أفردت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية مساحة كبيرة على صفحاتها بنسختيها الورقية والالكترونية لرصد تطور الأوضاع في مصر، ونشرت الصحيفة تقريرا، حول المظاهرة الحاشدة التي نظمها الإسلاميون في القاهرة يوم السبت دعما للرئيس المصري محمد مرسي الذي يحاول تهدئة غضب المعارضة عن طريق دستور من المقرر أن تقدم الجمعية التأسيسية مسودته النهائية للرئيس في وقت لاحق من اليوم. وقالت الصحيفة في تقريرها الذي نقلته عن وكالة أنباء رويترز، أن عشرات الآلاف تجمعوا أمام جامعة القاهرة ملوحين بالأعلام المصرية لإظهار دعمهم للرئيس والدستور. ومن المقرر أن يطرح مرسي مسودة الدستور لاستفتاء شعبي يجري خلال 15 يوما. ونقل التقرير عن محمد إبراهيم، المنتمي للدعوة السلفية وعضو اللجنة التأسيسية، قوله أن علمانيي مصر يخوضون معركة خاسرة منذ البداية. وأضاف إبراهيم أنهم سيتأكدون من الهزيمة الشعبية الكاملة من خلال مظاهرة حاشدة يوم السبت تقول لا للأقلية المتآمرة ولا للتوجهات المدمرة ونعم للاستقرار والشريعة. ورصد التقرير قيام المتظاهرون بحمل لافتات مؤيدة للدستور كتب على بعضها أيضا "الإسلام قادم" و "نعم للاستقرار" و "لا للفساد". وكان عشرات الآلاف من المصريين قد شاركوا في احتجاجات ضد مرسي أمس، الجمعة، ووقعت اشتباكات بين متظاهرين مؤيدين للرئيس ومتظاهرين معارضين له أثناء الليل في الإسكندرية والمحلة الكبرى. وألمحت الصحيفة إلى هتاف المتظاهرين في ميدان التحرير: "الشعب يريد إسقاط النظام"، وهو نفس الهتاف الذي كان يردده المحتجون هناك قبل نحو عامين في انتفاضة شعبية أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك. وتواجه مصر أزمة جديدة منذ الأسبوع الماضي عندما أصدر مرسي إعلانا دستوريا يحصن قراراته من القضاء معلنا أن هذا الإجراء مؤقت بهدف الإسراع بالتحول الديمقراطي في مصر، وأنه يسقط بإعلان دستور جديد للبلاد. ونوه التقرير إلى أن الإعلان الدستوري الصادر في 22 نوفمبر -بعد يوم من إشادة العالم بمرسي لتوسطه في تهدئة في غزة بين إسرائيل و"حماس"- أثار استياء معارضي الرئيس المصري ووسع الانقسامات بين المصريين. وأغضب مرسي الكثير من القضاة الذين يجب بمقتضى القانون أن يشرفوا على الاستفتاء، حيث يحصن الإعلان الدستوري القرارات السيادية لرئيس الجمهورية . لكن الرئيس تعهد بدعم استقلال القضاء. ولفت التقرير إلى أن مناورة مرسي وضعت معارضيه من ليبراليين ويساريين ومسيحيين وآخرين في مأزق. إذا تمكنوا من الوصول بنتيجة الاستفتاء إلى الرفض فسيحتفظ الرئيس بالسلطات التي منحها لنفسه إلا أن جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي والمنظمة بشكل جيد ،والسلفيين مقتنعين بقدرتهم على الوصول بالاستفتاء إلى القبول وحشد أنصارهم وملايين المصريين الذين سئموا الفوضى السياسية. وذكر التقرير أن مرسي قال في حوار تلفزيوني يوم الخميس الماضي أنه لا مجال للدكتاتورية. من جانبه، قال أحد المحتجين في ميدان التحرير ويبلغ من العمر 43 عاما وعضو في حزب الدستور: "نرفض الاستفتاء على الدستور والجمعية التأسيسية التي لا تمثل كل قطاعات المجتمع". ونوهت عدد من الصحف المستقلة إلى أنها ستحتجب عن الصدور يوم الثلاثاء. وقالت صحيفة أيضا أن ثلاث قنوات فضائية خاصة ستتوقف عن البث يوم الأربعاء. ومن المقرر أن تجري انتخابات مجلس الشعب بعد صدور الدستور. والبلاد دون مجلس تشريعي منذ أن حلت المحكمة الدستورية العليا مجلس الشعب المنتخب والذي كان يهيمن عليه الإسلاميون في يونيو الماضي.