جددت القوات السورية قصفها لمنطقة الحولة، التي شهدت الجمعة مجزرة راح ضحيتها أكثر مئة شخص غالبيتهم من الأطفال والنساء، في حين تواصلت أعمال العنف في سائر أنحاء البلاد وحصدت 62 قتيلا على الأقل رغم تصاعد حدة الضغوط الدولية على دمشق لوقف قمعها الدموي للمعارضة. وفي حين، توالت فصول مسلسل طرد الدبلوماسيين السوريين المعتمدين في الخارج جددت الدول الغربية محاولاتها لثني روسيا عن مواقفها الداعمة لنظام الرئيس بشار الأسد بينما عقد مجلس الأمن جلسة خاصة لمتابعة تطورات الوضع في سوريا. كذلك تقرر أن يعقد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة جلسة خاصة الجمعة لمناقشة مجزرة الحولة، في حين يستقبل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في اليوم نفسه نظيره الروسي فلاديمير بوتين في لقاء سيحاول خلاله هولاند تغيير موقف موسكو الداعم حتى الىن لنظام الأسد. وفي نيويورك عقد مجلس الأمن الأربعاء جلسة على مستوى السفراء مخصصة لبحث الوضع في سوريا استمع خلالها إلى جان ماري غيهينو مساعد الموفد الدولي والعربي إلى سوريا كوفي أنان الذي تكلم عبر الفيديو من جنيف، وإلى مدير عمليات حفظ السلام في الأممالمتحدة ايرفيه لادسو. وقدم الاثنان صورة "مفجعة" للمذابح التي حصلت في الحولة الأسبوع الماضي وفي السجر قرب دير الزور في شرق سوريا، بحسب ما نقل أحد الدبلوماسيين. وشدد غيهينو على ضرورة إطلاق "عملية سياسية فعلية لكسر حلقة العنف في سوريا" حسب المصدر نفسه. وعقد المجلس في السابق ثلاث جلسات خاصة كما أجرى نقاشًا عاجلا لمناقشة انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا منذ اندلاع أعمال العنف في منتصف مارس الماضي. وبحسب رئيس بعثة مراقبي الأممالمتحدة في سوريا الجنرال النروجي روبرت مود فان ما لا يقل عن 108 أشخاص بينهم 49 طفلا قتلوا الجمعة والسبت في الحولة نتيجة قصف مدفعي أو قتل مباشر عن قرب. كما عثر المراقبون مساء الثلاثاء على جثث 13 شخصا في منطقة السجر على بعد 50 كلم شرق دير الزور. وقال الجنرال مود إن الجثث "كانت مقيدة الأيدي وراء الظهر وبعضها قتل برصاصة في الرأس عن مسافة قريبة".