رصدت مجلة "تحرير" (مجلة أكاديمية الصحفيين العرب - الألمان) في عددها الخامس وضع المرأة المصرية في المشهد السياسي، حيث أكدت أن المرأة لم تكن بعيدة عن مشهد الثورة المصرية، بل شاركت منذ البداية وليس هذا فحسب فقد كانت في الصفوف الأولي للمتظاهرين، وهذا ما يجعلها الآن تقف أمام ذلك المجتمع الذكوري كي تطالب بجميع حقوقها المسلوبة. وتعود مجلة "تحرير" للأيام الأولى للثورة المصرية، ففي حي الزمالك –من أرقي أحياء القاهرة علي شاطئ النيل- الذي شهدت سماءه أدخنة القنابل المسيلة للدموع إثر المعارك الدامية التي كانت تحدث على الجانب الآخر من شاطئ النيل بين المتظاهرين الذين يدافعون عن أنفسهم بإلقاء الحجارة وبين قوات الشرطة التي تضربهم بالرصاص المطاطي، قابلت سيدة ورجلين كانوا في طريقهم للانضمام للمظاهرات، رجل شرطة الذي حاول اعتراض طريقهم، فإذا بها تصيح في وجهه "ليه ما تروحش معانا؟؟ ، ليه ما تتظاهرش وتطالب بحقك؟؟، عايز تضرب علينا نار، مش مكسوف من نفسك؟"، وسط هذه الشجاعة وصياح هذه السيدة وقف رجل الشرطة والرجلين الآخرين في صمت وذهول، فما لبث منها إلا أن أدارت ظهرها مستكملة طريقها للانضمام لباقي المتظاهرين. وتشير مجلة"تحرير" إلي سالي زهني (25) عام، هي واحدة من الكثيرات اللاتي شاركن في الثورة عن وعي، وإيمانا منهم بضرورة الحصول علي جميع حقوقهم، كما أسست مع 20 سيدة جمعية "سوا" بمساعدة مستشارة بالأمم المتحدة، وذلك للمطالبة بحقهم في المساواة مع الرجل. وفي تعليقها على مشاركة النساء في الثورة قالت سالي زهني لمجلة "تحرير" إن المرأة شاركت منذ اللحظة الأولى في الثورة، فقد ثارت الأمهات وربات البيوت ضد أفراد الشرطة، بالإضافة الى وقوفهم في الصفوف الأولي في الميدان، وأضافت أنها وقفت في ميدان التحرير تواجه القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه بكل شجاعة، مشيرة إلى أنه طوال أيام الثورة (18يوم) لم يكن هناك أدنى مشكلة، فقد وقف الرجل والمرأة جنبا إلي جنب في الميدان، ولم يكن هناك تحرشات جنسية تذكر إلا القليل فقط، وأوضحت أن الميدان شهد كل المستويات والطبقات، وكلهم كانوا يهتفون بنفس المطالب فلم يكن هناك فرق بين غني وفقير فالكل سواء. سقط نظام مبارك في نهاية الثورة ولكن لم تسقط تقاليد المجتمع الصارمة ضد المرأة وحقوقها، هذا ما قالته هنيا شالكومي أستاذ مساعد في علم دراسة المجتمعات الإنسانية بالجامعة الأمريكية في القاهرة لمجلة "تحرير" وأنه من خلال بحثها الحالي على المشاركة النسائية في الحياة السياسية المصرية تبين لها أنه لا يزال ينظر للمرأة بنظرة العداء في حقها في المشاركة في الحياة السياسية. وأشارت سالي زهني لمجلة "تحرير" أن بعض النساء اللاتي قبض عليهن إثر مشاركتهن في الثورة فقد أجبرهن المجلس العسكري على الكشف عن عذريتهن، معبرة عن أسفها من هجوم الناس على الفتيات وإلقاء الذنب عليهن معلقين عن سبب تواجدهن في مكان المظاهرات، وما يرتدونه من ملابس. ذكر موقع "اتسيت" الألماني واقعة الفتاة التي سحلتها قوات الجيش في ميدان التحرير، وضربهم لها بالعصي وتمزيقهم لملابسها مما أدي إلي تعرية أجزاء من جسدها، فقد سقطت على الأرض تتلوى من شدة الألم والضرب المبرح فضلا عن قيام ضابط من الشرطة العسكرية بدهس وجهها ببيادته، وبعد رؤية الجميع لهذا المشهد تبارى الملايين في نشر مقطع الفيديو الذي انتشر على موقع "يوتيوب" علي جداريات موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك". وصرح موقع "دير شبيجل" الألماني في هذا السياق أن المرأة المصرية قامت بمظاهرات إحتجاجا على تعسف قوات الأمن واستخدامهم للعنف المفرط تجاه الفتيات والسيدات اللاتي يتظاهرن، حيت قامت حوالي 10,000 سيدة وفتاة بمسيرة في ميدان التحرير ضد ضرب وسحل الفتيات المتظاهرات، وخاصة الفتاة التي ظهرت صورتها على شاشات التليفزيون بعد سحلها وتعريتها من قبل قوات الجيش. وفي التعليق على تمثيل المرأة في مجلس الشعب نقل موقع "زود دويتشه" الألماني أنه في أول انتخابات حرة نزيهة لمجلس الشعب بعد ثورة 25 ينايرأصبح هناك 5 سيدات داخل البرلمان، في حين أن عدد الرجال بلغ 508 عضو، ومن جانبهن فهذه خطوة جيدة للأمام فلم يكن لديهم من قبل الفرصة في المشاركة في الحياة السياسية. وفي حديثها مع "زود دويتشه" الألماني، قالت سلمى حجاب ناشطة سياسية وصحفية أنه لا بد من عدم معاملة المرأة على أنها أقلية في البرلمان، فقد تم انتخابها من قبل الشعب ولديها أهداف ترغب في تحقيقها. وأخيرا أشارت نهى عاطف، صحفية لموقع "زود دويتشه" أن لا بد أولا من زيادة الوعي لدينا وأن نعطي المرأة الاحترام الكافي وحقها في التعليم، بالإضافة لزيادة عدد النساء في البرلمان.