سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المواطن شريف خيرى: الإخوان كانوا فى السجون أيام الحرب لذلك لا يُقدِّرون قيمة الأرض.. وأولاد أبوإسماعيل «بلطجية» مصر الآن ضائعة.. والإخوان المسئول الأول عما وصلنا إليه ولا أغضب من اتهامى بأنى من «حزب الكنبة» لأن أولادى أهم عندى
شاشة التليفزيون كانت قبلته منذ 25 يناير، أغلقت المظاهرات الشوارع وعزف المواطنون عن الخروج، فوضع سيارته الميكروباص فى محل عمله ب«موقف» السبتية، وبدأ رحلة متابعة الأحداث، يقلب بين القنوات الرسمية، يجد الحياة وردية والأمور لا تتعدى مظاهرات وخلافات بين الأمن والشباب، ينتقل إلى الفضائيات ليرى الواقع يتحول من سيئ إلى أسوأ، اعتصم من اعتصم، واستشهد من استشهد، لم يرَ وقتها شريف خيرى ضرورة للمشاركة، حيث تنقل فى منزله بين الأريكة والسرير على مدار 18 يوماً، آخر فترة فى حكم «مبارك»، متابعاً الأحداث، ومن بعدها الاعتصامات ضد حكم العسكر. «شريف» مواطن كان لا يهتم بالوضع السياسى لمصر ، ومثل الأغلبية التى كانت صامتة أصبح الآن يرفض سياسات الرئيس محمد مرسى. ■ كيف ترى مصر الآن؟ - مصر وصلت إلى مرحلة ضعف كبيرة، لدرجة أن الشارع الآن ملك الأقوى، مَن يملك سلاحاً هو صاحب الشارع، حتى الشرطة تخاف من البلطجية، الدولة التى لا يشعر سكانها أن فيها حاكماً أقل وصف لها أنها ضائعة. ■ مَن المسئول عما وصلنا إليه الآن؟ - الإخوان بالدرجة الأولى، بدليل أنهم وقت ما كانوا معتقلين، مصر كانت بخير. ■ هل يمكن الخروج من هذا الوضع؟ - لم يعد لدىّ أمل أو ثقة فى ذلك. ■ هل تخشى على مصر من حكم الإسلاميين أو الليبراليين؟ - الاثنان خطر على مصر، وإن كان الإخوان هم الخطر الأكبر. ■ ما تصورك لحال مصر فى الفترة المقبلة؟ - طول ما الإخوان عاوزين الكرسى والليبراليين بيتخانقوا على السلطة، عمرنا ما هنشوف خير، إحنا حاربنا فى 1973 وانتصرنا وقت ما كان الإخوان فى السجون، عشان كده هما مش حاسين بقيمة الأرض اللى كانت ضائعة ورجعت، بصراحة ماعنديش ثقة فى الوضع الحالى، ولا أمل فى اللى جاى بكرة، نفسى أضمن ألاقى لقمة العيش لأولادى وبس. ■ ماذا فعلت عندما امتلأت الشوارع بالمظاهرات فترة ثورة 25 يناير؟ - لم أترك منزلى طوال ال18 يوماً، أخدت إجازة إجبارية من الشغل، لأنى سواق ميكروباص وشغلى كله فى الشارع، جلست مع أسرتى أتابع الأحداث من التليفزيون، أقلب بين القنوات الحكومية التى نقلت الصورة الوردية، وأصطدم بالواقع المر فى القنوات الفضائية، وقتها لم أكن أعرف أنها ثورة ستؤدى إلى رحيل «مبارك». ■ ولماذا لم تفكر فى المشاركة فى الاعتصامات فى ذلك الوقت؟ - أنا نزلت التحرير مرة واحدة بس يوم تنحى «مبارك»، للاحتفال أنا وأولادى، غير كده أنا لم أكن مقتنعاً بضرورة النزول. ■ ما أول حدث سياسى شاركت فيه؟ - نزلت فى انتخابات الرئاسة وأعطيت صوتى للفريق أحمد شفيق، وقتها بس كان عندى أمل إن حال البلد يتغير. ■ وما دورك خلال تولى المجلس العسكرى الحكم؟ هل شاركت فى الاستفتاء على الإعلان الدستورى أو أى مظاهرات وقتها؟ - لا، لم أشارك فى الاستفتاء، لأن وقتها كنت قد عدت إلى عملى بعد فترة انقطاع طويلة، وحاولت أن أعوض بيتى ما فقدناه وقت إجازتى الإجبارية فى الثورة، كنت أعمل ليل نهار من أجل أولادى، والمظاهرات ضد العسكر سقط فيها عدد كبير من القتلى، وبصراحة خفت على نفسى. ■ وما رأى أبنائك، هل كانوا يسيرون على نفس طريقك؟ - للأسف ابنى الأصغر «أحمد»، 21 سنة، كان بينزل دون علمى فى المظاهرات، من أول مظاهرات العباسية حتى المظاهرات الحالية ضد الرئيس محمد مرسى، ولم أكن أعلم بذلك إلا بعد أن شاهدته بالصدفة فى التليفزيون على إحدى القنوات يسير فى مظاهرة مع زملائه، منذ ذلك الوقت عنفته وأمرته بعدم النزول مرة أخرى. ■ هل تؤيد أفكار الإخوان أم الليبراليين أم السلفيين؟ - أنا لا إخوانى ولا ليبرالى ولا تبع أى تيار.. أنا مع أولادى وأكل عيشى، دا أهم حاجة فى الدنيا. ■ هل تغضب عندما يقول من حولك إنك من حزب الكنبة؟ - بالطبع لا، أنا خايف على ولادى وأكل عيشى، وهذا لا يعيبنى. الأخبار المتعلقة: مصر «التائهة».. الصراع المستمر = الفوضى المستمرة ديفيد شينكر: اقتصاد مصر لن يتحسن بقرارات الإخوان