كانت النوبة علي مدار العهود السابقة عبد الناصر والسادات و مبارك قضية مهمة، بل من أهم الملفات التي تشغل بال المسئولين المصريين، فمن التهجير لبناء السد والتوطين في النوبة الجديدة حتى التصعيد لتدويل القضية أمام منظمات دولية، تاتي العديد من الحقائق في العهود السابقة ، فبعض النوبيين لناصر جاء علي خلفية التهجير، وحبهم لسادات جاء علي ارضية الجمعيات النوبية، والضغط علي مبارك حقق بعض الحقوق، أما مع الرئيس مرسي فأكدوا أنه "لا أمل في حل القضية" . في يناير 1960 زار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر النوبة القديمة بعد يومين من وضع حجر الأساس لمشروع السد العالى،الذى اعتبره النوبيين اسود يوم في تاريخ النوبة عندما وضع عبد الناصر وضيفه الروسي اصبعيهما علي " زر " تحويل مجري نهر النيل عند السد العالي وبدء تشغيل اكبر محطه كهربائية في الشرق الاوسط. وخطب فى الأهالى لإقناعهم بالهجرة إلى المناطق الجديدة التى خصصتها لهم الدولة لأن أرضهم ستغرق تحت مياه السد. وبدأ عبد الناصر خطابه بحث الأهالى على ضرورة الإحساس بأن الدولة تعامل كل أبناء الأمة معاملة واحدة "مبنية على الحق والحرية والمساواة، وأن السد العالى لن يعطى الخيرات للشمال فقط لأن خيرات السد العالى هى لأبناء الوطن جميعاً". ووعدهم بتخليصهم من شكوى الانعزال التى عانوا منها سنوات طويلة، والتى تبعتها تفرقة شمل الأسر للبحث عن "لقمة العيش"، وأن الاتحاد القومى سيخصص لجنة مقيمة معهم لحل مشاكلكم أولا بأول، وقال لهم "حينما نبحث السد العالى الذى ستغرق مياهه أجزاء كبيرة من بلادكم، فإننا ننظر إلى مستقبلكم أيضاً لا على أساس تشتيت أبناء النوبة فى كل مكان، لأن لكم التاريخ الطويل، التاريخ المجيد الذى تشهد عليه هذه الآثار". وحاول طمأنتهم بقوله "نعتقد أن عملية التهجير أو عملية النقل من هذا المكان ستكون عملية مركزة منظمة مريحة لكم جميعاً، لتنتقلوا من هذه القرى التى عشتم فيها إلى مناطق جديدة تشعرون فيها بالسعادة، وتشعرون فيها بالحرية، وتشعرون فيها بالرخاء"، وهو ما لم يشعر به أبناء النوبة أبدا من وقتها. لكن أهالي النوبة كانوا ينظرون إلي الرئيس جمال عبد الناصر إلي أنه السبب الرئيسي في كارثة التفتت التي حدثت للأسر النوبية وأن الهاجس الأمني بتوحيد النوبة في مصر والنوبة في السودان لتكوين دولة النوبة لا اساس له من الصحة وأن التعويضات التي تم صرفها لا تمثل القيمة الحقيقية للأموال والأراضي في النوبة القديمة لذلك يعتبر بعض النوبيون عبد الناصر عدوا لهم . ولا يقف الحد مع عبد الناصر عند ذلك فهم يعنبرون أن عبد الناصر هو من تسبب في القضاء علي أكثر من 5 الأف اسرة نوبية وحرمتهم من حقوقهم في تملك الأراضي وضياع التعويضات عليهم حتي أصبحت قضية حق العودة لهؤلاء الأسر بمثابة حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلي غزة بعدها تولى الرئيس الراحل أنور السادات الحكم وتجدد أمل أهالى النوبة مرة أخرى فى الرئيس صاحب الأصول النوبية، اعتبروه أفضل من حكموا مصر لاهتمامه بشئونهم بعد أن خصص لمن بقى بجوار السد بعض مساحات الأراضى الزراعية عام 1978 حول البحيرة، ومبلغ 20 ألف جنيه لشراء أدوات الزراعة، بعد انتهاء مشروع السد العالى. وزار السادات منطقة أبو سمبل وجلس مع أهالى النوبة ووجه لهم كلمة شكر عبر خلالها عن سعادته "برؤية الخضرة تنمو وتتمدد، وأن العجلة بدأت بالفعل تدور وأن الخضرة انتشرت على شواطئ بحيرة السد"، وقرر أن يمدهم بمبلغ 20 ألف جنيه أخرى لاستكمال مشروع المزارع التجريبية. وحاول أن يعيد الأهالى بشكل تدريجى إلى بعض