبض علي المتهمين واحالتهم إلى المحاكمة العادلة والعاجلة، كما يطالبها بضرورة الاضطلاع بمهامها في حفظ الأمن، وعدم ترك البلاد للبلطجية يعيثوا فيها فساد، لأن نتائج ذلك ستكون وخيمة وسيتحملها الجميع في ذلك الأجهزة الأمنية نفسها. وكذلك يطالبها بالإسراع في إعادة هيكلة الوزارة، وإعداد خطط سريعة لنشر قوات الشرطة في مختلف المناطق والميادين، وعمل حملات مكثفة على أوكار البلطجية، حتى يشعر المواطن البسيط بقدرة الحكومة على تحقيق الأمن، وحتى تتمكن البلاد من النهوض من جديد.