49 عاماً مرت على فيلم «غرام فى الكرنك»، الفيلم الاستعراضى الأشهر فى تاريخ السينما المصرية، أشياء كثيرة تغيّرت فى هذه السنوات، فالأقصر حسب «أبوالوفا عبدالراضى»، سائق الحنطور الذى شارك الفنان محمد العزبى الغناء فى أغنية «الأقصر بلدنا بلد سواح»، أصبحت مختلفة، ازدادت جمالاً وبريقاً، وتعدّدت فيها الفنادق، بينما انخفضت أعداد السائحين وغاب النظام. سائق حنطور «الأقصر بلدنا»: أجرى فى الفيلم كان 5 جنيهات كبر سن «أبوالوفا» وتجاوزه ال75 عاماً، لم يمنعه من تذكّر الأيام الخوالى التى عاشتها الأقصر، كانت أياماً ذات مذاق مختلف، وكانت الناس أكثر إخلاصاً وحباً، وكان الخير قليلاً، «بس فيه بركة»، لا يكف الرجل عن سرد ذكرياته مع الفيلم والأغنية: «كان عندى 26 سنة، وكنت شغال بالحنطور بتاعى مع شركة سياحة كبيرة، بننقل السياح اللى بيجوا المدينة، وراح الفنان محمود رضا الشركة وقابل المدير، وقال له عايز عربيات حنطور تشارك فى فيلم بنعمله، ووقفنا كلنا صف واحد واختار 20 عربية حنطور، وبص فيه قال لى أنت حتبقى من قدام، علشان حنطورك نضيف، وهتاخد 5 جنيه إيه رأيك؟.. فوافقت على طول وقلت له معاك يا ريس، والفلوس جات فى وقتها، لأنى كنت عريس جديد». استغرق تصوير الأغنية 4 أيام بمشاركة أكثر من 20 سائق حنطور: «كلهم ماتوا، مش باقى غيرى أنا، ونفسى أطلع عمرة وأزور سيدنا النبى أنا وأم العيال»، متمنياً أن يساعده الفنان محمود رضا، أو محافظ الأقصر فى تحقيق أمنيته. لم يكن دور الرجل السبعينى مقتصراً على قيادة الحنطور، بل أخبرته فرقة رضا ومحمد العزبى، بأنه سيُشارك فى الغناء جنباً إلى جنب مع «العزبى»: «(رضا والعزبى) اختارونى أشارك فى الأغنية، وقالوا لى بعد ما (العزبى) يقول الأقصر بلدنا على الخارطة يتحط من تحتها شرطة مش بردوا منها، أقول أنا من الواسطى اللى هى أصلاً بلد فى سوهاج، فقلت لهم أنا من الأقصر يا ريس مش من الواسطى، فضحك (العزبى) وقال لى عارفين، بس المخرج عايز كده، وبعد ما الفيلم اتذاع فى التليفزيون بقيت معروف فى البلد، وكنت أمشى فى الشارع يقولوا أهو الراجل اللى غنا مع محمد العزبى، ولحد النهارده الناس حافظة الأغنية، وبتغنيها فى رحلات المدارس والجامعات اللى بتيجى الأقصر». عدم احترام المواطنين مهنة سائقى الحنطور والتعامل معهم بتعالٍ، وارتفاع طعام الخيول، أسباب دفعت «أبوالوفا» لترك المهنة منذ 30 عاماً، فهو لا يحتاج إليها وأولاده السبعة يوفرون له كل ما يحتاجه: «زمان سواق الحنطور كانت الناس بتحترمه وتقول له يا أسطى دلوقتى مفيش احترام وكمان الشغلانة باظت خالص، والناس مش لاقية أكل للخيول بتاعتها، لأن الحالة مش تمام». تعانى الأقصر من مشكلات كثيرة حسب «أبوالوفا»: «بلدنا حلوة، والأقصر بلد مفيش زيها، والدولة لو اهتمت بيها هتعمل دخل كبير للبلد وللشباب العاطل، نفسنا الرئيس ييجى زيارة ويقعد يومين ويناقش ويحل مشكلات البلد، وهى بسيطة بس محتاجة تتحل بشكل كويس وبنظام».