عام 2012م عجيب غريب أصاب المصريين بالاكتئاب والتوتر والضيق، مع نوبات من القلق من المجهول.. الكل يسأل: نحن لا نفهم شيئا.. هل ستستقر مصر.. أم ستغرق السفينة؟!! الكل قلق على المستقبل.. الجميع كره النظر إلى التليفزيون أو الصحف.. ورغم ذلك ينظرون ويقرأون. هو عام انقسام المجتمع المصرى، واشتداد موجات الاستقطاب والتكفير السياسى والدينى.. أفراحه قليلة وأحزانه كثيرة.. سلبياته وحماقاته لا تحصى، وهذه بعضها: 1- إعلان طارق الشحات الشرك بالله بعد يأسه من ترخيص الحكومة له ب«كشك» يعول به أسرته.. لأنه مريض بالسرطان ولا يجد عملا.. فتقصير الحكومة أو الخلق جميعا مع الإنسان لا يبيح له أن يجحد ربه.. فإذا جحده الخلق لجأ إلى الحق سبحانه وهرب إليه.. وقد جحدنى كثيرون ممن أحسنت إليهم فما زادنى ذلك إلا تعلقا وحبا لله.. الذى إن اقتربت منه شبرا اقترب منك ذراعا، وإن اقتربت منه ذراعا اقترب منك باعا.. وإن أتيته تمشى أتاك (سبحانه) هرولة.. وأنا أعتبر كطبيب أن أمثال طارق يمرون بحالة اكتئاب وفقدان للاتزان النفسى.. وأرجو أن يتوب إلى الله ويرجع إليه.. فعنده سبحانه ما هو أعظم مما عند حكام الدنيا جميعا. 2- حصار مسجد القائد إبراهيم وبداخله شيخه الكريم أحمد المحلاوى وتحطيم نوافذه وقذفه بالطوب والحجارة. 3- ضمور العقل السياسى المصرى الذى أراد أن يحتفل بشهداء محمد محمود بتكرار الأمر بكل تفاصيله؛ ليسقط المزيد من القتلى والجرحى وتحرق مدارس مثلما حرق المجمع العلمى من قبل.. ولا أدرى ماذا سنفعل فى السنوات المقبلة؟!! 4- حصار المؤسسات السيادية الذى أسقط هيبة الدولة المصرية العريقة وأهدر كرامة هذه المؤسسات. - فهل هناك قوى سياسية تحاصر «الداخلية» رمز الأمن القومى المصرى.. وتحاصر «الدفاع» رمز العسكرية المصرية العظيمة التى هزمت الصليبيين والتتار وإسرائيل من قبل.. والقصر الجمهورى رمز أعلى مؤسسة سيادية.. والمحكمة الدستورية رمز استقلال القضاء.. ومدينة الإنتاج الإعلامى رمز حرية الكلمة؟!! - قد نتفق أو نختلف مع سياسات هذه المؤسسات.. ولكننا لم نرَ شعبا متحضرا، مسلما أو كافرا، يحاصر هذه المؤسسات فى تبجح ودون حياء. 5- استخدام القوى السياسية المتصارعة لميليشياتها المختلفة لضرب وسحل الخصوم مثل صبحى صالح والحريرى والفخرانى والبدوى. 6- انجرار هذه الميليشيات إلى العنف المجتمعى.. فبعض الاشتراكيين الثوريين يحطمون مقرات الحرية والعدالة ليرد عليهم بعض الإسلاميين باقتحام وتحطيم مقر حزب الوفد.. ثم ندخل فى عنف مجتمعى يخلف وراءه ألف جريح وعشرة قتلى. 7- تركيز بعض الإسلاميين المبالغ فيه على خطاب المحنة أو خطاب الهوية والمفاصلة الدينية.. وكأن المصريين لم يحملوا رسالة الإسلام يوما قبل الحركات الإسلامية أو يحبون الكفر والفسق. 8- ضعف رؤى الإسلاميين الخاصة بالدولة سياسيا واقتصاديا واستراتيجيا وعسكريا وأمنيا ودوليا. 9- التوظيف السياسى من بعض المعارضة لأطفال الشوارع تارة، والبلطجية تارة أخرى للقيام بأدوار العنف المختلفة.. وهذه جريمة سياسية وأخلاقية. 10- اهتمام الإسلاميين ومعارضيهم بالصراع السياسى أكثر من اهتمامهم بمشكلات المواطن المصرى البسيط والفقير؛ مما أدى إلى كراهية المواطن البسيط للساسة والسياسة. 11- لجوء المعارضة إلى الاستقواء بالغرب فى مواجهة مصر ظنا منها أنها تواجه الرئيس.. حتى الاتحاد الأوروبى الذى أعجب مندوبوه من قبل بالدستور يرفض الدستور فور الاستفتاء عليه. 12- عدم إدراك الرئاسة والحكومة المصرية الحالية أن الإنجاز على الأرض هو الذى يصنع الشرعية الحقيقية التى تكمل وتدعم شرعية الصندوق.