تلقى وزير خارجية الأردن ناصر جودة رسالة شفهية من نظيره الإيراني على أكبر صالحي تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تنميتها وتطويرها. نقل الرسالة نائب وزير الخارجية الإيراني للشئون العربية والإفريقية حسين عبد اللهيان خلال استقبال الوزير ناصر جودة له اليوم "الأحد" بمقر وزارة الخارجية الأردنية في عمان . من ناحية أخرى ، أعلن "عبد اللهيان" في مؤتمر صحفي عقده مساء اليوم "الأحد" بمبنى السفارة الإيرانية في عمان أن إيران لن تسمح لأية قوة أجنبية أو خارجية بالتدخل في شئون سوريا ، متهما الإدارة الأميركية بتشجيع تنظيم القاعدة لأن يصبح نشطا في سوريا . وقال "إن إيران تدعم الشعب السوري ..وما قرره نظام الرئيس بشار الأسد من إصلاحات في سوريا ..ولن نسمح لأي قوة أجنبية أو خارجية التدخل في شئون حليفتنا سوريا "، مشيرا إلى أنه ليس هناك أي طرف يقبل أن تصبح سوريا مكانا للمجموعات المسلحة. وأضاف عبداللهيان " بعد عامين من المقاومة والصمود التي أبداها الشعب السوري وحكومته .. فشلت محاولات النيل منهما "،لافتا إلى أن هناك جهات- لم يحددها- قدمت المساعدات لبعض الجهات في سوريا وهي مسئولة عما يحدث في سوريا ، مؤكدا أن الحل السياسي هو الحل الأمثل للأزمة.. وطالب الدول المجاورة لسوريا بالسيطرة على حدودها ومنع إرسال السلاح للمجموعات الإرهابية. وقال إن من يدمرون محطات توليد الطاقة الكهربائية ويقطعون التيار الكهربائي لا يمكن أن نسميهم بالمعارضة للحكومة السورية"، معتبرا أن تواجد الآلاف من السوريين والعرب من الإرهابيين في سوريا يؤكد أن هذه المجموعات الإرهابية لا يمكن تسميتها بالمعارضة." واتهم عبد اللهيان دولا -لم يحددها -بإرسال الأسلحة إلى المجموعات المسلحة في سوريا ، لافتا إلى أن بعضا من هذه الدول في المنطقة العربية والآخر خارجها. وشدد على ضرورة الفصل بين ما وصفها بالمعارضة الأصيلة والمجموعات الإرهابية ، موضحا أن بلاده لديها علاقات مع كافة أطياف المعارضة الشريفة ،لافتا الى أن قوى المعارضة السورية التي تعتبر إصيلة تؤمن بالحل السياسي والديمقراطي وتعزيز الحوار الوطني. وأكد نائب وزير الخارجية الإيراني للشئون العربية والإفريقية حسين عبد اللهيان أن بلاده لن تسمح بأن تشهد سوريا تغييرا عبر التدخلات الخارجية وأن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد مسألة مرفوضة بالمرة ، مشيرا إلى أن أي تغيير في سوريا هو حق مشروع لشعبها، موضحا أن الحل الأمثل هناك هو وقف العنف وإجراء انتخابات . وقال عبد اللهيان "علينا جميعا في المنطقة والأسرة الدولية أن نساعد الشعب السوري حتى يقرر مصيره بنفسه"، مؤكدا أن التدخل الأجنبي في سوريا مرفوض. واتهم أطرافا لم يحددها بإشعال الحرب الأهلية في العراق ، وقال"إن هذه الجهات فشلت في مساعيها في سوريا وبعد هزيمتهم يريدون إثارة الفتنة الطائفية في العراق وهي فتنة كاذبة" على حد وصفه". وأكد أن إيران لن تسمح لأية دولة بالاعتداء عليها وأنه لا أحد يجرؤ بالاعتداء على بلاده"، مضيفا "نحن أظهرنا لكافة العالم بأننا ندعم ونقدم الدعم والمساعدة لخندق المقاومة". وتابع" نحن ليس لدينا أي نوع من الاستراتيجية الحربية والهجومية ولكن إيران تملك استراتيجية دفاعية قوية للغاية لأي نوع من الاحتمالات " ،مشيرا إلى أن بلاده لم تلحظ أي تغيير في التصرفات الأمريكية تجاهها. وقال عبد اللهيان "حتى الآن لم نر ولم نلحظ تغيير جدي في التصرفات الأمريكية ..وبالتالي لم يحدث أي تغيير من جانب إيران تجاه أمريكا .. وإذا تغير التصرف الأمريكي فمن المؤكد سنواجه ذلك بالإيجاب". وأضاف "إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ينطق بعبارات جميلة ومنمقة ولكن على أرض الواقع لا نشهد تغييرا في موقف واشنطن".، ووصف عبداللهيان علاقات بلاده مع الأردن بأنها لم تصل إلى مستوى الطموح، ممتدحا الموقف الأردني من الأحداث في سوريا ، ووصفه بالعقلاني والمنطقي. وقال إن إيران تعتقد أن الأردن وبالمقارنة مع بقية دول الجوار السوري تعامل بكل عقلية ومنطق مع الأزمة السورية " ، موضحا أن الأردن يسيطر على حدوده مع سوريا ويؤكد على الحل السياسي في هذا البلد . وكان نائب وزير الخارجية الإيراني للشئون العربية والإفريقية حسين عبد اللهيان إلتقى في وقت سابق رئيس مجلس الأعيان الأردني طاهر المصري وبحث معه العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها ، كما التقى كذلك رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون.