سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أهالى المتهمين فى مذبحة الاستاد يهددون الجميع: محاكمة أبنائنا داخل بورسعيد أو التصعيد حتى الفوضى والدة «محمد»: لجأنا إلى التصعيد حتى يُسمع صوتنا قبل فوات الأوان
أعلنت أسر المتهمين فى أحداث مذبحة استاد بورسعيد التى راح ضحيتها ما يقرب من 70 قتيلاً من مشجعى النادى الأهلى، التصعيد لنقل جلسة الحكم إلى بورسعيد، وقبل أسبوع شهدت المدينة الباسلة مظاهرة ضخمة ضمت الآلاف من أهالى وأصدقاء المتهمين قطعوا خلالها الطرق الرئيسية، واعتصموا على قضبان السكك الحديدية لمنع مرور القطارات، ولم تمر سوى أيام قليلة حتى حدثت اشتباكات أخرى بينهم، وبين طلاب المدينة الجامعية فى مدينة بورفؤاد بسبب رفع لافتات على مبنى المدينة تسىء إلى جمهور النادى المصرى. «بدأنا التصعيد ولن نتراجع عنه حتى تتم محاكمة أبنائنا هنا على أرض بورسعيد طبقاً للدستور والقانون».. هذا ما قاله والد «محمد عادل محمد شحاتة الشهير بحمص»، 24 سنة، أحد المتهمين فى القضية، وأضاف «دعوات التصعيد ليس من شأنها التأثير على القضاء أو وضعه تحت ضغط، لأننا مؤمنون بالله، ونعرف أن المكتوب لنا هنشوفه، ولكن الجريمة حينما تقع على أرض بورسعيد، ويكون المجنى عليه، والقاتل من نفس المحافظة تُقام المحاكمة فى نفس مكان وقوع الحادث، لذلك فإن النُطق بالحكم على أبنائنا فى القاهرة سيواجَه بالتصعيد، لأنهم حتى لو حصلوا على براءة، أهالى القتلى مش هيسيبونا». وقال «بعت سيارتى وفضيت المخازن من البضاعة، وأجّلت جواز ابنتى، وحصلت على 5 قروض من البنوك، لكى أصرف على قضية ملفقة لابنى الوحيد، والمتهم الحقيقى لا يزال خارج قفص الاتهام. والدليل على ذلك هو الإجراءات الأمنية الهشة التى اتُخذت قبل بدء المباراة بساعات، فبعد أن كانت قوات الشرطة ترفع حالة الاستعداد القصوى قبل المباراة بيوم كامل، فوجئنا بضعف التأمين على بوابات الاستاد وعدم غلق الشوارع، والسماح بدخول الجمهور دون تفتيش». وتقول والدة المتهم «أحمد الحمامصى»: «ابنى مستقبله ضاع، وخطيبته سابته، وكان بيصرف علىّ أنا وأخته بعد وفاة أبيه، وكان أحمد عائلنا، وتعرض لكسر ذراعه اليمنى أثناء مشاركته فى اللجان الشعبية قبل أيام من المباراة، أثناء قيامه بفض الاشتباكات بين الأهالى وبعضهم، وذهب إلى المباراة، بالرغم من الألم الشديد الذى كان يسببه له ذراعه، وبعد مرور 20 يوماً كاملة على الأحداث فوجئت بخطاب ضبط وإحضار له، وعلى الفور سلّمته إليهم بعدما أكدوا لى أنه سيتم استجوابه والإفراج عنه بعد ساعات قليلة، وهذا ما لم يحدث؛ والنتيجه أن عائلتنا أصبحت بلا عائل وأجبرت على الاستدانة من جيرانى وأقاربى لكى لا أتخلف عن زيارته فى محبسه، والآن مالناش أى مصدر رزق نعيش منه واحنا دلوقتى متبهدلين من غيره، ومستقبله اتدمر من غير ما