تحول المقر العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأيام القليلة الماضية إلى "ديوان مظالم" للعمال والموظفين والمواطنين, ويستقبل المقر بصورة شبه يومية عشرات من أصحاب الشكاوى بعد أن كانت قبلتهم ديوان المظالم وقصر الاتحادية مقر إقامة رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي. وعلي مدار الأسابيع الماضية توافد العشرات من أصحاب المشكلات والتظلمات علي المقر العام للجماعة بالمقطم, ودائما يكون طلبهم، مقابلة الدكتور محمد بديع مرشد الجماعة, أو المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد، لعرض مشاكلهم عليهما ومناشدتهما التدخل لحلها, ولكن دائما يكون الرد واحد من أفراد الحراسة الموجودة: "محدش موجود منهم سيب مشكلتك واحنا هنكلمك". وقالت زوجة أحد ضباط الشرطة المخطوفين في سيناء منذ أحداث الثورة إنها عندما جاءت وطلبت مقابلة الشاطر, رد عليها مدير أعماله قائلا إنه يرفض مقابلتها, وطالبها بعدم الحضور مرة أخرى لأن الشاطر "مش فاضي للكلام ده" – حسب تأكيد السيدة – . وتختلف نوعيات المشكلات التي يريد المواطنين عرضها علي مكتب الإرشاد, بدءً من مطالب الحصول علي وطائف لخريجين جامعيين, والحصول علي وحدات سكنية في المدن الجديدة, وطلبات التدخل لإصدار عفو عن بعض المسجونين في جرائم غير جنائية, بالإضافة إلي مظاهرات عمالية للمطالبة بالتدخل لدي إدارة المصانع لصرف مستحقاتهم المالية. وكان العشرات من عمال مصانع أسمنت حلوان وأسمنت طره قد تظاهروا أمس السبت أمام مقر الجماعة, وطالبوا خيرت الشاطر ومحمد بديع بالتدخل لدي إدارة المصنع لصرف مستحقاتهم المالية المتأخرة منذ عام 2007, حيث أنهم عمال خرجوا للمعاش مبكرا دون أن تصرف لهم الشركة أموالهم المستحقة. وعن رأي أعضاء مكتب إرشاد الإخوان حول هذه الظاهرة, ندد الدكتور حسام أبو بكر عضو المكتب بهذه التظاهرات, قائلا "أنهم جاءوا للمكان الخطأ ولسنا جهة تنفيذ حتى نتلقى مشكلاتهم أو نتدخل لدي أحد لحلها, وعليهم أن يتوقفوا عن ذلك ويتجهوا لمؤسسات الدولة للتدخل وحلها, وذلك ما أكده الدكتور مصطفي الغنيمي عضو المكتب, قائلا "أن مناخ الثورة منح لكل شخص حق التظاهر وعرض مشاكله والمطالبة بحلها, لكن نحن المكان الخطأ لذلك". العشرات يتوافدون على مقر الجماعة ويستغيثون بالمرشد والشاطر.. والرد: "محدش موجود سيب مشكلتك واحنا هنكلمك"