سيطرت حالة من الغضب على فلاحي محافظة دمياط، وذلك بعد تلف محصول الجوافة لإصابتها بفطريات وبكتريا، وإصابتها بدرنات بالجذور والأوراق وظهور بقع غامقة اللون على الثمار، ما دفع العديد منهم لاقتلاع الأشجار وهو ما نتج عنه تحملهم خسائر فادحة في ظل عدم تدخل المسؤولين لحل الأزمة التي تكررت عدة مرات، بحسبما أكد الفلاحون ل"الوطن". وطالب الفلاحون بتدخل وزير الزراعة لحل أزمتهم وعدم الاكتفاء بإصدار بيانات وأخذ عينات من الأرض وتحليلها لمعرفة السبب، خاصة بعدما أكد مسؤولون لهم أنه تمت إصابة المحصول بمرض جديد يؤدي لتلف المحصول وموته ولم يتم التعرف بعد على أسبابه. وبوجه حزين جلس محمد يحيى بلال (46 عاما، فلاح) في أرضه وبجواره جلست زوجته تساعده في الفلاحة، وردد محمد قائلا: "هنعمل إيه، المرض قتل محصولنا، وشقانا وتعب عمرنا راح ومفيش حد عارف السبب محصولي المرض أكله ومش عارفين الصرف الصحي ولا الصناعي السبب آلاف الفدادين دمرت وليست بالمرة الأولى ومفيش مسؤول بيطمنا ويعرفنا السبب"، مطالبا بسرعة التدخل لحل الكارثة التي تسببت في دمار آلاف الفدادين المنزرعة بمحصول الجوافة. وبعينين دامعتين جلس عثمان عامر (55 عامت، فلاح) والملقب ب"أبو البنات" أمام أرضه، مرددا: "حسبي الله ونعم الوكيل في اللي كان السبب، تعبي وشقى عمري راح وأنا راجل كبير ومقدرش أشتغل مهنة ثانية هنعيش إزاي ونصرف منين بعدما مات مصدر رزقنا". ويقول عثمان: "فشلت في حصاد محصول الجوافة هذا العام بسبب موت المحصول"، مضيفا: "يرضي مين الخراب اللي إحنا فيه، بتاعنا شكوى لمديرية الزراعة والجهات المسؤولة دون تحرك فعلي فكل مرة نتلقى وعود بحل الأزمة دون جديد، علاوة على ارتفاع أسعار التقاوي"، مطالبا بتوفيرها بسعر مناسب بالجمعيات الزراعية، مضيفا: "مش أول مرة محصول الجوافة دي ثالث سنة ومش عارفين السبب إيه". ووجَّه عثمان رسالة لوزير الزراعة قائلا: "حسوا بينا شوية تعبنا شكاوى شقى عمرنا راح والأزمة كل سنة تتجدد ومفيش حد من المسؤولين بيريحنا ولا يكتفون سوى بتقديم الوعود الزائفة بحل الأزمة"، متسائلا: "ليه مش بياخدوا عينات يحللوها، آلاف الفدادين اتدمرت ورزقنا ورزق ولادنا راح"، مطالبا الحكومة بالتدخل للتوسع في التصدير لمحاولة حل الأزمة. وبنبرة حزينة يقول عادل أبو الخير (57 عاما، فلاح): "كنت بزرع جوافة وطماطم وبرسيم كل سنة ولكنني فوجئت بإصابة الجوافة بمرض غريب أصاب الجوافة وكلمت المسؤولين ومش عارف أزرع ثاني جوافة وإحنا فلاحين عايشين على زراعة الجوافة كمحصول أساسي وباقي المحاصيل عبارة عن سد خانة، لما مصدر رزقنا يموت نعمل إيه ونشتغل في إيه". ووجَّه أبو الخير رسالة للمسؤولين قائلا: "اتركوا مكاتبكم وانزلوا شوفوا الكارثة اللي بنعيشها فلا بد من نزول لجنة مختصة من مديرية الزراعة لمعاينة الأراضي وحصر الخسائر". ويتساءل عادل: "أين المسؤولين، ما نواجهه من كوارث ده الموسم الثالث اللي أزرع فيه جوافة وكل المحصول يموت مين هيعوضني عن الخسائر دي ويصرف عليا وعلى ولادي"، كما طالب بتوفير التقاوي بالجمعيات الزراعية ومراقبة الحكومة للأسعار حتى لا نظل فريسة للسوق السوداء وتدعيم الفلاحين. وبدوره، طالب مجدي البسطويسي، نقيب الفلاحين في دمياط، بتفعيل دور الإرشاد الزراعي والتواصل مع الفلاحين والتدخل لحل مشكلة التسويق للمحاصيل الذي يفشل الفلاح عن تسويقها، ما يتسبب ذلك في فساد المحصول وعدم انتفاعه بكميات كبيرة منه، كما طالب بنزول لجان مختصة من وزارة الزراعة لأخذ عينات من الأراضي وتحليلها، خاصة بعدما قال البعض إنه تمت إصابة الأراضي في دمياط بمرض النيماتودا وهو مرض جديد غير معروف أسبابه أو طرق الوقاية منه، كما طالب البسطويسي بتوفير الشتلات بجمعيات الإرشاد الزراعي والبحوث الزراعية حتى لا يقع الفلاح فريسة لسيطرة السوق السوداء. وبدوره قال المهندس أحمد الملاح، وكيل وزارة الزراعة بدمياط، في تصريح ل"الوطن": "أرسلنا لجنة من مديرية الزاعة لفحص أراضي الفلاحين وأخذ عينات لتحليلها، وكل المؤشرات تشير لإصابة أشجار الجوافة بمرض غير معروف أثر على نحو خمسة وعشرين بالمئة من أراضي الجوافة في دمياط". يشار إلى أنه تبلغ مساحة الأراضي المزروعة بالجوافة في دمياط نحو سبعة آلاف فدان وذلك بحسب ما أكد وكيل وزارة الزراعة بدمياط.