سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مركز الدم الإقليمى بالزقازيق.. شاهد على «الاتجار بالغلابة» مستشفى «الأحرار».. مبنى أنفقت عليه ملايين الجنيهات.. وتسكنه الكلاب الضالة .. وفيه تجرى أكبر تجارة للدماء فى المحافظة
مستشفى «الأحرار».. مبنى ضخم أبيض اللون، يخطف أعين الناظرين، أنفقت عليه ملايين الجنيهات، ويقع على أطراف مدينة الزقازيق، حيث يقف أمام بواباته أفراد أمن تابعون لإدارة المستشفى، ومجموعة من الكلاب الضالة تسير داخل سور المستشفى ولا يعترضها أحد.. قسم الطوارئ يحتل صدارة المستشفى، تزينه لافتة مطبوع عليها صورة الرئيس محمد مرسى، وتهنئة من إدارة المستشفى بفوزه فى الانتخابات، لم تشفع تلك التهنئة الحارة فى توفير حماية شرطية تتصدى للبلطجية، الذين يعتدون على طاقم المستشفى بشكل متكرر، آخرها منذ يومين، عكس المستشفى العام القديم الذى توجد أمامه سيارتا شرطة عسكرية وأخرى مدنية باستمرار، رغم أنه يوجد بجوار سجن الزقازيق العمومى. «الوطن» زارت المستشفى للتعرف على حقيقة أزمة الدم بالمحافظة، والوضع الأمنى بمركز الدم وكشفت أسباب عديدة لنقص مخزون الدم بالمستشفيات. مبنى المركز الإقليمى لخدمات نقل الدم بالزقازيق، كبير ومنفصل عن مبانى مستشفى «الأحرار» ويبدو نظيفا وهادئا. لا يوجد أمامه أفراد أمن رغم حيوية المبنى. قابلنا طبيبة شابة بالمركز اسمها د.ساندى ماجد، قالت: «نصرف أكياس الدم للمرضى وذويهم بناء على «أورنيك» مقدم من المستشفى الذى يعالج به المريض، مع سداد رسوم كيس الدم التى تبلغ 113 جنيها، إضافة لمتبرعين، وأحيانا نصرف أكياس الدم بدون ذلك، ويحدث أحيانا تلاعب من بعض الممرضين والفنيين بمستشفيات عامة وخاصة بالزقازيق فى مسألة «الأورنيك» الذى يجبرنا على صرف أكياس الدم لمن يحمله حسب القانون». بعد أن يحصل المريض على الدم، يتوافر له كيس آخر لا يحتاجه، فيخفيه أحد العاملين فى ثلاجة المستشفى، ثم يبيعه لمرضى آخرين بمبالغ كبيرة، وأحيانا يزور بعض الأطباء «أورنيج» الحصول على دم، ويأخذونه بلا وجه حق. وهى تجارة رائجة اكتسب أصحابها خبرة كبيرة فى الحصول على كيس الدم وتسويقه، فرغم أن مدة صلاحية كيس الدم 40 يوما فقط، فإنه يبيعه فى أيام قليلة جدا. تعرفنا على ذلك بعد أن أخبرنا العديد من المرضى هنا وبالشارع بأنهم اشتروا أكياس دم من المركز بمبالغ كبيرة من موظفين بالمستشفيات. «وهذا أثّر بشكل واضح على سمعتنا فى الشرقية، لذلك يتهمنا الناس بالحصول على الدم منهم بالتبرع ونبيعه، وهو ما جعل بعضهم يعزف عن التبرع»، حسب «د.ساندى». وتضيف: «لذلك شهد المركز عجزا واضحا وصل إلى 70% فى بعض الأيام فى الدم، بجانب عدم وجود ثقافة للتبرع مع تقصير وزارة الصحة فى تشجيع المواطنين لإنقاذ المرضى. نتعرض بشكل مستمر إلى هجمات من قبل أهالى المرضى، فمنذ يومين دخل أحد البلطجية المستشفى ورفع سلاحا أبيض فى وجه الموظفين طالبا كيس دم ولا يوجد معه «أورنيك» أو عينة دم المريض. وتحت تهديد السلاح اضطررنا إلى إعطائه الفصيلة التى طلبها بدون حتى دفعه للرسوم المستحقة. أفراد أمن المستشفى يبعدون عن المبنى بحوالى 100 متر ولا توجد شرطة تحمى المستشفى رغم وجود ممرضات بكثرة فيه. وأنا تعرضت للسباب والشتائم خلال عملى بالمركز من قبل بعض أقارب المرضى، بل نتعرض لذلك خلال عملنا بالشارع». رامز حسن، موظف إدارى بالمركز الإقليمى للدم، يقول: «حاولنا التغلب على نقص الدم فى المركز بعمل زيارات إلى القرى كل يوم جمعة بالتنسيق مع جماعة الإخوان المسلمين التى تساعدنا فى عمل حشد جيد وفى كل مرة نحصل على حوالى 100 كيس دم، ونشجع الأهالى على