النظام تعمد إقصاء النوبيين من مجلس الشورى تعويضات عبدالناصر كانت قرشا واحدا للنخلة.. وفقدنا الأمل فى العودة لبلادنا النوبة همزة الوصل مع إفريقيا ونرفض دعوات تدويل القضية
قال عبدالله عثمان رئيس النادى النوبى العام بالإسكندرية، إن قضايا النوبة كانت ولازلت مشكلة وصداعًا فى رأس النظام، خاصة أن أهالى النوبة يطالبون بحقهم فى العودة لقراهم التى أُجبروا على مغادرتها أثناء إنشاء السد العالى وخزان أسوان. ونفى «عثمان» أن تكون النوبة طرفا فى الصراعات السياسية الحالية، إلا أنها ستوجه أصواتها فى الانتخابات البرلمانية المقبلة لصالح من يرعى مصالحها، ولن تنساق خلف وعود كما حدث معها فى عهد الروساء السابقين. وأكد فى حواره ل «الصباح» أن النظام الحالى تجاهل قضية النوبيين، وتعمد إقصاءهم من تعيينات مجلس الشورى، رغم أن الهيئات النوبية أرسلت لرئاسة الجمهورية عدة أسماء نوبية حصلت على توافق نوبى، مثلما تجاهلتها فى اختيارات الجمعية التأسيسية للدستور. *بداية ما هى مشكلات النوبيين؟ بدأت مشكلات النوبيين بعمليات تهجير من قرى أسوان، وتمت على مرحلتين الأولى فى عام 1902 مع بدء بناء خزان أسوان، وغرق 10 قرى، بسبب ارتفاع منسوب المياه خلف السد، ومع البدء فى تعلية الخزان المرة الأولى عام 1912 وارتفاع منسوب المياه، الذى تسبب فى غرق ثمانى قرى أخرى، وتبعها غرق 10 قرى أخرى عام 1933، خلال تعلية خزان أسوان الثانية، ما تسبب فى هجرة أبناء النوبة إلى البر الغربى وعدد من المحافظات، وفى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، بدأت الحكومة فى دراسة بناء السد العالى، وهى الفترة التى شهدت عملية التهجير الثانية للنوبيين من القرى إلى منطقة وادى جهنم بهضبة كوم أمبو. *كيف تعامل عبدالناصر مع القضية النوبية ؟ كان وعد عبدالناصر للنوبيين بالعودة بمثابة أمل لدى القبائل النوبية، لكنهم صدموا بعد حصولهم على تعويضات زهيدة، حيث وصل التعويض عن النخلة المثمرة فى ذلك الوقت إلى قرش واحد، وبعدها تلاشى حلم عودة المهجرين لقراهم. * ماذا عن مطالبكم ؟ تتلخص المطالب النوبية فى حق العودة التنموى حول بحيرة النوبة «بحيرة ناصر» عن طريق الهيئة العليا لتنمية بحيرة النوبة، وتوطين النوبيين أسوة بالهيئة التى أنشئت لتنمية سيناء عقب أحداث الثورة، إضافة لاستكمال بناء المساكن لأبناء النوبة وبعد الانتهاء من المرحلة الأولى بوادى كركر، وإنشاء جمعيات زراعية للنوبيين على ضفاف البحيرة بنفس أسماء القرى النوبية، التى غرقت أثناء إقامة السد العالى وخزان أسوان، ودعم المشروعات الصغيرة فى الصيد والصناعة والزراعة. * تحدثت عن تعامل عبدالناصر مع النوبيين فماذا عن الرئيس السادات ؟ الرئيس أنور السادات كان يميل للنوبيين، ولكن جميع الرؤساء كان لديهم هاجس بسبب البعد الاستراتيجى للنوبة. * كيف تعامل النظام السابق مع القضية ؟ فى آخر 10 سنوات بدأ نظام مبارك فى الاهتمام بقضايا النوبة، وبدأ فى مشروعات إعادة توطين أبناء النوبة، وتم تحديد 6 مراحل لإعادة المغتربين، وانتهت المرحلة الأولى بوادى كركر فى العام الماضى. * وكيف تعاملت الحكومات المتلاحقة عقب ثورة يناير مع الملف النوبى ؟ كانت الاجتماعات مع رئيس الوزراء الأسبق عصام شرف مثمرة، وكان هناك خطوات جدية لحل كل قضايا النوبة، إلا أن تغيير الحكومة حال دون التنفيذ. * هل تتعامل معكم الحكومة كأقليات ؟ لا، لم يتم التعامل مع النوبيين كأقلية، ونحن نرفض أن يحاول أحد التعامل مع قضايا النوبة كمطالب فئوية فنحن مصريون. * كيف ينظر النظام الحالى لمطالب النوبيين وكيف يتعامل معكم ؟ النظام الحالى تعمد تجاهل النوبيين فى تعيينات مجلس الشورى، رغم أن الهيئات النوبية أرسلت لرئاسة الجمهورية عدة أسماء نوبية حصلت على توافق نوبى ولكن الرئاسة تجاهلت تلك المطلب، بعد أن تجاهلت ممثل الهيئات النوبية فى الجمعية التأسيسية للدستور. * هل هناك محاولات للتصعيد ضد النظام ؟ النوبة ليست طرفا فى الصراعات السياسية الحالية، ولكن بعد تعمد تجاهل النظام لمطالبنا المشروعة أعلنت الهيئات النوبية أنها فى حالة انعقاد دائم لمتابعة المستجدات، ومناقشة ما يحدث على الساحة، وهناك اتجاه أن يقوم وفد من الهيئات النوبية لمقابلة المسئولين لبحث قضايا النوبيين. * لماذا لم تشاركوا فى مبادرة الحوار الوطنى التى دعت لها الرئاسة ؟ لم يتم دعوتنا، ولكننا سنشارك فى أى مبادرة لإيجاد حلول لقضايا النوبة، وفى حالة استمرار التجاهل، سيتم استخدام الصوت الانتخابى للنوبيين فى الضغط السياسى وتوجيه أصوات النوبة لمن يتبنى القضية وليس لمن يصدر وعودا دون تنفيذها. * ماذا عن تدويل القضية ؟ النوبة هى همزة وصل مصر مع جميع البلدان الإفريقية، ولم ولن تكون نقطة فصل، والنوبيون يرفضون دعوات تدويل القضية التى من شأنها تهديد أمن مصر القومى.