انقسمت آراء رجال الدين بين مؤيد ومعارض حول رأي شرعية الاحتفال بمرور 60 عاما على قيام ثورة 23 يوليو، فهناك فريق يرى أنها بدعة لا يجوز الاحتفال بها، وفريق آخر يرى أنها ثورة عظيمة حررت الشعب المصري من الظلم والاستبداد لذلك وجب الاحتفال بها. قال الداعية الاسلامي الشيخ يوسف البدري أن الأعياد في الإسلام اثنان هما عيد الفطر وعيد الأضحى المبارك وما عداهما من الأعياد سواء كانت متعلقة بشخص أو حدث مثل الاحتفال بأعياد "الام - الربيع - ثورة 23 يوليو.. وغيرها" لا يجوز للمسلمين الاحتفال بها. واضاف البدري أن الاحتفال بثورة 23 يوليو بدعة ولا يجوز الاحتفال بها لأن الاعياد تشريع من الله عز وجل، وقال في حديث رواه أنس بن مالك رضي الله عنه قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال ما هذان اليومان قالوا كنا نلعب فيهما في الجاهلية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما يوم الأضحى ويوم الفطر). فيما أكد الدكتور محمد رأفت عثمان -عميد كلية الشريعه والقانون بجامعة الازهر- انه قبل الكلام عن حكم او فعل من الافعال او تصرف من التصرفات لابد من تحديد مفهومه اولا فمعنى الاحتفال هو اظهار السرور بالحدث نفسه ومعنى الاحتفال بثورة يوليو انه حدث ادخل السرور علينا. وأضاف عثمان ان ما يسمونها بثورة يوليو هي ليست ثورة وانما هي انقلاب عسكري على الحكم الملكي وقد عانى الشعب المصري كثيرا من هذا الانقلاب من ظلم واستبدادا للحكم وقمعا للحريات واعتقال لكل من يخالف عبدالناصر في الرأي، لذلك لا يجوز الاحتفال بهذا الانقلاب العسكري. بينما أوضح الدكتور احمد محمود كريمه -استاذ الشريعة بجامعة الازهر- انه من المقرر شرعا ان ايام الله تعالى تتنوع منها اعياد دينيه وهما عيدين الفطر والاضحى، كما أن هناك مواسم واحتفالات دينية كعاشوراء والعشر الاوائل من ذي الحجة، وهناك مناسبات وطنية واجتماعية للشعوب في الجاهلية وحافظ عليها الاسلام كسوق عكاظ. وأشار كريمه إلى انه لا بأس من الاحتفالات الوطنية وهي حلال شرعا لأنه لا يوجد تحريم إلا بنص صريح، ولم يرد نص في القرآن الكريم أو السنة النبوية بتحريم الاحتفال بالثورات، مؤكدا على أن ثورة يوليو من اعظم الثورات في العالم أجمع ويكفي أنها حققت العدالة الاجتماعية وحررت الشعب المصري من الظلم والقهر والاستبداد.