التبرع بتخصيص رصيد لهم لدينا يكون من حق أى مريض بالقرية أن يأخذ منه، ونطبق هذه التجربة على المستوى الفردى أيضاً من خلال إعطاء كارت للشخص المتبرع يكون من حق من يحمل هذا الكارت الحصول على كيس دم من البنك فورا عند الاحتياج إليه بالإضافة إلى إعطائه نتيجة التحاليل مرتفعة السعر أيضاً. زرنا قرى عديدة بجميع مراكز ومدن الشرقية التى تزيد على 14 مركزا لكن الإمكانيات لا تساعدنا، فالمركز لديه 3 سيارات لنقل الدم تعطل منها اثنتان لا تزالان فى الصيانة منذ 3 شهور، وبقيت واحدة فقط.. ولدينا مجموعة شروط لا بد أن يجتازها المتبرع يظن البعض أنها تعسف من جانبنا لكن هذا يجنبنا خسارة التحاليل وكيس الدم والوقت أيضاً. ولاحظنا وجود نسبة كبيرة من فيروس سى بتلك القرى خاصة فيمن تعدى سنهم 40 سنة لكن لدى طلاب الجامعات لا تتعدى نسبة الإصابة 1أو2%». المركز الإقليمى ملزم بتوريد نحو 150 كيس دم شهريا إلى كل مستشفى مركزى بمدن المحافظة بجانب الطلبات الفردية. بعد فترة قصيرة سمعت أصوات مرتفعة بمدخل المركز كانت مشادة كلامية بين أحد العاملين ببنك الدم ومواطن يريد الحصول على الدم. فى زاوية أخرى من المركز، تحدثت إلينا طبيبة شابة بحذر شديد، طالبة عدم ذكر اسمها -تحتفظ «الوطن» بتسجيل صوتى لها- قالت: «أشعر بتأنيب الضمير منذ فترة كبيرة، وعايزة أخلص ضميرى من ربنا». وأضافت: «بعد زيادة سعر كيس الدم من 65 جنيها إلى 113 جنيها تقرر صرف أرباح لكل العاملين بالمركز غير المرتب الأصلى والحوافز. هذه الأرباح تصرف حسب ما يحصل عليه البنك من تبرعات قلّت أو كثرت.. هل هناك ما يسمى بأرباح نقل الدم؟ لذلك شعرت بأنى أتاجر فى الدم الذى أحصل فيه على أرباح. ثمن كيس الدم لا يزيد عن 11 جنيها والتحاليل يجريها المركز وهو فى الأصل حكومى لا يكلف الدولة الكثير، أحصل على 500 جنيه شهريا أرباحا للحصول على أكياس الدم، لكن الله لا يبارك فيها. لا يوجد شىء اسمه ربح فى كيس دم، هذا (فائض ربح) وهذا يعنى أننا نرهق الناس الغلابة جدا فى دفع ثمن الكيس. معظم العاملين، الذين يبلغ عددهم نحو 150 فردا ما بين محفزين وممرضين وأطباء وكيميائيين، سعداء بهذه المبالغ لأنها بلا شك تزيد دخولهم. توزيع الأرباح هنا لا يخضع لإشراف حقيقى وجاد بل يتسرب إليه المحسوبية والرضا عن العاملين». الطبيبة أبدت تعجبها، بعدما اطلعت على أحد كشوف دفع الأرباح: «فوجئت بحصول بعض قيادات المركز على مبالغ ضخمة، تصل إلى 24 ألف جنيه؛ لذلك لم أتعجب عندما علمت أن المركز يحول نحو 300 ألف جنيه شهريا إلى المركز القومى بالقاهرة هى قيمة بيع أكياس الدم للمواطنين. ولا يعود منها إلا نحو 70 ألفا فقط، وأنا لا أستبعد أن يحصل عليها قيادات بالمركز القومى». وأضافت: «يجبَر الأهالى هنا على التبرع بالدم، وأحيانا كثيرة يعود الناس بدون الحصول على نقطة دم واحدة وهذا غير قانونى. وعندما تصلح السيارات تصلح على حسابنا، بخصم جزء من راتبنا رغم فائض الربح الكبير». أماكن التبرع بالدم: يمكنكم التعرف على أماكن التبرع بالدم من خلال الرابط التالي: http://www.elwatannews.com/hotfile/details/126 أخبار متعلقة: «الوطن» تطلق حملة نبذ الصراعات.. والتبرع ب«كيس دم» مصر تنزف.. والبنوك «ما عندهاش دم» «الوطن» ترصد معاناة «مواطن» فى الحصول على «دم» من البنوك الخاصة: هات 3 متبرعين وخد «كيس» مجاناً «الهلال الأحمر»: التبرع بالدم أصبح «سيئ السمعة».. و90% من المصريين يمتنعون «محمد» اعتاد التبرُّع بالدم كل 6 أشهر.. وعندما أصيب والده اكتشف أن «البنوك» تستغل المتبرعين قانون نقل الدم عمره 50 سنة.. وأطباء: «التبرع الشرفي» سبب الأزمة