عشرات العمال يتظاهرون يوميا أمام مكتب الإرشاد ويطلبون مقابلة المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين الدكتور محمد بديع لعرض مطالبهم عليه، نيابة عن الرئيس محمد مرسي، والبداية كانت مع عمال شركتي اسمنت طرة وأسمنت حلوان ووعدهم المرشد بحل المشكلة وحينئذ ردد المعتصمين الهتافات المؤيدة له، منها "يابديع يابديع من غيرك حقي هيضيع، لا إله الا الله بديع حبيب الله". "الوادي" رصدت آراء القوي السياسية والثورية في تحول وجهة المواطنين للاعتصام أمام مكتب الارشاد بدلا من قصر الإتحادية وما يحمله ذلك التحول الخطير من دلالات رمزية حول ما إذا كان "المرشد" العام للإخوان المسلمين هو من يحكم مصر أم الدكتور محمد مرسي؟ في البداية قال حسين عبدالرازق، عضو المجلس الرئاسي بحزب التجمع أن القضية تتعلق بالسلطة التنفيذية الممثلة في رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي والحكومة برئاسة الدكتور هشام قنديل وأظن أن العمال قاموا بتنظيم وقفة احتجاجية أمام قصر الاتحادية ثم انتقلوا بعد ذلك الي مكتب الارشاد وبعدها وعدهم الدكتور بديع بحل المشكلة لكن من المؤكد أن جماعة الاخوان المسلمين جماعة سياسية كبيرة لها الأغلبية ولكنها غير قانونية ولو افترضنا اعتصام العمال أمام الحزب كان سيصبح الأمر مقبولا ولكن من الأساس عند قيامهم بالاعتصام أمام قصر الاتحادية كان علي الرئيس مرسي وقتها أن يبادر بحل المشكلة وأضاف للوادي أن جماعة الاخوان المسلمين ليس لها أي صفة دستورية أو حزبية وبالرغم من ذلك يتحكم مكتب الارشاد بالسلطة التنفيذية بالبلاد. وأكد جورج اسحاق ، القيادي بحركة كفاية علي أن اختيار عمال شركتي اسمنت طرة وأسمنت حلوان لمكتب الارشاد للاعتصام أمامه كان اختيارا خاطئا واختاروا المكان الخطأ وذلك لأن جماعة الاخوان المسلمين غير قانونية وكان من الأفضل الاعتصام في أي مكان غير مكتب الارشاد . وأضاف "اسحاق" أن جماعة الاخوان المسلمين توحي للشعب المصري أنهم يملكون القرار السياسي في مصر ويتضح ذلك في مجالس حقوق الانسان وغيرها علي الساحة المصرية. فيما استنكر الدكتور عماد جاد، عضو الهيئة العليا للحزب المصري الديمقراطي والخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية ذلك فقال "إن هذه ظاهرة في منتهي الخطورة ولكن علينا أن نتحدث مع العمال الذين قاموا بالاعتصام أمام مكتب الارشاد. بينما أكد عبدالله حجازي، مسئول اللجنة الاعلامية بحزب الغد علي أن مكتب الارشاد هو الذي يحكم مصر وأن المهندس خيرت الشاطر هو من يتحكم في قوت الشعب المصري، بما فيهم الرئيس مرسي والكل يعلم محاولة الاخوان المسلمين للسيطرة علي البلاد بشكل أو بأخر . واستطرد قائلآ أن الدكتور مرسي فاز بكرسي الرئاسة بلي الذراع، خاصة في ظل الوضع السياسي الجاري الذي يحتم علي الجميع تحالف القوي السياسية مع الاخوان المسلمين حتي لا تدخل بقية الفصائل السياسية في صراع مع الاخوان. وأشار تامر القاضي أحد شباب الثورة ءالي أن مكتب الارشاد هو من يملك القرار السياسي في مصر بل أن مكتب الارشاد يحكم الرئيس نفسه ومن المؤكد أن جميع القرارات التي تصدر من مؤسسة الرئاسة تصدر أولآ من مكتب الارشاد وأود أن أطرح سؤالآ لماذا لم يلجأ العمال ءالي وزير الصناعة؟؟ والدليل علي أن مكتب الارشاد هو صاحب القرار السياسي في مصرهو وعد المرشد العام للعمال بحل المشكلة. أحمد دومة أحد شباب الثورة قال أن هذا مؤشر خطيرجدآ لأن هذا الكيان لا أساس له ولا سند له من القانون يعد العمال المعتصمون بحل المشكلة هذا خطير جدآ ولكن الأخطر أن يصدق الاخوان انفسهم بأن يمتلكوا القدرة علي أخونة الدولة وأضاف أن الرئيس مرسي غلبان والمتحكم في ءدارة شئون البلاد هو محمد بديع وأصحاب رؤوس المال من رجال الاخوان مثل خيرت الشاطر. في المقابل أكد عزب مصطفي عضو اللجنة العليا بحزب الحرية والعدالة وعضو مجلس الشعب السابق أن مكتب الارشاد ليس له أي علاقة بأي اعتصامات أو مظاهرات وبالرغم من وجود حكومة ومؤسسات هامة في الدولة يلجأ عمال شركتي أسمنت طرة وأسمنت حلوان ءالي مكتب الارشاد،ويستطرد قائلا أنا لا أدافع عن الاخوان المسلمين ولكن الديمقراطية هي من أتت بالاخوان في مؤسسة الرئاسة ومجلس الشعب المنحل ولكن يجب علينا أن نعمل من أجل الشعب الذي اختار الاخوان لقيادة الدولة. وقال علي عبدالفتاح، القيادي بجماعة الاخوان المسلمين أن العمال اختاروا المكان الخاطئ فمن المفترض أن يكون مكان الاعتصام أمام قصر الاتحادية أو ميدان التحرير أو أي مكان آخر غير مكتب الارشاد، مشيرا إلي أن ما يثار حول امتلاك الاخوان المسلمين للقرار السياسي في مصر ليس صحيحا ، حكومة الدكتور هشام قنديل هي حكومة تكنوقراط وعندما تم انتخاب الدكتور مرسي وأصبح رئيسآ للبلاد حلله المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين من بيعته وأصبح مملوكآ للشعب ومسئولآ عن جميع المصريين.