وجه طاهر النونو، المتحدث الرسمى باسم حركة «حماس» فى غزة، اتهامات لاذعة إلى الإعلام المصرى بأنه يشوه صورة الفلسطينيين، ويبث الفتنة بين الشعوب العربية. واتهم «النونو» بعض الصحف ووسائل الإعلام المصرية بأنها نقلت أنباء عن تسلل نحو سبعة آلاف عضو مسلح من حركة «حماس» إلى داخل الأراضى المصرية عبر قطاع غزة، وتمت الاستعانة بهم من أجل قمع المعارضين للرئيس «محمد مرسى»، مشيرا إلى أن الاشتباكات التى حدثت بين المتظاهرين الرافضين لسياسة النظام بلغت مداها منذ الليلة الأولى لذكرى ثورة 25 يناير، حيث بلغ عدد القتلى من المتظاهرين أكثر من 50 شخصا، إلى جانب المئات من المصابين. صلاح البردويل القيادى بحركة «حماس» فى تصريحاته ل«المركز الفلسطينى للإعلام» اتهم هو الآخر وسائل الإعلام المصرية بتلقى تمويلات كبيرة من جهات أجنبية وصهيونية لتشويه صورتهم أمام الشعوب والعمل على بث روح الكراهية تجاههم. «الصباح» حرصت فى الالتقاء ببعض الإعلاميين، ورؤساء القنوات الفضائية على التعرف على رأيهم حول اتهامات قيادات «حماس» لهم. فى البداية أكد الإعلامى الكبير مفيد فوزى أن تلك التصريحات هى التى تلقى بأصابع الاتهام حول تمويل حركة حماس من جهات أجنبية غير معلومة لأن الذى يوجه تلك الاتهامات مؤكد أنه يفعلها، ولا يعقل أن يكون رد الجميل للإعلام المصرى الذى ساند الشعب الفلسطينى فى مواجهة الكيان الصهيونى يكون بأننا نتلقى تمويلات أجنبية بل إسرائيلية. وأعرب «فوزى» عن أسفه الشديد من تلك التصريحات، وقال: «إنه ينقل بالنص تصريحات قيادات الإخوان الذين يهاجمون الإعلام دائما ويتهمونه بتلقى أموال خارجية». وأرجع الإعلامى الكبير الهجوم المستمر من الحركات السياسية على الإعلام المصرى إلى الرئيس «محمد مرسى» الذى حلل دم الإعلاميين، وساهم فى محاصرة مدينة الإنتاج من قبل «أولاد أبوإسماعيل»، فنحن كمصريين لا نحترم إعلامنا فكيف يحترمنا أشقاؤنا العرب. من جانبه رفض طارق الفطاطرى، رئيس قناة «المحور»، تصريحات قيادات «حماس» وقال إنها غير مقبولة تماما ولا يعقل أن تخرج من أشقائنا العرب خاصة أن الإعلام المصرى أول من ناشد الزعماء العرب التدخل لإنهاء النزاع بين حركة فتح وحماس، فلا يعقل أن يكون رد الجميل بأن إعلامنا يمول من إسرائيل». وسخر «الفطاطرى» من تصريحات طاهر النونو مرددا: «عندما نتحدث عن التمويل فلابد أن نفتش فى جيوبنا أولا لأن الذين يتلقون تمويلات خارجية معروفون للجميع، والإعلام المصرى لا يتلقى تمويلا خارجيا، وتمويله مصرى خالص وقناة «المحور» يملكها الدكتور حسن راتب وهو الممول الوحيد للقناة ومعروف لدى الجميع ولا نقبل تمويلا خارجيا ولن نخضع لأجندات خارجية». محمد هانى رئيس قناة «CBC» يرى أن «جميع القنوات الفضائية المصرية مصادر تمويلها معروفة للجميع، و«CBC» القناة التى يملكها ويمولها رجل الأعمال المصرى محمد الأمين ولا نتلقى أى تمويلات خارجية». واستنكر «هانى» تصريحات طاهر النونو بأن الإعلام المصرى يمول من إسرائيل العدو اللدود للوطن العربى أجمع، فكيف يقبل أى منبر إعلامى بأن يتلقى تمويلا من جهات إسرائيلية خاصة أن وسائل الإعلام دائما ما تهاجمهم. وليد حسنى، رئيس قناة «التحرير»، أعرب عن استيائه الشديد من الحملة التى تشنها تيارات الإسلام السياسى على القنوات الفضائية الخاصة، والتى وصلت إلى حد التخوين، وطالب «حسنى» قيادات حماس بأن تفتش فى أوراقهم أولا حتى يكتشف الجميع أنهم يتلقون تمويلات من قطر وتركيا وإيران قبل أن يتهموا الإعلام المصرى الشريف بتلقى تمويلات من إسرائيل. وأكد رئيس «التحرير» أن القناة يملكها ويمولها رجل الأعمال الشهير «سليمان عامر»، وأن جميع الفضائيات المصرية لها رجال أعمال يمولونها، ولن يقبلوا الخضوع لأجندات خارجية أو تمويل أجنبى. من جانبها قالت إلهام أبوالفتح، رئيس قناة «صدى البلد»، إن مثل هذه التصريحات مرفوضة جملة وتفصيلا، ولا يعقل أن تخرج من أشقائنا الفلسطينيين خاصة أنها افتراءات لا أساس لها من الصحة، وقناة «صدى البلد» لا تمول من الخارج ولا تخضع لأجندات خارجية وتدعم من أموال مصرية شريفة، ومعروفة لدى الجميع أن القناة يملكها رجل الأعمال المصرى محمد أبوالعينين وتعرف عنه نزاهته وحبه للوطن. الكاتب الصحفى والإعلامى نصر القفاص أعرب عن استيائه الشديد من تصريحات المتحدث الرسمى باسم «حماس»، معتبرا أن تصريحات هذا «النونو» صادرة من «رضيع» يمثل «جماعة الإخوان المسلمون» على حد قوله. وأضاف: «إذا أردت أن أقول له شيئا فسأقول له: كلامك هذيان طفل رضيع يحتاج إلى أم تربيه وترضعه!».