الأجزاء المتبقية بعد استكمال مشروع السد، لكن طبيعة المكان حالت دون ذلك، وكانت تتابعهم "جمعية السادات" حتى وفاته، إذ توقف العمل بها بعد اغتيال الرئيس. وخلال عهد مبارك، ظلت مطالب النوبة مطروحة وتكرر اعتصامهم أمام نقابة الصحفيين، وظل مبارك يخرج بتصريحات "تلفزيونية" عن حقوقهم وأراضيهم، "أهل النوبة أهالينا ملكوهم أراضي زراعية وبنوا لهم مساكن"، ولكن هذا لم يحدث أبدا حتى خلعته ثورة يناير. وردد جمال مبارك الوعود فى زيارته للنوبة سبتمبر 2009، ووعد هو أيضا أهالى النوبة أن لجنة السياسات التى يرأسها وتتبع الحزب الوطنى المنحل، ستتولى دراسة مشاكل أبناء النوبة المهجرين، على أن يتم تمليكهم الأراضى قريبا. بعد أن أسقطت ثورة يناير مبارك ونظامه، تجدد أمل النوبيين فى العودة إلى أراضيهم، ومثل عشرات من المظاهرات الفئوية خرجت عقب الثورة، خرج أهالى النوبة وتظاهروا أمام مبنى محافظة أسوان. ووعدهم الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء خلال اجتماعه مع ممثلى وقادة أبناء النوبة، بالبدء فى دراسة مشروع شامل يضمن إعادة توطينهم فى مناطقهم القديمة على ضفاف بحيرة ناصر جنوب السد العالى، ليكون مشروعا قوميا لتعمير مناطق جنوب الوادى ولبناء قرى النوبة القديمة رحل عصام شرف وحل الجنزورى مكانه فى رئاسة الوزراء، وتجددت مطالب أهالى النوبة مرة أخرى وأضافت حكومة الجنزورى وعدا جديدا، إلى سلسلة الوعود السابقة، حيث أقر مجلس الوزراء بتمليك الأراضى لأهالى النوبة. أما في عهد الرئيس مرسي قطع أهالى النوبة عشرات الكيلومترات قادمين إلى وزارة الزراعة لتسجيل اعتراضهم على عدم استجابة المسئولين بها لهم بتوزيع الأراضى على متضررى السد العالى، مكتفين بإجراء مزادات علنية على أراضيهم ودخول مستثمرين دون توطينهم، معلقين على أسوار باب الوزارة لافتات كتبوا عليها "الحق أحق أن يتبع"، "ويل للفاسدين"، "لقد طفح الكيل كيف ستعيدون حقنا وأنتم تبيعون أرضنا؟" "نحن منكوبو خزان أسوان احذروا من الحليم إذا غضب، أهالى النوبة، وأين مليارات الفاو التى صرفت على أرض النوبة، وأين تحقيقات إهدار المال العام فى مشروع العون الغذائى". وانتقد أهالى النوبة عدم إلمام الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية بقضيتهم وقالوا إنه تعامل مع قضيتنا وكاننا أجانب، حيث قال أثناء جولة الإعادة: الجالية النوبية. ورغم اعتذاره عن ذلك فإنهم اعتبروها بادرة سيئة من جانبه وأكدوا أنهم لم يعودوا يصدقون الوعود الحكومية وأن مطالبهم يجب أن تتحقق على الفور مثلهم مثل باقى المصريين. وأكد المتظاهرون أن دخول أى مستثمر لهذه الأراضى لن يكون إلا على جثثهم، حيث قررت وزارة الزراعة وقف هذه المزادات استجابة لمطالب أبناء النوبة، وقال الدكتور على إسماعيل رئيس الهيئة العامة للتعمير والتنمية الزراعية أن الوزارة قررت إلغاء المزاد الخاص بالمشروعات التنموية على أراضى جنوب السد العالى التى تم الإعلان عنها أوائل يونية الماضى وذلك لحين إنشاء الهيئة العليا لتطوير جنوب السد العالى، واعتبر المتظاهرون هذا القرار حبرًا على ورق مطالبين الدكتور محمد مرسى بإصدار قرار جمهورى حتى لا يُصعد الأمر إلى اعتصام أمام مقر الزراعة وقصر العروبة. و علي الرغم من أن الرئيس مرسي قطع عهدا على نفسه أن تعود كل حقوق النوبيين كاملةً حتى تستقر الأرواح والقلوب"، كان ذلك خلال لقائه بهم، قبل توليه المنصب الرئاسة رسميا، فى نقابة العلميين، الا أن أن الواقع يؤكد غير ذلك ، وأكد لهم أنه يضمن لهم عودتهم إلى بيوتهم وأراضيهم، لأن مشروع النهضة اهتم بالنوبة وتنمية بحيرة