"يبقى الحال كما هو عليه"، تلك هي الجملة الأنسب لوصف العشوائيات في مصر فلا جديد ولا تقدم خطوة واحدة لتطوير هذه العشوائيات. فما بين الشعور بالعجز لتغير الوضع الحالي، وبين استمرار الإهمال ومضاعفة الظاهرة لتصبح أكثر سوءًا لتئول النتائج إلى حائط سد مملوء بكوارث من كل اتجاه . حيث تتوالي الحكومات ويأمل السكان فيها خيرا لتحسين أحوالهم المعيشية، ليستطيع الإنسان مواصلة حياته اليومية بها، وبتحسين أحوال المرافق الخدمية التي تتمثل في أبسط الحقوق المُقدمة للمواطن حتى يشعر بالرضا ويستطيع الإنتاج. وعلى الرغم من بدء حكومة إبراهيم محلب ضخ مليار جنيه لتطوير 30 منطقة عشوائية بمدينة القاهرة إلا إنه جزء لا يتجزأ من هذه المناطق بالعاصمة التي تعج بالسكان والعشوائيات. من هذه العشوائيات في إحدى ميادين القاهره بمنطقه باب الشعرية منطقة تُدعى "عطفة الحوش الجديد" حيث يعاني أهلها من الفقر وانعدام الخدمات الصحية والتعليم، ويسكنون في أشباه بيوت لا سور لها، وإذا وُجدت البيوت، فلا سلالم لها يحيط بهم كل ما يسيء النظر ولكن من المؤسف اعتياد أهلها على السكن فيها. قمنا من جهتنا، بعمل جولة داخل هذه المنطقة للتعرف على مشاكلها والحديث مع أهلها لإبراز مشاكلهم؛ أملاً منا فى علاجها. " معندكيش أوضه ليا " بهذه الكلمات بدأ عم محمد حديثه معنا وتابع ، " باخد معاش 380 جنيه ومش لاقى أوضه أنام فيها معندكيش أوضه حتى لو فى بير السلم " . وإلتقينا ببعضهم يعيشون فى شقة واحده مقسمة إلى غرف تحتوى كل غرفه على 6 أفراد على الأقل، وغيرهم فى عشه وكل منهم لديه حمام ومطبخ مشتركين , وعدم قدرتهم على تحمل متاعب الحياة ومصاريفها ولم يستطيعوا تحقيق الرفاهية لأطفالهم، وعند السؤال عن أحوالهم الصحيه، اشتكوا من إصابتهم بالأمراض بسبب البيئه التى يعيشون بها قالت إحدى السيدات من سكان المنطقة "أنا عندى السكر والحالة متأخرة ولازم أخد أنسولين كل يوم الصبح أجيبه منين المعاش مش بيكفى" . وقالت " أم منار " إحدى ساكنى الحى الميسورين الحال شيئا ما إنها قد قامت منذ شهر بدفع أموال لموظفي الحى لإصلاح الأرض أمام بيتها وإزاله القمامه وتحسين الشارع لها وللمارين به وقد قام بعض السكان بالمساهمة فى ذلك إلا إنه لم يقم أحد بتنفيذ شيئاَ على الإطلاق. وعندما سُئلت عن الوضع بعد تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى الحكم فقالت إن الوضع فى تحسن إلا إنه فى تحسن من جهه إقامه بعض رجال الشرطه بالنزول للحى مما أدى إلى الحد من ظاهرة البلطجية، وتجارة المخدرات أو تناولها إلا إنه بالرغم من ذلك لم يستطيعوا القضاء على هذه الظاهرة التي تدمر الحي. حالة من البؤس والشقاء تكسو ملامح أهالي الحي، فهل تنظر إليهم الحكومة نظرة اهتمام لتنتشلهم من هذا الواقع إلى وضع أفضل.