تناولت الصحف العالمية بصورة مكثفة تطورات الاوضاع فى مصر واستمرار اعتصام الثوار فى التحرير، وحذرت من دخول الاخوان التحرير غدا السبت وما يمكن أن ينجم عنه هذا من صراع ومواجهات، كما حذرت فى مجملها من عملية تمرير مسودة الدستور او اجراء استفتاء عليه فى ظل هذه الظروف التى تمر بها مصر من توتر وعدم استقرار، كما حذرت من ثورة ثانية، ومن المنعطف الخطير الذى ستنزلق اليه مصر مع اصرار مرسى وتمسكه بالاعلان الدستورى، وتنبأت الصحف بأن ثورة ثانية قادمة. تليجراف: نشر الدستور محاولة إخوانية لإنهاء الاحتجاجات أكدت صحيفة «تليجراف» البريطانية أن قيادات الإخوان تحركوا سريعا لتشديد السيطرة على البلاد من خلال الإعلان عن نشر دستور وطني جديد.وأشارت الصحيفة إلى إعلان الجمعية التأسيسية لكتابة الدستور، واجراء استفتاء بعد الاحتجاجات الضخمة التي اندلعت ضد الرئيس محمد مرسي. وأعلنت عن احتمال أن يكون الدستور مشابهاً للنص الذي نشر الشهر الماضي. وأضافت أن الإعلان الدستوري لا يزال يثير غضب معارضي الإخوان الذين يقولون إن الجمعية ستفعل ما تريد دون الالتفات للعلمانيين والأقليات وستصبح مصر دولة إسلامية. وول ستريت: المواجهات تهدد الاقتصاد المصري قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إن المواجهة الممتدة بين الرئيس محمد مرسى والمحتجين، تهدد بمزيد من عدم الاستقرار للاقتصاد المصرى الهش، وأن النزاع بين مرسى والقوى المعارضة لمحاولته توسيع سلطاته بشكل ديكتاتورى، ازدادت مخاطره، مع إعلان جماعة الإخوان المسلمين التى ينتمى لها الرئيس تنظيم مظاهرات مؤيدة لقراراته غدا السبت فى ميدان التحرير حيث تعتصم القوى المعارضة. وقالت الصحيفة الأمريكية إن المأزق فى مصر أطفأ الضوء فى نهاية نفق اقتصادها المظلم، إذ إنه يلقى بظلال من الشك على الصفقات الأخيرة الخاصة بالمساعدات الدولية والاستثمار الأجنبى وكذلك قرض صندوق النقد الدولى الذى يبلغ 4.8 مليار دولار. وأشارت إلى تراجع البورصة المصرية بشكل كبير وتكبدها خسائر هائلة منذ إصدار مرسى الإعلان الدستورى الذى يحصل بموجبه على سلطات واسعة تجعله ديكتاتوراً.. نيويورك تايمز: الاندفاع في الاستفتاء على الدستور يصعد معركة المعارضين مع الرئيس قالت صحيفة نيويورك تايمز انه في حال قام الرئيس محمد مرسي بدعوة المصريين إلى الاستفتاء على مشروع الدستور المقترح من قبل الجمعية التأسيسية لكتابة الدستور، والذي تم تمريره من جانب واحد على الرغم من الاعتراضات والانسحابات الواسعة، سوف يشعل معركة سياسية متصاعدة بين محمد مرسى ومعارضيه. وأوضحت أنه بإعلان انتهاء الجمعية من أعمالها، فإنه يمكن أن يذهب الدستور للاستفتاء عليه، حتى لو قررت المحكمة الدستورية حل الجمعية. وأضافت أن المحكمة قد ترى أن مشروع الدستور باطل بموجب بطلان الجمعية التأسيسية التى وضعته. ونوهت إلى أن الاندفاع فى الانتهاء من عمل التأسيسية يعزز الاتهامات بدفع الصراع السياسى إلى الدستور. ونقلت الصحيفة عن المرشح الرئاسي السابق عمرو موسى تعليقه على إعلان الجمعية الانتهاء من أعمالها «أمر لا معنى له». وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن انسحاب كافة التيارات والفصائل غير الإسلامية يدمر أى آمال فى النظر إلى الدستور النهائى باعتباره دستورا توافقيا يعبر عن عقد اجتماعى. واعتبرت أن انضمام محكمتى النقض والاستئناف لإضراب القضاة احتجاجا على قراراته يمثل ضربة كبيرة لمرسي، لأن قضاة المحكمتين يجرى اختيارهما من قبل أقرانهم على أساس الأقدمية