ناصر، والقرى المحيطة، معددا الخيرات والمعادن التى تتمتع بها النوبة، ووعدهم أيضا بإنشاء خط سكة حديد يصل إلى النوبة. وكشف منير بشير المحامي والناشط في قضية النوبة عن أن تعامل النظام الحالي مع قضية النوبة يشبه النظام السابق في التعامل رغم ابعاد الملف عن رئاسة الوزراء وتولي مستشارى الرئيس هذا الملفى، فقد سبق وأن ارسلنا ملفا يتضمن مشروعين بقانون الأول يختص بتوطين النوبيين علي ضفاف البحيرة بنفس المسميات للقرى القديمة من الشلائل شمالا وحتي ادندان جنوبا ، أما المشروع الثاني يطالب بإصدار قانون جديد بإنشاء الهيئة العليا لإعادة تنمية وتطوير النوبة وتم تسليم المشروعين إلي المستشارين وعلي رأسهم سيف عبد الفتاح . وأضاف بشير أننا طلبنا في الاجتماع ضرورة التعامل مع القضية النوبية من خلال قوانين لا عن طريق قرارات عشوائية بداية من كيفية العودة مرورا بتمويل المشروعات التنموية بالإضافة إلي عقد أجتماع عاجل مع كافة الأجهزة الامنية مخابرات عامة وعسكرية وأمن قومي من أجل تصحيح بعض الدعوات الكاذبة والشائعات التي تم إطلاقها من بعض الاجهزة للقضاء علي حقوق النوبيين وإعلان نتائج هذا الاجتماع علي الرأى العام وإذا كان الهاجس الامني في تكوين دولة النوبة جنوب مصر صحيحا لابد من تقديم من يتورط في ذلك الي المحاكم ، فهذا الكلام لا اساس له من الصحة . وكشف بشير عن أن هناك العديد من البلاغات مقدمة من النوبيين للنياية العامة وخاصة بمبالغ مليار و300 مليون دولار منحة من منظمة الفأو لتنمية النوبة القديمة والتي لم يستفد من هذه الأموال وأكد بشيرعلي أنه بالرغم من أن الرئيس السادات تعامل مع القضية النوبة بإنشاء جمعيات زراعية ترعي أهل النوبة إلا أنه لم يطرح رؤية واضحه حول كيفية العودة إلي النوبة القديمة أما الرئيس مبارك فقد تعامل مع القضية النوبية من خلال الهاجس الأمني وتقرير الأجهزة ، لكن الضغوط التي تمت من خلال بعض المنظمات الخارجية ومطالبة بعض النوبيين بتدويل القضية جعلت الرئيس مبارك يتخذ بعض القرارات منها مشروع وادى كركر الا أننا عارضنا هذا المشروع نتيجة لان هناك بعض العيوب في المكان وايضا اعطي رجال الأعمال ارضي النوبيين في النوبة القديمة . أما أبو السعود حمته مسئول لجنة المتابعة في محافظة اسوان والناشط في شئون النوبة فيؤكد أن عبد الناصر هو من قام " ببهدله " النوبيين علي حد قوله ، أما السادات فكان محبا لنا ولكن النوبيون لم يستغلوا هذه الفرصة ، ويأتي الرئيس المخلوع مبارك الذى أرغمه النوبيون علي تحقيق بعض المطالب ، لكن الرئيس محمد مرسي لا ارى أمل في قضية النوبة في عصره والدليل علي ذلك أن ما خرج مؤخرا من تصريحات من رئيس الوزراء هشام قنديل حول عودة تسكين النوبيين حول بحيرة ناصر هذه تصريحات لا تختلف عن تصريحات السابقين في كافة الحكومات في العصور السابقة تعتبر وعود في الهواء وفي بيان تم توزيعه علي وسائل الإعلام يدعو النوبيين والشعب المصرى لتنظيم مليونية فى ميدان التحرير يناير القادم يوم 11 يناير والذى يوافق ذكرى وعد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر بعودة اهل النوبة لمكانهم بعد ثبات منسوب البحيرة ، ليكون هذا اليوم احتفالية نوبية عالمية يحيي هذه الليلة محمد منير بالغناء للنوبة بصحبة نجوم الفن النوبى الجميل وقال اليان أن المستشار محمد صالح رئيس نادى النوبة العام يعلن دعمه الكامل للمليونية . وقد تم انشاء صفحة موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك من اجل المناسبة للتجميع المادة الوثائقية وتدعيم التنظيم بين الشباب من مختلف بقاع مصر . Comment *