يعمل حاجة، لذلك قررت المشاركة فى خطوات التصعيد مع باقى أسر المتهمين، أملاً فى عودة ابنى إلىّ مرة أخرى». وتقول والدة «أشرف طارق دياب»، 24 سنة، إنه «حاصل على دبلوم تجارة، وتم القبض عليه مع أحد أصدقائه فى إحدى الحدائق العامة بعد قيام سائق التاكسى الذى قام بتوصيلهم بإبلاغ ضابط المباحث عنهم بعد أن علم منهم أنهم كانوا موجودين فى المباراة (سائق التاكسى كان يعمل مصوراً فوتوغرافياً فى قسم شرطة المناخ، وأبلغ ضابط المباحث بمواصفاتهم)، وتم القبض عليهم داخل إحدى الكافيتريات، وبعدها بأيام قليلة تعرَّف أحد شهود العيان على صورته داخل نيابة الإسماعيلية، وقال إنه شاهده وهو يقوم بإلقاء الجمهور من المدرجات. وقرر المحامى العام -على الفور- تشكيل عرض جنائى له، ولكن الشاهد فشل فى التعرُّف عليه، الأمر الذى دفع المحامى العام للتأكيد لنا على براءته، خصوصاً بعدما أطلعناه على شهادة موثقة من الشهر العقارى فى حلمية الزيتون بالقاهرة، حررها أحد الأهالى تؤكد أن ابنى ساعد أبنائه على الخروج من بورسعيد بعد المذبحة، وظل معهم على الهاتف طوال الطريق حتى أخبروه بوصولهم إلى منزلهم». ويقول والد «طارق» أحد المتهمين: «إحنا خايفين على عيالنا من المحاكمة فى القاهرة بسبب الاستفزازات الكتيرة اللى بنتعرض لها لما بنروح نحضر الجلسات فى أكاديمية الشرطة، وهذا هو السبب الرئيسى فى مشاركتنا فى التصعيد الذى دعت إليه أسر المتهمين، لمحاولة إقناع المسئولين بمحاكمتهم على أرض بورسعيد، وغالبية أسر المتهمين يعانون الآن من ضيق المعيشة واللجوء إلى الاقتراض حتى نتمكن من زيارة أبنائنا». أما والدة «محمد مجدى»، 22 سنة، طالب بالفرقة الأولى بمعهد الحاسب الآلى، فأكدت أن ضباط المباحث ألقوا القبض عليه أثناء وجوده فى منزل جدته عن طريق الصدفة أثناء ذهابهم إلى عمه للاستماع إلى شهادته فى الأحداث التى وقعت فى الاستاد بصفته أحد المشجعين القدامى فى رابطة النادى المصرى، وعندما علم ضباط المباحث منه بوجوده فى المباراة طلبوا منه الذهاب معهم للإدلاء بشهادته، «فوجئنا بعدها بعمل ضبط وإحضار له أثناء وجوده داخل قسم الشرطة». وتضيف أن «محمد تعرض لكسر فى ركبته اليمنى منذ عدة سنوات وأجرينا له عدة عمليات جرحية، وتم تركيب ركبة حديدية له حتى يتمكن من السير عليها، ورغم تقديمنا جميع الأدلة التى تفيد براءة أبنائنا، فإن المسئولين يرفضون الاستماع إلينا، ومعاملة أبنائنا على أنهم متهمون وقتلة، لذلك لجأنا إلى التصعيد حتى يتم سماع صوتنا قبل النطق فى القضية ونقل أبنائنا إلى القاهرة». يأتى هذا فى الوقت الذى أعلنت فيه روابط ألتراس المصرى تعليق وقفة جمعة الغضب التى كان مقرراً لها أمس، بعد أن استشعرت الفزع بين أهل المدينة من أحداث المدينة الجامعية ببورفؤاد، وترحيل طلاب الجامعة فى عربات مصفحة خارج المحافظة.