والكفاءة، لذا لا يمكن النظر إليهم بصفتهم موالين لعهد مبارك، مثلما يزعم الإسلاميون. واشنطن بوست: مخاوف من اندلاع ثورة ثانية وصفت صحيفة «واشنطن بوست» الامريكية الرئيس محمد مرسي بأنه يصعد الأزمة ويزيد من المخاوف من احتمال اندلاع ثورة ثانية. وأضافت الصحيفة نقلا عن وكالة أنباء «اسوشيتدبرس» أن الرئيس الإسلامي يواجه إضرابا غير مسبوق من المحاكم والمحتجين المعارضين. وأوضحت أن مرسي يواجه موقفا مختلفا عن الرئيس السابق حسني مبارك، لان مرسى تم انتخابه بشكل ديمقراطي، ويحظى بدعم الحركة السياسية الأكثر قوة في البلاد، واشارت الى عزم الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية الأخرى تنظيم مظاهرة حاشدة في ميدان التحرير يوم السبت، مما يثير احتمالات باندلاع اشتباكات بين المعارضين والمؤيدين لمرسي. وأضافت الصحيفة أن الاعتراف بالخطأ والهزيمة قد يكون أحد الخيارات المتاحة أمام مرسى المهندس الذي درس في الولاياتالمتحدة ويبلغ 60 عاما على حد وصف الصحيفة، و قد يضعف مرسي والإخوان الذين تشوهت صورتهم بسبب الاتهامات بأنهم حريصون على تشديد قبضتهم على السلطة للتعامل مع الكثير من مشاكل البلاد. وأضافت أن كبرياء مرسي تعد عاملاً آخر في دولة ينظر معظم الناس فيها إلى قائدهم باعتباره شخص لا يقهر. وأوضحت أن مرسي قد لا يكون مستعدا لقبول الإحراج أمام الشعب خاصة أنه اعترف مرتين بالخطأ منذ توليه منصبه في يونيو الماضي، والمتمثل فى فشله فى إعادة مجلس الشعب الخاضع لسيطرة الإسلاميين، وعودة النائب العام إلى منصبه بعد فصله. ساينس مونيتور: تمسك «مرسى» بالإعلان الدستوري يقود البلاد لمنعطف أكثر خطورة قالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية إن المواجهات التي تشهدها الساحة السياسية المصرية بين جماعة الإخوان المسلمين ضد المتظاهرين تقلص من فرص الخروج الإيجابي من نفق الفترة الانتقالية. واضافت أن مصر اليوم في عدد من الوجوه أكثر اضطراباً مما كانت عليه في يناير وفبراير من العام الماضي 2011 إبان الإطاحة بدولة مبارك البوليسية. ودللت الصحيفة الأمريكية على استمرار دوران المصريين في دوامة الفوضى الانتقالية، على خلفية الإعلان الدستوري، وأوضحت الصحيفة أن كل ما أنجزته مصر على مدى 22 شهراً على أثر مبارك يتمثل في وصول جماعة الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم بانتخاب مرسي. وأشارت إلى أن طرح مسودة الدستور التي أنجزتها الجمعية التأسيسية لن يعمل على تهدئة أجواء المعارضة التي تتخوف في الأساس من فرض دستور جديد يمليه الإسلاميون بمفردهم على كافة أطياف الشعب المصري بمختلف توجهاته ومشاربه. وتابعت الصحيفة أن ثمة تعطشا واضحاً من جانب القوى الخارجية لإيجاد بديل سياسي لجماعة الإخوان المسلمين ولا سيما لو كان هذا البديل يميل إلى العلمانية، لكن حتى الآن لم تظهر المعارضة قدرة على الاتحاد إلى ما يرتقي إلى كونه قوة منظمة تستطيع مجابهة قوة الإسلاميين التي تعلو سدة الحكم. وأشارت إلى أن إصرار مرسي على عدم الرجوع عن إعلانه الدستوري الأخير يضع البلاد في منعطف أكثر خطورة. وأعربت عن تخوفها من أن تشهد مظاهرات السبت التي يعتزم الإسلاميون القيام بها غدا السبت مصادمات تاريخية لم تشهد البلاد لها مثيلا من قبل. وأوضحت أن الحالة الراهنة بالبلاد لم تترك أمام معظم المصريين البسطاء سوى خيارين اثنين ليس لهما ثالث يستطيعون عبرهما المشاركة في السياسة؛ إما دعم مرسي، وإما الذهاب لميدان التحرير لرفع أصواتهم في مظاهرات تطالب برحيله.
